ملاحظات عربية ورجاء مصري في ختام القمة “العربية الأوروبية”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – اختتمت القمة “العربية الأوروبية” الأولى في مدينة شرم الشيخ المصرية، أعمالها اليوم الإثنين، بالتأكيد على أهمية تعزيز الشراكة لمواجهة التحديات المشتركة، في مقدمتها: “مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية واللاجئين، والتحريض على الكراهية”، فضلا عن تعزيز التعاون لإرساء الأمن وتسوية النزاعات والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.

“قمة تاريخية”

وصف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، القمة “العربية الأوروبية” بـ”التاريخية”، لافتا إلى أن الزعماء والقادة العرب طرحوا وجهات نظرهم خلال القمة بكل وضوح وصراحة بشأن أهم القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى المركزية، وسبل مواجهة الإرهاب والضرورة القصوى للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات المتعددة التى تشهدها المنطقة، بهدف تعزيز الاستقرار.

وذكر السيسي أنه تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون المشترك، مؤكدا أن القمة أتاحت فرصة طيبة للقادة والزعماء لعقد العديد من اللقاءات الثنائية وتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأن القناعات بدأت تتزايد في إيجاد آلية عمل مشترك للتعامل مع قضية الإرهاب بشكل متكامل بين الدول العربية الراغبة في مكافحة الإرهاب مع أوروبا.

ودعا الرئيس المصري، إلى حرمان العناصر الإرهابية من الحصول على الوسائل المتقدمة التي تستخدمها فى تجنيد وتكليف العناصر المتطرفة،  مؤكدا أن الانتهاء من استراتيجية واضحة للقضاء على ظاهرة الإرهاب لن ينتهي خلال فترة محدودة.

من جهته، قال دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، إن القمة العربية الأوروبية بداية للتعاون والشراكة بين الجانبين، متابعا: “لا يوجد لدينا بديل عن العمل مع بعضنا البعض، والقادة التزموا بتطوير التعاون الإيجابي الذي يتخطى حدود النزاعات، ونود تطوير مشروعات مشتركة في الطاقة والسياحة والتجارة بما يشجع الاستثمار والنمو المستدام، كما سيتم العمل على الإسراع لتنفيذ اتفاقية باريس”.

وتابع: “تحت أي ظرف من الظروف لن نتنازل عن الحرية والديمقراطية، ولذلك أكدنا خلال القمة العربية الأوروبية على ضرورة أن يتضمن إعلان القمة التزامنا المشترك بين الجانبين بشأن قانون حقوق الإنسان الدولي”.

“رجاء مصري”

القمة “العربية الأوروبية” شهدت -خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في نهاية القمة- هجوما من الرئيس المصري على الانتقادات الأوروبية بشأن أحكام الإعدام التي نفذت في عدد من المتهمين بقتل النائب العام المصري الراحل المستشار هشام بركات، قائلا: “الأولوية في أوروبا تحقيق الرفاهية والحفاظ عليها، أما في بلادنا الحفاظ على بلادنا ومنعها من السقوط والخراب والانهيار، ولا بد أن نتفاهم ونعلم أن الأولويات والأهداف، وإن كانت مختلفة لكن هناك قواسم مشتركة”.

وأضاف الرئيس المصري: “من فضلكم حينما تتحدثون عن الواقع في بلادنا لا تفصلونه عن المنطقة وما يحدث فيها، وهذا لا يعنى التجاوز في حقوق الإنسان، ودا مش كلام سياسي عشان أرضي الجانب الأوروبي، ولكن عشان تتفهوا إن شرم الشيخ التى تتواجدون بها قد تتحول بعمل إرهابي واحد إلى مدينة أشباح”.

وتابع: “أنتم تتكلمون عن عقوبة الإعدام، لكن أرجو ألا تفرضوا علينا، فهنا في منطقتنا العربية، الأُسر لما يتقتل إنسان فى عمل إرهابي، بتيجى الأسر تقولي عاوزين حقي أبناءنا ودماءهم، ودي ثقافة موجودة في المنطقة، والحق ده لازم يتاخد بالقانون”، مردفا: “لدينا قيمنا وأخلاقياتنا، ولديكم كذلك ونحترمها، فاحترموا أخلاقياتنا وأدبياتنا وقيمنا كما نحترم قيمكم”.

“ملاحظات عربية”

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن وثيقة القمة تضمنت 6 صفحات، وهي وثيقة عامة، تناولت الكثير من الموضوعات السياسة والاقتصادية والاجتماعية، وتشير إلى انعقاد القمة بصفة دورية كل 3 سنوات.

وأوضح أبوالغيط، أن هناك ملاحظات من السعودية والإمارات والبحرين، تشير إلى أن القمة تفتقد الإشارة إلى منع التدخلات الخارجية من القوى المجاورة للإقليم العربي في الشئون العربية، فضلا عن طلب لبنان دعمه في ظروفه القاسية التي يمر بها، وهناك مؤتمر فى باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، ولذلك تم تأجيل هذه الإشارة حتى انعقاد المؤتمر في باريس.

“البيان الختامي”

أعلن زعماء الدول المشاركة في القمة -خلال البيان الختامي- اتفاقهم على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين وإرساء شراكة قوية مبنية على الاستثمار والتنمية المستدامة، والالتزام بتطوير برنامج عمل تعاوني، مؤكدين أهمية التشارك في الخبرات، وضرورة الالتزام بالعمل الفعال متعدد الأطراف وبنظام دولي مؤسس على القانون الدولي.

وأكد المجتمعون على الالتزام الكامل بأجندة التنمية المستدامة 2030، ومواجهة التحديات المشتركة، منها: “مكافحة الإرهاب، وظاهرة الهجرة وحماية ودعم اللاجئين بموجب القانون الدولي، واحترام كافة جوانب قانون حقوق الإنسان الدولي، وإدانة كافة أشكال الكراهية”.

وتابع البيان: “تم التأكيد على المواقف المشتركة من عملية السلام في الشرق الأوسط، بشأن وضع القدس، وعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على الالتزام بالتوصل إلى حل الدولتين وفقًا لكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.. بوصفه السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، والذي يشمل القدس الشرقية، والتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف تتناول كافة قضايا الحل النهائي.

وأكد البيان أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم بالأماكن المقدسة بالقدس، معربا عن قلقها  من الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية والاقتصادية في قطاع غزة، ومطالبا كافة الأطراف باتخاذ خطوات فورية لإحداث تغيير أساسي للأفضل التزامًا باحكام القانون الدولي، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين.

وشدد البيان ضرورة إحداث تسوية سورية مستدامة تضمن عملية انتقال سياسية حقيقية وفقا لإعلان جنيف 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصله وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 2254، وإدانة كافة الأعمال الإرهابية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تم ارتكابها في حق الشعب السوري، وضرورة محاسبة كافة المسئولين عنها.

وأكد البيان دعم الجهود الأممية ولتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي لعام 2015، إضافة إلى الترحيب باتفاق استوكهولم الخاص بالأزمة اليمنية، خاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في الحديدة، مشيرا إلى القلق البالغ إزاء الوضع الإنساني في اليمن.

وأعلن البيان أنه تم الاتفاق على عقد مؤتمرات قمة منتظمة بالتناوب بين الدول العربية والأوروبية، وأن القمة المقبلة ستعقد في بروكسل عام 2022.

ربما يعجبك أيضا