مقتل زعيم سيخي كندي يفتح النار على سياسة أمريكا المتواطئة مع الهند

شروق صبري
جاستن ترودو يصافح ناريندرا مودي في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي

منذ تولى مودي السلطة في الهند، التزمت الديمقراطيات الغربية الصمت إزاء التراجع الديمقراطي في البلاد.


قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن المزاعم بشأن تورط الهند في قتل أحد زعماء السيخ على الأراضي الكندية لا ينبغي التغاضي عنها.

وأوضحت أن الحكومات الغربية باتت تنظر للهند بقيادة ناريندرا مودي، على أنها قوة صاعدة ولا تريد الدخول معها في أي صدام محتمل،  ويُنظر إليها على أنها سوق المستقبل، وثقل موازن أساسي للصين.

اغتيال انفصالي سيخي

حسب تقرير الصحيفة، المنشور يوم الاثنين 25 سبتمبر 2023، ظهرت المعضلة إلى الواجهة منذ 18 سبتمبر، حين قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن المخابرات الكندية لديها “ادعاءات موثوقة” بأن عملاء هنود متورطون في اغتيال انفصالي سيخي في فانكوفر في يونيو 2023. ورفضت الهند هذه المزاعم ووصفتها بأنها “سخيفة”.

ولفت التقرير إلى أن أول شيء يجب تحديده هو ماذا حدث؟ وعندها فقط ينبغي النظر في الإجراء المناسب، موضحًا أن الادعاءات الهندية بأن كندا والمملكة المتحدة كانتا متساهلتين للغاية مع الانفصاليين السيخ تستحق أيضًا الاستماع إليها كجزء من هذه العملية.

اتهام بالقتل وطرد دبلوماسيين.. التوترات تتصاعد بين كندا والهند

رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، ورئيس وزراء كندا، جاستن ترودو

مخاوف دولية

أوضحت الصحيفة أنه في ما بعد تبين أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وغيره من الزعماء الغربيين أعربوا بنحو خاص عن مخاوفهم بشأن هذه الادعاءات مع رئيس وزراء الهند، في قمة مجموعة الـ20، هذا الشهر.

وذكرت أنه إذا تأكدت هذه الادعاءات، فإنها سوف تسلط الضوء على الثمن الذي ستدفعه الهند، وعلى النهج الذي تبنته أمريكا وحلفاؤها في السنوات الأخيرة، في التقليل من أهمية التساؤلات المتعلقة بسجل مودي.

الانتهاكات الجسيمة للحرية الدينية

منذ ما يقرب من عقد من الزمان، مُنع الزعيم القومي الهندوسي من الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، بسبب “الانتهاكات الجسيمة للحرية الدينية”، في ظل فشله المزعوم في وقف العنف الطائفي عندما كان رئيسًا لوزراء ولاية جوجارات.

لكن منذ أن تولى منصبه قبل 9 سنوات، حظي باحتضان دافئ، وفي وقت سابق من هذا العام، أقام حفلات استقبال في باريس وواشنطن.

ترودو رئيس الوزراء الكندي

ترودو رئيس الوزراء الكندي

النهج الأفضل

وفق الصحيفة البريطانية، يُنظر إلى مودي على أنه حليف آسيوي حيوي، في وقت يشهد تباعدًا بين واشنطن وبكين. وفي السنوات الأخيرة، ظلت أي مخاوف غربية طي الكتمان.

وأضافت أنه قد سيكون من المغري للدبلوماسيين الغربيين أن يزعموا أن النهج الأفضل هو الحد من الاستجابة بتصريحات عامة تعبر عن الانزعاج. وأن العلاقة العملية مع حكومة مودي لها أهمية قصوى، حتى لو تأكد التواطؤ الهندي في جريمة القتل تلك،  معتبرة أن تلك حجة مفهومة بالنظر إلى السياق الجيوسياسي.

تشجيع نيودلهي

لكن الصحيفة قالت إنه إذا كانت الحكومة الهندية متورطة في القتل بالفعل، فإن تظاهر الغرب بعدم حدوث شيء لن يؤدي إلا إلى تشجيع نيودلهي على الاعتقاد بأنها تستطيع التصرف مع الإفلات من العقاب.

كما حذرت من أن هذا النهج قد يعزز حجة بكين وموسكو بأن الغرب منافق تمامًا، وهو الاعتقاد الذي عزز عدم مبالاة الكثير من العالم النامي لمناشدات الغرب لدعم أوكرانيا، وفق الصحيفة.

السياسة الخارجية

قالت فاينانشال تايمز إن السياسة الخارجية قد تكون شأنًا فوضويًّا. لكن في بعض الأحيان يجب أن تكون للقيم الأولوية، ويجب أن تأخذ الإجراءات القانونية الواجبة مجراها.

وحثت الصحيفة، في مقالها، كندا على نشر جميع الأدلة لدعم مزاعمها، وبعد ذلك سيكون الأمر متروكًا للديمقراطيات الغربية، لتقرر كيفية المضي قدمًا.

اقرأ أيضًا: كندا تتوقع تراجع الفائدة منتصف العام المقبل

اقرأ أيضًا: كندا تقدم مساعدات عسكرية بـ482 مليون دولار لأوكرانيا

ربما يعجبك أيضا