مفتي مصر: احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح أمر مشروع

علام: ينبغي الاهتمام بالأمور الجسام وترك الانشغال بالفتاوى الشاذة الموسمية

بسام عباس
مفتي مصر في برنامج نظرة مع حمدي رزق

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح هو أمر مشروع لا حرمة فيه ما لم يخالف الشرع، لأنه تعبير عن الفرح به.

وأضاف أن فيه تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم من توقير وتقدير وتبجيل للسيد المسيح وأمه السيدة مريم عليهما السلام، ولو علمنا بذكرى مولد موسى عليه السلام لاحتفلنا به.

أمر مندوب

قال مفتي الديار المصرية إن الفرح بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام فرَحٌ بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم، فسيدنا عيسى عليه السلام جاء مُبشرًا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنَّ الفرح بيوم مولده المعجز هو أمر مندوب إليه.

وأوضح، في لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة على فضائية صدى البلد، مساء الجمعة 29 ديسمبر 2023، أن القرآن الكريم قد خلَّد ذِكْر سيدنا عيسى وأمه مريم عليهما السلام، ووضعهما موضع تشريف، وأمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتذكُّرِه فقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾.

تذكير بأيام الله

قال علام إننا لا نتعجَّب من تحريم البعض الاحتفالَ بميلاد سيدنا عيسى، فهم الذين يحرمون الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنَّ في الاحتفال بالأنبياء والرسل امتثالًا للأمر القرآني بالتذكير بأيام الله تعالى وما فيها من نِعَم وعِبر وآيات، قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾.

وأشار إلى أن مِن أيام الله التي تستلزم الشكر عليها ويُشرَع التذكير بها، أيامَ ميلاد الأنبياء عليهم السلام، وفي هذا رد واضح على من يمنع الاحتفال بذكرى يوم المولد، لأنه يستلزم تعطيل الأمر الإلهي بالتذكير بأيام الله، ولذلك كان النبي يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى.

نبذ الأمور السطحية

قال مفتي مصر: هناك أمور محدثة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها موافقة للشرع ولأوامر النبي، وهي أمور مقبولة، لقول النبي: “مَن سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة”.

وشدَّد على ضرورة الاهتمام بالأحداث والأمور الجسام والانتباه للأمور الخطيرة والكبيرة التي تهدد وحدة الأوطان واستقرارها، مشيرًا إلى ضرورة عدم الاهتمام بالفتاوى الشاذة الموسمية التي تُثار في كل موسم أو مناسبة، وضرورة الارتقاء نحو السمو والعطاء والإيمان بقيمنا وعملنا حتى ينهض المجتمع، وألَّا نلهث خلف الأمور السطحية.

وأشاد بقول الشيخ الإمام محمود شلتوت من أن أمر اللباس والهيئات الشخصية من العادات التي ينبغي أن ينزل المرء فيها على استحسان البيئة، ومَن درجت بيئته على استحسان شيء منها كان عليه أن يساير بيئته. مشيرًا إلى أن ذلك من قبيل العادات عند جمهور الفقهاء.

ربما يعجبك أيضا