مكاسب من زيارة زيلنسكي التاريخية لواشنطن.. هل تخدم إنهاء الحرب حقًّا؟

محمد النحاس

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي يرى أن الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا وأوروبا بل بـ«حرية الشعوب ومستقبل الديمقراطية في العالم».


زار الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلنسكي، الولايات المتحدة الأمريكية في أول رحلة خارجية له منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي.

وخلال الزيارة، التي توصف بـ“التاريخية”، شكر زيلنسكي الأمريكيين على الدعم، مطالبًا بالمزيد، والتقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وألقى خطابًا حماسيًّا بالكونجرس، وحصل على مكاسب مالية وتسليحية.. فما رد الجانب الروسي؟

دعم أمريكي

شدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على مواصلة دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، التي واجهت “عامًا قاسيًا يحمل الكثير من الألم”، مشددًا على وقوف واشنطن خلف كييف في هذه الحرب، وفقًا لما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

بايدن وزيلنسكي

بايدن وزيلنسكي

وخلال مؤتمر صحفي جمع زيلنسكي مع نظيره الأمريكي، أمس الأربعاء 21 ديسمبر 2022، أعلن بايدن حزمة مساعدات جديدة، تشمل أسلحة ومعدات عسكرية لأوكرانيا، في مواجهة “الغزو الوحشي بقيادة بوتين الذي لا ينوي وقف الحرب”.

تواصل المساعدات

في ما يتعلق بالمساعدات، قال بايدن إنه سيوافق على حزم مالية تقدر بـ45 مليار دولار خلال العام المقبل، منددًا بـ“تعمد الجيش الروسي استهداف المدنيين، والبنية التحتية لأوكرانيا”.

وشدد بايدن على استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، متعهدًا بتوفير بلاده منظومة باتريوت الصاروخية الدفاعية، في خطوة لافتة لطالما طالبت بها كييف، في حين وصفت موسكو إرسال المنظومة بأنه “تدخل أمريكي في الحرب”.

مواجهة المستبدين

أعرب بايدن، خلال المؤتمر، عن إعجابه بموقف زيلنسكي في مواجهة ما أسماه “الشهية الإمبراطورية للحكام المستبدين”. وأبدى اطمئنانه، بشأن صلابة الحلف الغربي، مشددًا على ضرورة “العمل مع الحلفاء في أوروبا لدعم أوكرانيا وإعادة تأهيل بنيتها التحتية”.

وتوجه الرئيس الأوكراني بالشكر إلى نظيره الأمريكي، على دعمه لأوكرانيا، لافتًا إلى أن حصول كييف على منظومة “باتريوت” الدفاعية، سيعزز قدراتها الدفاعية، وسيمثل مجالًا جويًّا آمنًا لأوكرانيا.

السلام العادل

في المقابل، يملك كلا الرئيسين وجهة نظر مختلفة حول ماهية السلام المأمول، فقد شدد بايدن على “انفتاح الرئيس الأوكراني على السعي لتحقيق السلام العادل”، لكن عند سؤال زيلنسكي عن آلية تحقيق هذا الهدف، رد بأن “السلام لا يعني تقديم تنازلات تتعلق بسيادة أوكرانيا ووحدتها وحريتها”.

ونقلت “سي إن إن” عن زيلنسكي قوله: “لا يمكن إرساء سلام عادل مع أعداء الإنسانية”. وتصر كييف على عدم الدخول في أي مفاوضات إلا بعد انسحاب روسيا من “كل الأراضي الأوكرانية”.

ولا تعني أوكرانيا انسحاب روسيا إلى حدود ما قبل 24 فبراير فحسب، بل ما قبل 2014، أي الانسحاب من شبه جزيرة القرم كذلك، وهو موقف يرفضه الكرملين، ويرى أنه “يخالف الحقائق الواقعية”. وفي هذه النقطة تحديدًا تقول واشنطن إن هذا القرار “أوكراني خالص”.

زيارة للكونجرس

بعد المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيسين، استقبل الكونجرس الأمريكي زيلنسكي بحفاوة بالغة، وكان الرئيس الأوكراني خلال الزيارة يرتدي بزته العسكرية، في إشارة ذات دلالة إلى الوضع في أوكرانيا. وشدد زيلنسكي خلال كلمته بالكونجرس، على صمود بلاده رغم كل ما تواجهه من مصاعب.

05447e37376bb6c26b42e56f65ac160b5a5d83e8

وربط زيلنسكي الحرب الدائرة في بلاده بـ”مبادئ عالمية تتعلق بحرية الشعوب ومستقبل الديمقراطية في العالم”، ولفت إلى أن تسريع وتيرة المساعدات الأمريكية، سيسرع هزيمة روسيا في الحرب، في ظل مخاوف كييف من أن سيطرة الجمهوريين على الكونجرس، قد تحد من المساعدات الأمريكية.

زيلنسكي في الكونجرس الأمريكي

زيلنسكي في الكونجرس الأمريكي

صواريخ روسية جديدة

على الجهة الأخرى، تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماع مع كبار قادة الجيش، أمس الأربعاء، بالانتصار في الحرب، معتبرًا أنها تجربة قيمة لتعزيز قدرات الجيش الروسي، وتسريع معدل تطويره وتحديثه، وفقًا لصحيفة “الإندبندنت“.

وفي هذا السياق، أعلن بوتين أن الأسطول الروسي تسلم صواريخ فرط صوتية جديدة من طراز “تسيركون”، وهي أسرع من الصوت 9 مرات، ويصل مداها إلى 1000 كيلومتر، ويمكن تزويدها برؤوس نووية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ومثلما شبَّه زيلنسكي الحرب بمواجهة الولايات المتحدة للنازية، وذكّر أعضاء الكونجرس بمعارك بلدهم التاريخية، شبّه بوتين القتال بـ“حروب نابليون والحرب العالمية الأولى والثانية”.

كيف يرى الكرملين الزيارة؟

اعتبر المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن زيارة زيلنسكي للولايات المتحدة، تعزز فرضية ضلوع واشنطن في حرب بالوكالة ضد موسكو، منددًا بتواصل الإمدادات العسكرية لكييف التي “لا تسهم في حل النزاع، بل تطيل أمد معاناة الشعب الأوكراني” حسب تعبيره.

وفي ما يتعلق بمنظومة “باتريوت” الدفاعية، قال بيسكوف إنها “كغيرها من الأسلحة الأمريكية، ستكون هدفًا مشروعًا للقوات الروسية، ولن تؤثر في تحقيق الأهداف الروسية”، معربًا عن أسف موسكو لعدم وجود أي رغبة حقيقية عند واشنطن وكييف في السلام، وفقًا لموقع وكالة أنباء “تاس” الروسية.

ربما يعجبك أيضا