مقتل نصر الله.. هل تعيد الفصائل رسم المشهد اللبناني؟

أحمد عبد الحفيظ
نصر الله

في ظل الاضطرابات المستمرة التي يشهدها لبنان، يبرز حدث مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، كحدث قد يعيد رسم المشهد السياسي والأمني في البلاد بشكل جذري.

ورغم أن هذا السيناريو كان مستبعدا للغاية، فإن التساؤل حول تداعيات مثل هذا الحدث على الساحة اللبنانية يبقى مشروعًا، فهل ستستغل الفصائل اللبنانية المعارضة لحزب الله هذا الوضع لتعزيز موقعها السياسي والأمني؟

تأثير مقتل نصر الله على هيكلية حزب الله

من الواضح أن حزب الله يشكل قوة سياسية وعسكرية كبيرة في لبنان، ويملك قاعدة شعبية واسعة ودعمًا إقليميًا، لا سيما من إيران، مقتل حسن نصر الله سيكون بمثابة ضربة قوية للقيادة التنظيمية والسياسية للحزب. فقد كان نصر الله، منذ توليه قيادة الحزب في التسعينيات، رمزًا من رموز المقاومة في نظر مؤيديه، وصوتًا قويًا يعبر عن توجهات الحزب واستراتيجياته.

غياب نصر الله قد يخلق فراغًا في القيادة يصعب ملؤه بسهولة، وقد يؤدي إلى اضطرابات داخلية في الحزب، مما يضعف من قدرته على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة.

فرصة للفصائل المعارضة؟

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير نشر السبت 28 سبتمبر 2024، فأنه يمكن للفصائل اللبنانية المعارضة لحزب الله، سواء كانت سياسية أو عسكرية، أن ترى في هذا الوضع فرصة لتوسيع نفوذها، العديد من هذه الفصائل كانت تتعرض لضغوط من قبل حزب الله، سواء على مستوى السيطرة العسكرية في المناطق المختلفة أو على المستوى السياسي في الحكومة اللبنانية.

الفصائل السياسية، مثل “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل”، قد تسعى لاستغلال هذا الحدث لدفع باتجاه تغييرات سياسية واسعة، من خلال إعادة تشكيل التحالفات السياسية داخل البرلمان وخارجه، يمكن أن تحاول هذه الفصائل التفاوض على تقليص دور حزب الله في الحكومة، أو حتى السعي لإقرار قوانين تحد من نفوذ الحزب في الأجهزة الأمنية والعسكرية.

أما الفصائل المسلحة الأخرى، فقد تحاول استغلال الفوضى المحتملة لتعزيز مواقعها العسكرية، خاصة في المناطق التي يتواجد فيها حزب الله بكثافة، مثل جنوب لبنان والبقاع، هذه الفصائل قد تستفيد من انشغال الحزب بمحاولة إعادة ترتيب صفوفه، مما قد يضعف من قدرته على السيطرة الميدانية ويمنحها فرصة للتمدد أو السيطرة على مناطق جديدة.

التحديات أمام الفصائل المعارضة

رغم الفرصة التي قد يوفرها مقتل نصر الله، إلا أن الفصائل المعارضة ستواجه تحديات كبيرة في محاولتها استغلال هذا الوضع، أولاً، لا يزال حزب الله يمتلك قاعدة شعبية قوية يمكن أن تتحرك للدفاع عنه والوقوف في وجه أي محاولة للإضرار به.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إيران، الداعم الرئيسي للحزب، لن تسمح بانهيار حزب الله بسهولة، وستعمل على دعم الحزب، سواء من خلال توفير القيادات البديلة أو تعزيز الدعم المالي والعسكري.

قد تكون هناك مخاطر من انزلاق لبنان نحو حرب أهلية جديدة، إذا حاولت الفصائل المختلفة استغلال الوضع لتحقيق مكاسب ميدانية، هذا السيناريو سيكون كارثيًا على لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة وانقسام سياسي حاد.

يبقى مقتل حسن نصر الله، حدثًا قد يغير موازين القوى في لبنان بشكل كبير، الفصائل المعارضة لحزب الله قد تسعى لاستغلال هذا الحدث لتعزيز نفوذها، ولكنها ستواجه تحديات كبيرة، سواء من داخل لبنان أو من القوى الإقليمية.

ربما يعجبك أيضا