مقابر مؤقتة ووداع مؤجل.. جثامين شهداء غزة بالشوارع بعد عام

إسراء عبدالمطلب

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتواصل المعاناة في شوارع القطاع.

وتحتضن الأرض جثامين الشهداء وتروي قصص الألم والفقد، عائلات ما زالت تنتظر لحظة وداع تليق بأحبائها، في مشهد يعكس مأساة إنسانية تتجلى في كل زاوية.

عام على الحرب في غزة

عام على الحرب في غزة

مقابر مؤقتة ووداع مؤجل

حسب إحصائيات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وُجدت أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية نتيجة القصف المستمر، إذ لجأت الكثير من الأسر منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، لدفن الشهداء في أماكن غير رسمية، مثل الشوارع والساحات العامة والملاعب، مما حول هذه المواقع إلى مقابر عشوائية تمثل المأساة المتزايدة في غزة.

ومع مرور عام على العدوان، لا تزال الكثير من العائلات تنتظر فرصة نقل جثامين أحبائها إلى مقابر رسمية، لكن العقبات تتزايد، وتحولت ملاعب مثل ملعب التوحيد في حي الشيخ رضوان إلى مقابر مؤقتة، ولم تتوقف المخاطر عند القصف فحسب، بل يتعرض الأهالي أيضًا لتهديدات جديدة. وتعم حالة قلق من الكلاب الضالة التي تنبش القبور في الشوارع.

ولا تزال المعاناة مستمرة في ظل العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، مما خلف أكثر من 138 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء. وبينما يستمر تجاهل المجتمع الدولي لمطالبات وقف العدوان وتحسين الأوضاع الإنسانية، يعيش أهالي غزة في مأساة تفوق حدود الحياة، لتستمر معاناتهم حتى في الموت.

انتقادات للغرب وفشل القانون الدولي

في الذكرى السنوية للعدوان الإسرائيلي على غزة، تثير مجلة “نيوزويك” تساؤلات حول نفاق الدول الغربية وفشل القانون الدولي في حماية حقوق الفلسطينيين. يناقش المحامي وأستاذ القانون فيصل كتي كيف انهارت المؤسسات المسؤولة عن تعزيز العدالة والديمقراطية تحت ضغط السياسة والدعاية، مشيرًا إلى الأبعاد الإنسانية المأساوية للصراع.

يصف كتي الوضع في غزة بأنه “مقبرة لمبادئ القانون الإنساني”، ويشير إلى تعليقات مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل. ينتقد كيف تبرر معظم الحكومات الغربية جرائم إسرائيل بدعوى الدفاع عن النفس، رغم توسع الصراع إلى دول مثل لبنان واليمن وسوريا وإيران. ويعبر عن استياءه من تجاهل المجتمع الدولي للقانون الذي يبدو أنه مُحرف لمصلحة “القبلية” السياسية.

الإعلام الغربي وتحيزاته

يشدد كتي على مسؤولية وسائل الإعلام الغربية في تصوير الفلسطينيين بطريقة تُجردهم من إنسانيتهم. ويبرز كيف يتم استخدام لغة تمييزية؛ حيث يُقال إن الإسرائيليين “يقتلون” بينما الفلسطينيون “يموتون”. كما يشير إلى التفاوت في اللغة المستخدمة لوصف الضحايا، حيث يتم وصف الرهائن الإسرائيليين بـ”المختطفين”، بينما الفلسطينيون يُطلق عليهم “معتقلون”، بما في ذلك الأطفال.

ويتناول الكاتب الدعم اللامحدود الذي تحظى به إسرائيل في الغرب، مشيرًا إلى كيف أن بعض القوانين الأمريكية تجرم مقاطعة الشركات الإسرائيلية بينما لا توجد قيود على مقاطعة الشركات المحلية. كما ينتقد التشريعات التي تستهدف حرية التعبير في المؤسسات التعليمية، والتي تُستخدم لقمع أي انتقادات للسياسات الإسرائيلية.

مأساة حل الدولتين

ويشير كتي إلى أن حل الدولتين أصبح مستحيلاً في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر وتوسع المستوطنات، حيث يُقدر عدد المستوطنين في الضفة الغربية بنحو 800 ألف. ويرى أن أي حكومة إسرائيلية لن تسعى لإعادة الإسرائيليين إلى الحدود القديمة، وعلى الرغم من هذه الانتكاسات، يؤكد كتي وجود بصيص من الأمل في وجود “مدافعين حقيقيين عن حقوق الإنسان” في الدول الغربية، من طلاب ونشطاء فلسطينيين ويهود يضحون بحياتهم المهنية للدفاع عن العدالة.

ويختتم الكاتب بالدعوة لمواجهة إخفاقات المؤسسات الغربية، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان للاعتراف بالتحديات الحقيقية التي تواجه الحقوق الإنسانية. في حين قد تكون “الليبرالية” قد ضلت الطريق، فإن الشعوب لا تزال متمسكة بقيم العدالة والحق.

2024

ربما يعجبك أيضا