تملك 2000 طن.. هل يمكن لاحتياطات الذهب إنقاذ الاقتصاد الروسي؟

على مدار 15 عامًا ملأت روسيا خزائنها باحتياطات ضخمة من الذهب تتخطى 2000 طن، للاعتماد عليها وقت الأزمات، وفق تقرير لبلومبرج في 16 مارس 2022.

وبعد العقوبات الاقتصادية الهائلة من أوروبا والولايات المتحدة وحلفائهما على موسكو، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، التي تتخطى 5 آلاف عقوبة، تأمل روسيا أن ينقذ مخزونها من الذهب عملتها المحلية، الروبل، واقتصادها المهدد بالانكماش 10%.. فما إمكانية تحقق أملها؟

احتياطي مقدر بـ643 مليار دولار

قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، أعلن البنك المركزي الروسي أن الاحتياطات الدولية من الذهب والعملات الأجنبية وحقوق السحب الخاص، صعدت بواقع 3.6 مليار دولار، في الأسبوع المنتهي في 18 فبراير 2022، لتصل لمستوى 643.2 مليار دولار، محققة مستوى تاريخيًّا، وفق تقرير لـ”روسيا اليوم” في 24 فبراير 2022.

وبحسب تقرير نشرته Business Insider في 19 مارس 2022، حظر سوق الذهب في لندن، وهو أهم مركز لتداول السبائك في العالم، جميع السبائك من المصافي الروسية، ما أدى إلى عزلها عن التجارة العالمية. ووفق التقرير فإن المعروض الهائل من الذهب في روسيا هو أحد الأصول القليلة المتبقية التي يمكن أن يستخدمها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمنع اقتصاد بلاده من المزيد من الانهيار.

وأشار التقرير إلى أن الطلب المحلي على الذهب في روسيا مرتفع، فالبنك المركزي الروسي أعلن وجود زيادة في الإقبال على شراء الذهب، وأنه سيعلق مشترياته المنتظمة من الذهب من مؤسسات الإقراض، حتى لا يتنافس مع طلب الأسر في وقت يتسابق فيه الناس لاستبدال سبائك الذهب مكان الروبل المنهار.

استخدام احتياطي الذهب الروسي

بحسب التقرير، فإن روسيا يمكنها أن تستخدم المخزون الاحتياطي من الذهب، إذا استمرت العملة المحلية في الانخفاض مقارنة بالدولار الأمريكي، للعودة بنحو فعال إلى معيار الذهب العالمي، باستخدامه كمرساة عن طريق بيعه بسعر ثابت بالروبل. وقد أشار تقرير بلومبرج المذكور إلى أن روسيا تعد صاحبة خامس أكبر مخزون عالمي من المعدن الأصفر، وتقدر قيمته بـ140 مليار دولار تقريبًا.

وأضاف التقرير أن الذهب أحد أنواع الأصول الآمنة التي يمكن بيعها لدعم قوة الروبل، الذي انخفض في ظل عزل الاقتصادات العالمية، لكن تنفيذ ذلك سيكون صعبًا، لأن العقوبات تمنع المؤسسات الأمريكية، والبريطانية والأوروبية، من الدخول في شراكات تجارية مع بنك روسيا المركزي.

قلق عالمي من شراء الذهب الروسي

يشير التقرير، إلى أن التجار والبنوك قلقون من شراء سبائك الذهب الروسية، حتى وإن كان بنحو غير مباشر باستخدام عملات أخرى، خشية تلويث سمعتهم، أو الوقوع في فخ التضارب مع العقوبات المفروضة على روسيا، خاصة أن مجلس الشيوخ الأمريكي يريد سن عقوبات على أي شخص طبيعي أو اعتباري يشتري أو يبيع الذهب الروسي.

ونوه التقرير بأن روسيا قد تتجه شرقًا، نحو البنوك المركزية في الهند والصين، لبيع الذهب أو للحصول على قروض بضمانه. لكن روسيا تواجه معضلة أخرى تحرمها من التصرف في كل أموالها، فقد فاجأ وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، الأسواق بأن حجم احتياطي الذهب والنقد الأجنبي المجمَّد يبلغ نحو 300 مليار دولار، أي نصف احتياطات البلاد، وفق تقرير نشرته Business Standard في 14 مارس 2022.