مفتي مصر: الوعي الصحيح هو الأساس الراسخ لبناء الحضارة

عياد: الإسلام منح المرأة دورًا محوريًّا في صناعة المجتمعات

بسام عباس
مفتي مصر في المؤتمر الدولي الأول للواعظات

قال مفتي مصر، الدكتور نظير عياد، إن المرأة تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز الوعي الديني والوطني، مشيدًا بجهودها في بناء الحضارة والعمران.

جاء ذلك خلال كلمته الرئيسة التي ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول للواعظات، الذي يُعقد ضمن فعاليات المؤتمر الـ35 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تحت عنوان “دور المرأة في بناء الوعي”.

بناء الوعي الحضاري

وجَّه مفتي مصر خالص الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي على تكليفه بمنصب الإفتاء، معتبرًا هذا التكليف شرفًا عظيمًا ومسؤولية جسيمة، معربًا عن امتنانه للإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، واصفًا إياه بأنه “غرَّة شيوخ الإسلام”، مشيرًا إلى دَوره الكبير في تعزيز القيم الدينية والوطنية في المجتمع.

وتناول في كلمته، اليوم الأحد 25 أغسطس 2024، أهمية الوعي في الإسلام، مشددًا على أن الوعي الصحيح والإدراك السليم يشكلان أساس البناء الحضاري والعمراني، مستشهدًا بآيات من القرآن تؤكد أهمية الوعي والإدراك، وموضحًا أن ذمَّ القرآن للتقليد الأعمى يرتبط بغياب الوعي والفهم، ما يعطِّل حركة الحضارة.

وأشار إلى حرص النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، على بناء الوعي الحضاري والعمراني، من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الوعي الصحيح للشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى مواقف النبي التي تؤكد أهمية الوعي، ودَوره في تعزيز الوعي الوطني من خلال قوله عن مكة: “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله عز وجل”.

كلمة مفتي مصر في المؤتمر الدولي الأول للواعظات

كلمة مفتي مصر في المؤتمر الدولي الأول للواعظات

دور المرأة

شدد الدكتور نظير عياد، على أن الإسلام نظر إلى المرأة باعتبارها راعية ومسؤولة عن رعيَّتها، وهو ما يتطلب منها بناء وعي رشيد وتوجيه صحيح، لافتًا إلى أنَّ دَور المرأة في بناء الوعي لا يقتصر على البيت والأسرة، بل يتعدى ذلك إلى الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولفت إلى موقف شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الذي أكد فيه أن شريعة الإسلام كانت السباقة في تحرير المرأة ومنحها حقوقها، معتبرًا أن القرآن الكريم هو أول كتاب إلهي ردَّ إلى المرأة كرامتها. وأضاف أن الإسلام منح المرأة دورًا محوريًّا في صناعة المجتمعات وصياغة الرجال.

وأشاد بدَور المرأة المصرية الريفية، التي وصفها بأنها “أنموذج حضاري دائم للمرأة الوطنية المشاركة في بناء الوعي”. وأكد أن المرأة الريفية كانت، ولا تزال، تقوم بدَور فطري رشيد في بناء أجيال عصامية واعية، مشيرًا إلى أن هذا الدَّور يستحق الاحتفاء والتخليد كقدوة للأجيال الناشئة.

الوعي المؤسسي

حذَّر المفتي من مخاطر الوعي المزيف، الذي يحاول التشكيك في الثوابت الدينية والوطنية، مشيرًا إلى أن هذا الوعي المزيف أدى إلى ظهور بعض الأفكار والمذاهب الإلحادية واللادينية التي تستهدف الشباب والفتيات، وشدد على أهمية الوعي المؤسسي، الذي يظهر في التكامل بين المؤسسات الدينية والمجتمعية.

وأوصى عياد الواعظات والمتصدرات للفُتيا بأن يأخذن الأمر بجِديَّة، وأن يحرصن على المشاركة الفعَّالة في بناء الوعي الوطني والديني، وأن يستفرغن جهودهن في تقديم خطاب ديني رشيد يسهم في المحافظة على الوطن وازدهاره.

تعزيز الوعي الوطني

تعزيز الوعي الوطني شدَّد مفتي الديار المصرية على ضرورة تعزيز الدراسات الأكاديمية التي تؤطر دَور المرأة في بناء الوعي، مؤكدًا أن الجامعات والأقسام العلمية لها دَور كبير في هذا المجال، ودعا إلى الاستفادة من تجربة الدولة المصرية في بناء الوعي، مشيرًا إلى أن تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع يمثلان جزءًا أساسيًّا من هذه التجربة الناجحة.

وفي ختام كلمته، أعرب المفتي عن تطلع دار الإفتاء المصرية إلى التفاعل مع جميع المبادرات الدينية والوطنية التي ستنبثق عن هذا المؤتمر، مؤكدًا التزام الدار بتفعيل جميع مخرجاته وتوصياته العلمية والمجتمعية، بما يسهم في تعزيز الوعي الوطني والديني وتقديم خطاب ديني معتدل يسهم في الحفاظ على الوطن واستقراره.

ربما يعجبك أيضا