ملابسك المستقبلية.. مادة حية ذاتية الإصلاح والترميم

بسام عباس
خيوط المايسيليوم

نتائج دراسة بريطانية تشير إلى أن المواد الفطرية يمكن أن تعيش في البيئات الجافة ومنعدمة الغذاء.


اكتشف فريق بحثي بريطاني تقنية جديدة، استطاع من خلالها إنتاج أنسجة وخيوط بيولوجية يمكن تحويلها إلى ملابس وأزياء.

وتستطيع الملابس المصنوعة بيولوجيًّا إعادة ترميم نفسها. ويمكن أن تكون هذه الملابس المأخوذة من الفطريات بدلًا عن جلود الحيوانات، بما يتناسب مع أذواق النباتيين ونشطاء البيئة وحقوق الحيوان، رغم أنها تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق عملية الإنتاج الكامل.

قابل للتحلل البيولوجي

كشف فريق بحثي من جامعة نيوكاسل وجامعة نورثمبريا في المملكة المتحدة، عن أن الخيوط الرفيعة الشبيهة بالجذور التي تنتجها العديد من الفطريات، يمكن استخدامها كمادة قابلة للتحلل البيولوجي، ويمكن ارتداؤها، وتستطيع إصلاح نفسها ذاتيًّا.

وذكر موقع ساينس أليرت، في تقرير نشره اليوم الأحد 7 مايو 2023، أن الباحثين ركزوا، في اختباراتهم، على فطر جانوديرما لوسيدوم، الذي ينتج جلدًا من أنسجة متفرعة تعرف باسم “الخيوط”، والتي تنسج معًا في بنية تسمى الفطريات.

أحدث صيحة

أوضح الموقع العلمي أنه ببعض الإضافات، يمكن أن تكون الجلود الرقيقة بمثابة بديل للجلد، ومن ثم إرضاء أذواق النباتيين ونشطاء البيئة ومحبي الأزياء. ورغم أن عملية تطويرها تحتاج إلى عمليات تسريع وارتقاء، قبل أن يحولها فريق البحث إلى أحدث صيحة في أزياء الموسم المقبل.

وذكر الباحثون في دراستهم أن النتائج تشير إلى أن المواد الفطرية يمكن أن تعيش في البيئات الجافة ومنعدمة الغذاء، وأنها تستطيع شفاء نفسها ذاتيًّا بأقل قدر من التدخل، بعد فترة تعافي لا تزيد على يومين.

المادة المنتجة قادرة على إصلاح نفسها في غضون يومين .

المادة المنتجة قادرة على إصلاح نفسها في غضون يومين .

أنسجة أكثر تماسكًا

أوضح الموقع أن المواد القائمة على الفطريات استخدمت في مجموعة متنوعة من المجالات، من البناء إلى المنسوجات. ولفت إلى أن العملية المستخدمة لإنتاج هذه المواد تميل إلى قتل الأبواغ (الخلايا الفطرية التكاثرية) المتدثرة، وهي الأبواغ الفطرية التي تساعد الكائن الحي على تجديد نفسه.

وأضاف أن النهج الجديد الذي يتضمن مزيجًا من الفطريات، والأبواغ المتدثرة، والكربوهيدرات، والبروتينات، والعناصر الغذائية الأخرى في السائل، شجع على نمو الجلد الذي من الممكن إزالته وتجفيفه.

وتوصل الباحثون إلى إنتاج أنسجة رقيقة وحساسة للغاية لا يمكن تحويلها حاليًّا إلى ملابس، إلا أنهم يأملون أن يتمكنوا من تحويل ابتكارهم في المستقبل إلى أنسجة أكثر تماسكًا، عن طريق الجمع بين الطبقات أو اللدائن مع الجلسرين.

بدائل للسلع الجلدية

أظهرت اختبارات المادة أنها تستطيع بالفعل استبدال الثقوب التي حدثت فيها، إذا وضعت في ظروف مماثلة لتلك التي زرعت فيها، وعادت المادة قوية كما كانت من قبل، رغم أنه لا يزال من الممكن رؤية مكان الثقوب.

وأضاف الباحثون أن قدرة هذه المادة الفطرية المتجددة على إصلاح العيوب الدقيقة والكليّة، تفتح آفاقًا مستقبلية مثيرة للاهتمام لتطبيقات المنتجات الفريدة في بدائل السلع الجلدية، مثل الأثاث ومقاعد السيارات والملابس.

وأجرى الفريق تجاربه أيضًا على فطر “المحاري الشائع” Pleurotus ostreatus، الذي لا يحتوي على الأبواغ المتدثرة، ولم يستطع ترميم نفسه ذاتيًّا بنفس الطريقة، ما يدل على أن الأبواغ المتدثرة هي التي أعطت المادة قدرتها على التجدد.

ما زال الطريق طويلًا

أشار الموقع إلى أن الطريق ما زال طويلًا أمام إنتاج ملابس مصنوعة من الفطريات يمكن ارتداؤها. فعمليتا النمو والشفاء تستغرقان عدة أيام لتكتمل في الوقت الحالي، وهو ما يمكن تسريعه بمرور الوقت.

وأوضح الباحثون أن المواد الحية المهندسة المكونة بالكامل من الخلايا الفطرية، توفر إمكانات كبيرة بسبب خصائصها الوظيفية مثل التجميع والاستشعار والشفاء الذاتي، وبسبب خلاياها الحية بداخلها، تستطيع التكيف مع بيئتها، ويمكن تعديلها بمحتلف الطرائق.

 اقرأ أيضًا: كيف يؤثر التغير المناخي في عالم الأزياء؟

اقرأ أيضًا: صديقة للبيئة.. ملابس من «المشروم» بتوقيع ستيلا مكارتني

ربما يعجبك أيضا