مفتي مصر: 30 يونيو ثورة خالصة انتشلت البلاد من مستقبل ضبابي

علام: الأزهر في عهد الإخوان تعرَّض لهجوم ومحاولات لإقصاء

بسام عباس
اسأل المفتي - مفتي مصر

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن ثورة 30 يونيو هي ثورة لإعادة الوضع الحقيقي المصري على كافة المستويات، وعلى المستوى الديني هو الخطاب الوسطي الذي يعتمده الأزهر الشريف، وهو خطاب سهل يتحرك من خلاله المجتمع المصري بسهولة ويسر ليس فيه إقصاء لأحد.

وأضاف، في لقائه الأسبوعي في برنامج “اسأل المفتي” على فضائية “صدى البلد”، اليوم الجمعة 28 يونيو 2024، أن الدين عنصر ومكون أساسي من ثقافة الإنسان المصري، وعندما يُستغَل لأغراض سياسية نكون أمام خلل كبير في المجتمع.

أخونة الدولة

أوضح مفتي الديار المصرية أن دار الإفتاء رصدت من خلال الدراسات والرصد حقائق مهمة، ولاحظنا في السنة التي حكم فيها الإخوان أن الدولة المصرية كانت مقبلة بشكل يقيني على حرب أهلية، ما لم تقم ثورة 30 يونيو، فهي ثورة أنقذت الواقع المصري وانتشلته من مستقبل ضبابي للغاية.

وتابع أن جماعة الإخوان سعت بكل طاقتها إلى محاولة التمكين وأخونة مؤسسات الدولة، كعملية إحلال للمؤسسات الرسمية بكيانات بديلة، مع محاولة الضغط الشديد في هذا الأمر، ما وضع البلاد في أزمة كبيرة وشحن مجتمعي تولد في هذا الوقت في كثير من الملفات.

هجوم الإخوان على الأزهر

أكد شوقي علام أن المؤسسة الدينية في عهد الإخوان تعرضت لهجوم شديد ومناوشات كثيرة حيث تعرض الأزهر الشريف ودار الإفتاء إلى محاولات تغيير بشكل يفصح بالفعل بأن الخطاب الإخواني هو خطاب دخيل يدعو إلى إقصاء الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الرسمية.

وأضاف أن الإخوان أرادوا أن يغيروا المنهج الأزهري لا بدافع التجديد، ولكن من أجل أفكار معينة تخدم مصالحهم السياسية على كافة المستويات وَفْق أجندة إخوانية لإعادة تدوير المنهج الأزهري لخدمة مصالحهم، مشيرًا إلى أنهم لو استمروا لأكثر من هذه السنة لكان هناك تغير خطير في المؤسسة الدينية في مصر.

وأشار إلى أن القيادة الأزهرية كانت واعية لهذه المخططات، وأن الأزهر كان حائط صد منيعًا أمام هذه الأجندة والضغوط، فواجهها بضراوة للحفاظ على المنهجية الأزهرية السليمة.

ثورة مصرية خالصة

قال مفتي مصر: “30 يونيو ثورة مصرية خالصة ساندت فيها القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، الشعب المصري فكنا أمام حالة جديدة جدًّا من إعادة الوضع إلى الوضع الصحيح”، لافتًا إلى أن الدولة المصرية، بعد 30 يونيو، كانت دولة بناء على كافة المستويات المادية والمعنوية، وشهدت مصر تطورًا كبيرًا في البنية التحتية.

وأوضح فضيلة المفتي أن ثورة 30 يونيو أعلت من مكانة فقه الدولة الذي يؤدي إلى العمران والتنمية، وهو فقه مؤصَّل منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويراعي مركزية الدولة والمؤسسية والأبعاد المجتمعية وتصرف المصلحة العامة، وهو ما ينعكس في فتاوى دار الإفتاء في احترام القوانين والمؤسسية التي تصب في صالح المجتمع بشكل إيجابي.

تطوير دار الإفتاء

أوضح علام أن دار الإفتاء المصرية تطورت بشكل كبير منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن من حيث البنية التحتية والكوادر التي تعمل في الدار وإنشاء وحدات وإدارات نوعية مثل مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة عام 2014، والذي كان باكورة محاربة الفكر المتطرف ومواجهته من خلال رصد وتحليل هذه الأفكار والرد عليها بمنهجية علمية منضبطة.

وأضاف أن الدار أنشأت في 2015 كيانًا دوليًّا هو الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي يعد مظلة جماعية تضم عددًا كبيرًا من الهيئات والمؤسسات الإسلامية على مستوى العالم لتوحيد الرؤى وإيجاد مساحة مشتركة وتعاون، وكنا أمام تغير كبير ووجدنا إقبالًا كبيرًا ليس على مستوى العالم العربي فحسب ولكن العالم أجمع.

ربما يعجبك أيضا