مفتي مصر: يجوز التبرع ونقل الزكاة لأهل غزة

حذر مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، من خطورة ما يمر به العالم من اختلاط في المفاهيم، ومنها الحطُّ من قيمة الوطن، وما تبعه من محاولات لزعزعة الثقة بالدولة الوطنية.

وأشار إلى أنه لا فرق بين قيمة حب الوطن وقيمة حب الدين، ولا تعارض بينهما، بل هما متجذران في أعماق النفس البشرية، وحب الوطن والدين دوائر متكاملة لا متقاطعة، فالدين يحث على حب الوطن والدفاع عنه.

لا تعارض بين الدين والوطن

قال مفتي الديار المصرية، اليوم الجمعة 3 نوفمبر 2023، إن الاعتقاد بأن الوطن مجرد “حفنة من التراب” لا قيمة لها هو تغييب للأجيال، وإبعاد للناس عن جزء مهم من شعورهم الإنساني والديني والغريزي، الذي يحملهم على حب أوطانهم والدفاع عن بلادهم.

وتساءل: “كيف يفسر هؤلاء موقف النبي ودفاعه عن المدينة وحفر خندق حولها؟” موضحًا أن الحفاظ على الأوطان من أهم السبل لتحقيق المقاصد الكلية، التي جاء الإسلام للحفاظ عليها.

 لا تتركوا أرضكم

شدد شوقي علام على أن حب الوطن ودعمه وانتماء أبنائه إليه من حقائق الإيمان، أما الوطن الضعيف المضطرب فإنه يحل فيه الخراب والفتنة وتختفي منه شعائر الدين ومبادئه، وأن الحفاظ على الوطن والدولة الوطنية واجب شرعي ومقدس.

وتوجَّه بالتحية والتقدير والثناء للشعب الفلسطيني الصامد الأبيِّ على موقفه الصامد، ورفضه التهجير من أرضه بأي وضع من الأوضاع قائلًا: “اصبروا وصابروا ورابطوا؛ فأنتم على الحق ولا تقبلوا تحت أي مبرر ترك الأرض، فتركها انسلاخ عن الهوية والذات.”

التبرع لغزة ليس منّة

طالب مفتي مصر عقلاء العالم والمجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته المعتبرة، أن يتدخلوا نحو فوري وحازم لوقف الاعتداءات البشعة على الفلسطينيين والمنشآت المدنية، ووضع حد للعقاب الجماعي الذي يمارسه هذا الكيان المحتل تجاه أهالي غزة.

وعن حكم التبرع لأهل غزة، قال: “يجوز التبرع ونقل أموال الزكاة والصدقات لأهل غزة، لكن عن طريق القنوات الرسمية والقانونية والمعتمدة، وهذا الدعم ليس من باب التفضل والمنة، ولكن من حقوقهم علينا انطلاقًا من واجبنا الإنساني والوطني”.

 حائط صد منيع

واختتم حواره بتوجيه رسالة للقوات المسلحة المصرية وللشرطة المصرية، قائلًا: إن ما تقوم به قواتنا المسلحة الشامخة، وشرطتنا الباسلة هو من الواجبات الشرعية التي تحمي بها العِرض والوطن والدين، وهي تمثل حائط صد منيعًا لحماية الوطن.

وأضاف أن ما تقوم به من صميم الدين وصميم مقاصد الشريعة، فالتاريخ يسجل لكم بحروف من نور جهودكم، قائلاً: “أنتم على الحق، لأنكم تخوضون معركة فاصلة وحاسمة في تحقيق الأمن والأمان، ويكفي شهادة الرسول الكريم لكم بأنكم خير أجناد الأرض”.