ملايين السوريين يواجهون انعدام الأمن الغذائي

محمود سعيد

رؤية

دمشق – يعيش السوريون تحت وطأة حرب قاسية وزادتها قسوة العقوبات الغربية بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا الذي حد من القدرة الإنتاجية لدى السوريين المعروفين بالصناعة والتجارة والزراعة.

برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذّر اليوم من أن نحو 2.2 مليون سوري قد ينضمون إلى قائمة المواطنين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في بلاد تعاني من تداعيات حرب دموية مدمّرة، وإن كانت هذه الحرب تشارف على النهاية.

وبزيادة قدرها 1.4 مليون شخص خلال الأشهر الستة الماضية وحدها، أصبح 9.3 ملايين شخص يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، بحسب البرنامج الذي حذّر في تغريدة من أنه “من دون مساعدة عاجلة، قد ينزلق 2.2 مليون شخص إضافي نحو الجوع والفقر.

ويعرب البرنامج عن تخوّفه من تسجيل “رقم قياسي” جديد، في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها البلاد، وتسبّبت بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية مع تسجيل الليرة انخفاضاً قياسياً أمام الدولار.

وكان 7.9 ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي نهاية العام 2019، وفق البرنامج، الذي قدّر نهاية أبريل، ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 107 في المئة خلال عام واحد جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان المجاور وتفشي فيروس كورونا المستجد الذي فاقم الوضع الاقتصادي سوءاً.

ويعيش معظم السوريين تحت خطّ الفقر بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، في بلد يشهد نزاعاً دامياً منذ أكثر من تسع سنوات.

وتسارع منذ العام 2019 الانهيار الاقتصادي، الذي يعزوه محللون في جزء منه إلى العقوبات الاقتصادية الغربية لا سيما الأمريكية.

وتسبّبت الحرب في سوريا بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وأدّت إلى تشريد وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. كما دمّرت البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وأنهكت القطاعات المختلفة.

وكان برنامج الأغذية العالمي، حذر قبل أسبوع من وقوع أزمة غذائية “لم يسبق لها مثيل” في سوريا، مع وصول أسعار الأغذية الأساسية إلى مستويات لم تبلغها من قبل. ونقلت فضائية “روسيا اليوم” عن إليزابيث بايرز المتحدثة باسم البرنامج قولها إن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بأكثر من 200 بالمئة في أقل من عام واحد بسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان المجاور، وإجراءات العزل العام التي فرضتها سوريا لاحتواء مرض كورونا، ما دفع الملايين من السوريين إلى الوقوع في براثن الفقر.

(وكالات)

ربما يعجبك أيضا