مقامرة ماكرون.. فرنسا تتجه نحو اليمين المتطرف

صدمة وخوف في فرنسا مع صعود اليمين المتطرف

محمد النحاس
ماكرون

في خطوة غير مسبوقة هزت الساحة السياسية الفرنسية، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن حل الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في 30 يونيو و7 يوليو.

هذه الخطوة، يعتبرها البعض رهانا يحوي جرأة كبيرة، قد توفر أفضل فرصة لليمين المتطرف لحكم فرنسا لأول مرة منذ نظام فيشي في الحرب العالمية الثانية، وفق مقال بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في 13 يونيو 2024.

صدمة ومخاوف

وفقًا لمقال “نيويورك تايمز”، فإن القرار أثار صدمة واسعة في الكثير من الأوساط السياسية، بما في ذلك أعضاء من حزب ماكرون الذين لم يكونوا على علم بالقرار المفاجئ.

وحسب المقال، تنامت المخاوف بين ذوي الأصول غير الفرنسية، من تأثير حكم اليمين المتطرف، حيث يخشون من خسارة حقوقهم وحرياتهم في حالة تولي هذا التيار السياسي السلطة. وأذهلت هذه الخطوة الطبقة السياسية في البلاد، بما في ذلك كبار داعمي ماكرون.

وتمكن حزب التجمع الوطني، المحسوب على اليمين من التقدم في انتخابات البرلمان الأوروبي على ائتلاف الرئيس إيمانويل ماكرون، فقد الحزب اليميني على 31.36% من الأصوات.

سياسات ماكرون

ذكرت”فاينانشال تايمز”، أنّ قرار ماكرون “سيكون تأثيره سلبيا عليه”، مردفةً “تشير النتائج إلى أن مقامرة ماكرون بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة على أمل وقف صعود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، يمكن أن تأتي بنتائج عكسية بالنسبة له”.

وفق الصحيفة البريطانية، فإن الرئيس الفرنسي، اتخذ القرار على خلفية فشل حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي. ولكن ذلك يقود للإضرار بمصلحة حزيه بدلا من إعاقة نمو شعبية حزب التجمع الوطني.

وفي كثير من النواحي، واجهت سياسات ماكرون العديد من التحديات، فمنذ انتخابات الجمعية الوطنية لعام 2022 التي حرمت تحالفه الانتخابي من الحصول على أغلبية، لذلك لجأ تحالفه لأحزاب أخرى للحصول على مزيد من الدعم، بما في ذلك التيارات اليمينية، حسب نيويورك تايمز.

فرصة أخرى؟

وفقًا للمقال، فقد كانت نتيجة الانتخابات انتصار تاريخي لـ مارين لوبان في الانتخابات الأوروبية يوم الأحد الماضي، حيث حصل حزبها على 31% من الأصوات.

تعد الانتخابات الجديدة محاولة لإنقاذ ولاية ماكرون الثانية، وربما يعتقد حقًا أن الناخبين سيمنحونه أغلبية برلمانية جديدة، على أمل أن تعود قاعدته من الناخبين القدامى والأثرياء إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى بأعداد أكبر بكثير من الناخبين الشباب والطبقة العاملة الذين هم أقل دعمًا له.

ربما يعجبك أيضا