مقال بـ«فاينانشيال تايمز»: الهيمنة الاقتصادية الأمريكية أصبحت جزءًا من الماضي

محمد النحاس

لماذا يرى الكاتب البريطاني مارتن وولف أن الهيمنة الأمريكية على أركان الاقتصاد العالمي قد انتهت؟


يشير الكاتب الاقتصادي البريطاني البارز، مارتن وولف، إلى تبخر الآمال المتفائلة بعد عام 2008 بشأن اقتصاد عالمي أكثر تشاركية.

وفي مقاله المنشور، أمس الثلاثاء 23 مايو 2023 بصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، يلفت إلى أنه في ظل الحالة الراهنة، فإن العالم يبدو أبعد ما يكون عن التصور السالف، وكذلك عن الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، فما الأسباب التي يوردها وولف؟

تعدد القضايا.. هل يفيد مجموعة السبع؟

يوضح مارتن وولف أن البيان الصادر عن قمة دول مجموعة الـ7 الأخيرة في هيروشيما، ضم مجموعة من القضايا واسعة النطاق، بدايةً من أوكرانيا لقضايا الإندوباسفيك ومرورًا بمشكلات الاقتصاد العالمي.

ولم يغفل البيان البالغ تعداد كلماته 19 ألف كلمة، كذلك قضايا الأمن الاقتصادي والتجارة والأمن الغذائي، والإرهاب، وحقوق الإنسان والعلاقات مع دول مثل الصين وإيران وأفغانستان ودول أخرى، لكن وولف ينتقد الكم الكبير للقضايا مشددًا على أنه “حين يكون كل شيء أولوية، فلا شيء على الإطلاق سيكون كذلك”.

نهاية لحظة القطب الواحد

بحسب المقال المنشور في الصحيفة البريطانية فإنه لحظة “القطب الواحد” للولايات المتحدة الأمريكية، وهيمنة مجموعة السبع على أركان الاقتصادي العالمي باتت جزءًا من الماضي.

ورغم أن واشنطن ما زالت القوة الاقتصادية الأبرز والأكثر تماسكًا في العالم، يشير وولف إلى انخفاض حصتها من إجمالي الاقتصاد العالمي، طبقًا لعامل القدرة الشرائية، وكذلك هو الحال بالنسبة لعدد من الدول المتقدمة الأخرى، وفي المقابل ترتفع نسبة الصين.

صعود الصين

وفق الكاتب الاقتصادي مارتن وولف، فإن الصين باتت بالفعل قوة اقتصادية عظمى، ولمشروع الحزام والطريق دور بارز في هذا الصدد، وكذلك لصعود بكين كـ”قوة دائنة” للدول النامية، وباتت الصين شريكًا هامًا للغاية لعدد من الدول مثل البرازيل.

ليس هذا فحسب، بل تعتبر الكثير من الدول العلاقة مع الصين أكثر أهمية من العلاقة بدول مجموعة السبع، ويضيف وولف أنه على الرغم من حضورالرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قمة مجموعة السبع، لكنه لا يستطيع أن يتجاهل ثقل الصين.

منظمة بريكس

يشير المقال كذلك إلى منظمة بريكس، والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، والتي تقدمت 19 دولة بطلبات للانضمام إليها، ورغم الاعتقاد السائد وقت تأسيس المجموعة أن عمادها سيرتكز على الهند والصين، يبدو أن ذلك ليس صحيحًا تمامًا، بل إن دول بريكس الآن في طريقها لأن تكون مجموعة عالمية بالفعل.

وتجمع دول بريكس، كما يشير مارتن وولف، الرغبة في عدم الاستناد على رغبات الولايات المتحدة وحلفائها المقربين، الذين سيطروا على العالم طوال القرنين الماضيين، وللتعامل مع هذا الواقع يشير الكاتب البريطاني إلى أهمية التمتع بـ”القدرة على التكيف”.

كيف يجب أن يتعامل الغرب؟

يطرح الكاتب جملة من الأسئلة يرى أنها تمثل القضية الأكثر أهمية، فيتسائل وولف: هل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي سيكونان معاقل لقوة مجموعة السبع في عالم يزداد انقسامه يومًا بعد آخر؟ وإذا ما كان الأمر كذلك فكيف ومتى سيحصلون على الموارد الجديدة التي يحتاجونها للتعامل مع تحديات اليوم؟ وكيف سينسقون أيضًا مع المنظمات التي تنشئها الصين وحلفاؤها؟

ويردف مارتن وولف: “ألن يكون من الأفضل الاعتراف بالواقع وتعديل الحصص والتمثيل لإدراك التحولات الهائلة في القوة الاقتصادية في العالم؟”، ويضيف: “الصين لن تختفي.. لماذا لا نسمح لها بأن يكون لها تمثيل أكبر في المشهد المالي العالمي؟”.

اقرأ أيضًا| نظام مالي متعدد الأقطاب.. «الرنمينبي» في طريقه لإزاحة الدولار

اقرأ أيضًا| الهند وروسيا ينجحان في إضعاف الدولار.. هل نتجه نحو نظام مالي جديد؟

ربما يعجبك أيضا