مقرب من بوتين.. لماذا دعم جنرال روسي كبير تمرد فاجنر؟

شروق صبري
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجنرال سيرجي سوروفكين

تشير بعض التقارير إلى أن زعيم فاجنر يفغيني بريجوجن، حصل على دعم من بعض قادة الجيش الروسي، وهو ما جعله حيا حتى رغم التمرد الذي قاده على قادة الجيش. فمن يقف وراء بريجوجن؟


انتهى تمرد مجموعة فاجنر المسلحة  على الجيش الروسي، دون القبض على زعيم فاجنر، يفغيني بريجوجن، أو حتى التحقيق معه.

ظاهريًّا انتهى التمرد، وعادت الأوضاع في روسيا لوضعها الطبيعي، لكن يوميًّا تخرج تفاصيل جديدة تكشف من يقف وراء دعم التمرد، إذ اتضح أن هناك شخصيات روسية مسؤولة كانت على علم بتمرد فاجنر.

تهديد الرئيس بوتين

أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الثلاثاء 27 يونيو 2023، إلى أن لواءً روسيًّا كبيرًا كان على معرفة مسبقة بخطط يفغيني بريجوجن للتمرد على القيادة العسكرية الروسية.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين اطلعوا على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بشأن هذه المسألة، أثار هذا الأمر تساؤلات بشأن الدعم الذي يحظى به زعيم المرتزقة من الرتب العليا في روسيا.

وقال المسؤولون إنهم يحاولون معرفة ما إذا كان القائد الروسي الأعلى السابق في أوكرانيا، الجنرال سيرجي سوروفيكين، الذي يعد من الجنرالات القريبة من الرئيس بوتين مؤخرا، قد ساعد في التخطيط لأعمال بريجوجن في نهاية الأسبوع الماضي، التي شكلت التهديد الأكثر خطورة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال 23 عامًا في السلطة.

زعيم فاجنر يفغيني بريجوجن

زعيم فاجنر بريجوجن

تغيير قيادة الدفاع الروسية

نقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين سياسيين قولهم إن الجنرال سوروفيكين هو قائد عسكري ساعد في تعزيز الدفاعات عبر خطوط المعركة بعد الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا العام الماضي. واستبدل كقائد أعلى في يناير، لكنه احتفظ بنفوذه في إدارة العمليات الحربية، ولا يزال يحظى بشعبية بين القوات.

وقال المسؤولون الأمريكيون “هناك دلائل على أن جنرالات روس آخرين ربما أيدوا أيضًا محاولة بريجوجن لتغيير قيادة وزارة الدفاع بالقوة”.

وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن “بريجوجن ما كان ليبدأ انتفاضته، ما لم يعتقد أن الآخرين في مناصب السلطة سيساعدونه”.

الاقتتال الداخلي

إذا كان الجنرال سوروفيكين متورطًا في أحداث نهاية الأسبوع الماضي، فسيكون أحدث علامة على الاقتتال الداخلي الذي ميز القيادة العسكرية الروسية منذ بداية حرب بوتين في أوكرانيا.

ويمكن أن يشير إلى انقسام أوسع بين مؤيدي بريجوجن، وهم اثنان من كبار مستشاري بوتين العسكريين، وزير الدفاع، سيرجي شويجو، ورئيس الأركان العامة الجنرال، فاليري جيراسيموف.

ويرى مسؤولون ومحللون أنه يتعين على بوتين الآن أن يقرر ما إذا كان الجنرال سوروفكين ساعد بريجوجن، وكيف ينبغي أن يرد.

ويمكن أن يقرر الرئيس الروسي الاحتفاظ بالجنرال سوروفكين، إذا توصل إلى أن لديه بعض المعرفة بما خطط له بريجوجن، لكنه لم يساعده. ويعتقد المحللون أنه في الوقت الحالي، يبدو أن بوتين متأكد من أن المسؤول عن التمرد، هو بريجوجن فقط.

إسقاط التهم عن بريجوجن

في يوم 27 يونيو، قالت وكالة الاستخبارات المحلية الروسية إنها أسقطت التهم الجنائية المتعلقة بـ”التمرد المسلح” ضد بريجوجن وأفراد قوته، لكن إذا وجد بوتين دليلًا على أن الجنرال سوروفيكين ساعد مباشرة بريجوجن، فلن يكون أمامه خيار إلا عزله من قيادته.

وقال خبير مركز كارنيجي في موسكو، ألكسندر باونوف: “بوتين متردد في تغيير مسؤولي وزارة الدفاع، ولكن إذا وضعت المخابرات السرية ملفات على مكتب بوتين، وإذا كانت بعض الملفات تورط سوروفيكين، فقد يتغير الأمر”.
واقترح كبار المسؤولين الأمريكيين أن تحالفًا بين الجنرال سوروفكين وبريجوجن يمكن أن يفسر سبب بقاء بريجوجن على قيد الحياة، على الرغم من الاستيلاء على مركز عسكري روسي رئيس، وقيادة مسيرة مسلحة إلى موسكو.

بوتين مع الجنرال سوروفكين

بوتين مع الجنرال سوروفكين

صراع على المناصب

قال السفير الأمريكي السابق لدى روسيا، مايكل ماكفول “كثير من الأشياء الغريبة التي حدثت، تشير إلى وجود تواطؤ لم نكتشفه بعد”.

ويعتقد خبراء مستقلون ومسؤولون أمريكيون وحلفاؤهم أن بريجوجن يعتقد على ما يبدو أن أجزاءً كبيرة من الجيش الروسي ستلتف إلى جانبه، بينما تتحرك قافلته نحو موسكو.

وعمل بريجوجن مع الجنرال سوروفكين في سوريا، ووصفه بأنه القائد الأكثر قوة في الجيش الروسي.

وقال مسؤولون سابقون إن “الجنرال سوروفيكين لا يؤيد طرد بوتين من السلطة، لكن يبدو أنه اتفق مع بريجوجن على أن شويغو والجنرال جيراسيموف بحاجة إلى إعفائهما من منصبهما”.

اقرأ أيضًا: ماذا فعلت فاجنر في جمهورية إفريقيا الوسطى؟.. تقرير أمريكي يكشف عن كوارث
اقرأ أيضًا: أمريكا تعتزم محاسبة فاجنر على عملياتها السابقة في إفريقيا

ربما يعجبك أيضا