مقطوعة الرأس.. اكتشاف جثث قديمة في مقبرة من العصر الحجري بالسويد

أثار اكتشاف مذهل في غرفة دفن من العصر الحجري في السويد حيرة علماء الآثار، عندما قام باحثون من جامعة جوتنبرج بالتنقيب في الموقع القديم في منطقة تيارب، ووجدوا أن جماجم الهياكل العظمية لعشرات الأشخاص كانت مفقودة.

وسلطت الدراسة الضوء على مقابر الدولمين التي تعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، أي نحو 3500 قبل الميلاد، وأن هذه القبور نوع من غرف الدفن الحجرية التي ظلت على حالها منذ بنائها.

جماجم مفقودة

أوضح موقع Study Finds، في تقرير نشره الجمعة 2 فبراير 2024، أن موقع الدفن يقدم رؤى جديدة حول طقوس العصر الحجري الحديث المبكر والمجتمعات الزراعية المبكرة في الدول الإسكندنافية، وهو الوقت الذي بدأت فيه الزراعة تتجذر في المنطقة.

وقال مؤلف الدراسة وعالم الآثار في جامعة جوتنبرج، كارل جوران سجوجرن، إن أحد الجوانب الأكثر إثارة للحيرة في هذا الاكتشاف هو بقايا الهيكل العظمي غير المكتملة الموجودة داخل غرفة الدفن، فالجماجم والعظام الكبيرة مفقودة وربما أخرجت من القبر، ولا نعرف ما إذا كان لذلك علاقة بطقوس الدفن أو ما لا.

عندما نقب باحثون من جامعة جوتنبرج في الموقع القديم في تيارب في يونيو 2023، وجدوا أن جماجم بقايا الهياكل العظمية كانت مفقودة

تراث غني

ذكر الموقع أن هذا الاكتشاف غير المعتاد يختلف عن مواقع الدفن النموذجية في العصر الحجري الحديث، حيث تكون العظام الأصغر هي المفقودة، وتعود البقايا، التي درسها أستاذ علم العظام في جامعة لوند، توربيورن أهلستروم، لما لا يقل عن 12 فردًا من أعمار مختلفة.

وأضاف أن منطقة فالبيغدين، حيث تقع تيارب، تتميز بتراثها الغني من العصر الحجري الحديث، والذي يتميز بأكثر من 250 مقبرة يعود تاريخها إلى حوالي 3300 ق. م. وأن هذه المقابر بَنَتها المجتمعات الزراعية المبكرة التي استقرت في المنطقة قبل 500 عام تقريبًا من بناء دولمن تيارب.

دولمين من العصر الحجري الحديث المبكر في السويد

مدفن فريد من نوعه

أوضح الموقع أن هذه الجهود هي جزء من دراسة أكبر توضح بالتفصيل دولمين Tiarp Backgården، وأهميته في السياق الأوسع للمقابر الصخرية المبكرة عبر الدول الاسكندنافية وشمال أوروبا الوسطى، ويعد دولمن تيارب بتقديم المزيد من المعلومات حول العصر الحجري الحديث في الدول الاسكندنافية، ما يساهم في فهم حياة المجتمع البشري المبكر.

وأشار إلى أن هذا الدولمين لا يتميز بعمره فحسب، بل أيضًا ببنائه الفريد، الذي يضم مكانًا صغيرًا في كل طرف، وهي خاصية غير موجودة في المقابر الأخرى في فالبيجدين، ما يشير إلى أهمية الدولمين كمعلم ثقافي وتاريخي، لمعرفة طقوس وأنماط الحياة للمجتمعات الزراعية الأولى في الدول الاسكندنافية.