مفاوضات فيينا.. حلقات الدائرة المفرغة تتواصل

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

ملف ساخن في شتاء فيينا.. اليوم الثالث من مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا .. تصريحات متفائلة جاءت من جهات مختلفة ضمنها إيران وروسيا، والتي أشارت إلى إيجابية المفاوضات وتحقيق تقدم فيها. في المقابل، واشنطن لم تبد درجة التفاؤل ذاتها، حيث أكدت أن بعض التقدم قد تم إحرازه، إلا أن الملفات الأساسية تبقى ذاتها ولم تشهد تحقيق اختراقة.

ويبقى ملف رفع العقوبات عن إيران أحد أهم محاور المحادثات والملف الذي تركزت حوله اللقاءات والمداولات في اليومين الأخيرين، فهل نجحت المفاوضات في تحقيق التقدم المطلوب؟ وأين تقف الأمور الآن؟

ليس بالأمر المستحيل

60a528894236045c231ff94b
جلسة للمفاوضات في فيينا حول إنقاذ الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي

في اجتماعات الجولة الثامنة من المحادثات، تبدو طهران الطرف الأكثر تفاؤلا بإمكانية تحقيق اختراق في محاولات إحياء الاتفاق، إذ تعتبر أن حظوظ بلوغ  ذلك زادت أكثر من أي وقت مضى.

التوصل إلى اتفاق بشأن الصفقة النووية ربما لم يعد بالأمر المستحيل. مؤشرات جديدة تدل على تقدم ملحوظ وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء الإيرانية» التي كشفت أن حظوظ التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي قد زادت خلال الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا.

الإعلام الإيراني شدد كذلك على أن الوفد الإيراني عازم على التفاوض حتى التوصل إلى نتيجة. ويأتي ذلك فيما تم الكشف عن لقاء جمع كبير المفاوضين الإيرانيين بمنسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية من أجل مناقشة مسودة الاتفاق التي عملت الأطراف المتفاوضة على صياغتها.

وساطة روسية صينية

تبقى إيران متمسكة بمواقفها رغم الوساطات الصينية الروسية، وكأن الجانب الإيراني مصر على المماطلة. مسألة رفع العقوبات التي تضعها إيران شرطا لأي نتيجة نهائية، لم تُحسم بعد. لكن السفير الروسي ميخائيل أوليانوف، أشار إلى أن بلاده والصين أقنعتا طهران بالتراجع عن بعض مطالبها القصوى، بالموافقة على مناقشة مسألة الالتزامات النووية إلى جانب رفع العقوبات.

على كل الأحوال تفاؤلات السياسيين لابد أن تستند إلى مباحثات الفنيين. على المستوى الفني تبحث ثلاث لجان ممثلة للأطراف المشاركة في الجولة الحالية، 3 مسارات. إذ يبحث المسار الأول رفع العقوبات المفروضة على إيران. تقول طهران إن هذا المسار يمشي قدما وتشدد في الوقت نفسه أنه على واشنطن رفع هذه العقوبات كمدخل لأي اتفاق.

يبحث المسار الثاني الالتزامات المتعلقة ببرنامج إيران النووي . ثمة تفاصيل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كتواصل عمليات التفتيش ومراقبة المنشآت النووية الإيرانية.

تبحث اللجان الفنية في المسار الثالث، الضمانات المتبادلة بين أطراف الاتفاق وآليات التحقق من تنفيذ الاتفاقات. تبحث طهران هنا عما يضمن لها عدم تكرار مشهد انسحاب واشنطن من الاتفاق كما فعل ترامب عام 2018.

تحذيرات أوروبية

المفاوضون الأوروبيون في فيينا، جددوا تحذيراتهم من أن الخطوات المتسارعة للبرنامج النووي الإيراني شارفت الوصول إلى نقطة تفرغ الاتفاق الموقع عام 2015 من مضمونه. وأضاف المفاوضون في إيجاز صحفي، أن الوقت المتاح أمام محادثات فيينا لإحياء الاتفاق، بات أسابيع وليس شهورا. هذا ومن المقرر أن تتوقف المحادثات بين الأطراف خلال فترة الاحتفالات ثم تستكمل مجددا الإثنين المقبل.

يشار إلى أن الاتفاق المبرم في 2015 كان رفع عقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود صارمة على أنشطتها النووية، لكن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، سحب بلاده من الاتفاق في 2018.

ربما يعجبك أيضا