مع عودة قيود كورونا.. هل تستمر أزمة الرقائق العالمية في 2022؟

آية أحمد

كتبت – آية أحمد

تشعر الشركات التجارية الأمريكية بالقلق نتيجة النقص العالمي في إمدادات أشباه الموصلات؛ حيث من المقرر أن يستمر لمدة ستة أشهر أخرى على الأقل من عام 2022، مما سيسفر عن تباين كبير ومستمر في العرض والطلب على الرقائق، حيث انخفض متوسط مستوى المخزون من 40 يومًا إلى أقل من 5 أيام، مما أدى إلى عدم وجود مجال للخطأ، وتشمل الصناعات الأكثر تضررًا من هذا النقص صناعة السيارات، والإلكترونيات الاستهلاكية، والأجهزة الطبية.

أزمة الرقائق في العالم

 فعلى مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، كان الطلب على الرقائق أعلى بنسبة 17% في عام 2021 مما كان عليه في عام 2019، بالإضافة إلى زيادات غير متناسبة في العرض، مما أدى إلى سعي البيت الأبيض قدمًا لتحفيز صناع أشباه الموصلات وتشجيعهم على بناء مصانع في الولايات المتحدة، وذلك من خلال خطة بقيمة 52 مليار دولار لتشجيع شركات الرقائق على الإنتاج وزيادة البحث والتطوير؛ وعلى الرغم من أن الحكومة ليس لديها العديد من البدائل لحل القضية الحالية، فإن المسؤولين الأميركيين سوف يركزون على حل الاختناقات في سلاسل التوريد والتحقيق في مزاعم رفع أسعار الرقائق لبعض أنواع أشباه الموصلات، وقد يرتبط اضطراب إمدادات أشباه الموصلات، بتحديد مستوى التضخم في البلاد.

وفي الهند، ذكر خبراء صناعة السيارات أن بعض النماذج لا تزال تستخدم رقائق الجيل الأقدم ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة بالنسبة لصانعي السيارات حيث أنها تقل من مستوى ترتيب صناعة الرقاقات العالمية، كما إن أكثر من 30% من الرقائق المستخدمة في الهند هي من الجيل الأقدم، وبما أن صناعة السيارات تنخفض إلى أدنى مستوى عندما يتعلق الأمر باستهلاك الرقاقات، وتستخدم عمليات الإطلاق الجديدة رقائق الجيل الأحدث التي ستخفف قيود العرض ببطء، وبما أن مورد قطع السيارات والرقائق المستخدمة OEM أقدم مما هو مستخدم حاليًّا في تصنيع الهواتف الذكية، فإن التحدي المتمثل في الحصول عليها يزداد تفاقما بسبب النقص العالمي المعطل.

هل تستمر أزمة الرقائق العالمية في عام 2022؟

ورغم أن وباءكوفيد-19 قد ألحق الدمار بالاقتصاد العالمي، فقد ساعد العديد من شركات التكنولوجيا على الازدهار، وأدى العمل الناجم عن الوباء من المنزل إلى زيادة الطلب على الأجهزة التي الإلكترونية، فضلًا عن الأجهزة المنزلية مثل أجهزة التلفزيون والغسالات؛ مما أدى إلى تدافع صانعو الرقائق لتعزيز الإنتاج بعد أن واجه المصنعون في جميع أنحاء العالم نقصاً في الرقائق المستخدمة في صناعة السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية.

تعمل العديد من الشركات مؤخراً على توسيع عملياتها في الولايات المتحدة ، حيث أعلنت شركة إنتل أنها سوف تبني أكبر موقع لصناعة السيليكون في العالم في كولومبوس، أوهايو، بقيمة 20 مليار دولار، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2025، كما أعلنت شركة سامسونغ للإلكترونيات عن ارتفاع أرباحها التشغيلية بنسبة 53.3% في الربع الأخير من عام 2021؛ حيث ساعدت المبيعات القياسية في التغلب على تحديات سلسلة الإمداد الناجمة عن الوباء، كما  قدرت أكبر رقاقة ذاكرة وصانعة للهواتف الذكية في العالم أرباح الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر2021 بنحو 13.8 تريليون وون (11.5 مليار دولار أميركي)، وهو ما من شأنه أن يشكل أعلى أرباح تشغيل مقارنة 9 تريليونات وون في العام السابق، وحققت سامسونج “مبيعات قياسية” بفضل المنتجات التنافسية، والطلب القوي على خطوط الهواتف الذكية، لذا ليس من المتوقع أن يستمر النقص العالمي في إمدادات الرقاقات خلال العام الجديد بفضل الطلب المتزايد؛ حيث من المتوقع أن تنمو سوق الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية في السنة الثالثة من الوباء.

آفاق مستقبلية

وعلى الرغم من الأثر الركودي العميق للوباء على سلاسل العرض، فإن الطلب على السلع الاستهلاكية ارتفع بشدة في العام الماضي، حيث ارتفع حجم التجارة العالمية في السلع بنسبة 10.6% في عام 2021 مقارنة بالعام السابق، متجاوزًا بذلك مستوى ما قبل الوباء بنسبة 4.3%، لذلك لابد وأن تعود معدلات نمو التجارة العالمية في السلع إلى مستويات ما قبل الوباء هذا العام، مدعومة بالنمو الصناعي، والطلب العالمي المرتفع على السلع، فضلًا عن التحول المحدود في الاستهلاك إلى الخدمات.

ربما يعجبك أيضا