ملحمة «أفاتار» تعود لأسر الجمهور في كوكب «باندورا»

بدأ عرض الجزء الثاني من الفيلم الملحمي “أفاتار”، مساء أمس الأربعاء، 14 ديسمبر 2022، في القاهرة، بفارق يومين عن عرضه العالمي، وسط إقبال جماهيري كبير.

العرض جاء بعد 3 سنوات من التأجيلات، أولها بسبب وباء كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وبدأ النقاد والجمهور في المقارنة بين الجزأين الأول والثاني، الذي طرح بعنوان Avatar.. The Way of Water.

Avatar.. The Way of Water

عرض الجزء الأول من “أفاتار” من إخراج جيمس كاميرون عام 2009، وحقق نجاحًا مبهرًا بميزانية تبلغ 230 مليون دولار أمريكي، لتكون الأعلى في صناعة السينما، في هذا الوقت، لكنه عوض ذلك متربعًا على عرش الإيرادات تاريخيًّا، محققًا حتى الآن مليارين و798 مليونًا و579 ألفًا و794 دولارًا.

وانتظر الملايين بأنحاء العالم عرض الجزء الثاني من الفيلم، بعد أن أعلنت شركة Twentieth Century Fox المنتجة عنه في مارس 2010، لكن انتظارهم طال بعض الشيء.

اختلاف سلسلة «أفاتار» عن أفلام «مارفل»

تأخر الجزء الثاني من الفيلم الملحمي لنحو 13 عامًا بسبب مخرجه جيمس كاميرون، الذي أوضح في تصريحات سابقة لـ The Hollywood Reporter أن الشركة المنتجة كان لديها رغبة في تقديم أجزاء جديدة بوقت قريب، حتى لا ينسى الجمهور العمل، لكنه أصر على التوقف من أجل تبين حقيقة رغبته في الاستمرار بتقديم أجزاء أخرى.

ولم يخشى مخرج العمل أن ينسى الجمهور أحداث الجزء الأول أو أن يفقد العمل شعبيته، وكان شغله الشاغل أن يصنع فيلمًا جيدًا الصنع يحترمه العالم والنقاد لأجله، ويحاول من خلاله صنع تأثير ثقافي وسينمائي وهو على يقين أن الفيلم الجيد يصنع شعبية ويعيد للأذهان أحداث الجزء الأول.

ودفع النجاح الكبير لفيلم “أفاتار” النقاد لربطه بسلسلة بأفلام “عالم مارفل”، لكن المخرج الأمريكي الشهير نفى التقارب وأشار إلى اختلاف جوهري بينهما، موضحًا أن “مارفل” تعيد طرح شخصيات أبطال المجلات المصورة في أفلام مختلفة، لكن جيمس أقر بأن “مارفل” لا يوجد مثيل لها من حيث الأبطال والتفاصيل مقارنة بأي تجربة سينمائية أخرى.

تقنيات مبهرة في الجزء الثاني من «أفاتار»

فيلم Avatar 2 الذي انضم له النجم كيت وينسلت للمرة الأولى تصل مدة عرضه  إلى 3 ساعات و12 دقيقة، في المقابل جاءت مدة عرض  الجزء الأول بـساعتين و42 دقيقة، وبلغت ميزانية الجزء الجديد أكثر من 350 مليون دولار، وتتوقع الشركة المنتجة أن يحقق في يوم العرض الأول في أمريكا نحو 125 مليون دولار.

وأشار الناقد السينمائي الأمريكي، جوردان هوفمان، في مقال بمجلة VARIETY  الأمريكية إلى أن  Avatar.. The Way of Water تكملة ممتعة ومثيرة للجزء الأول، وتجسد بقدر كبير مهارة المخرج جيمس كاميرون في كتابة الأحداث ورسم الشخصيات، واصفًا الفيلم بأنه ليس رؤية إخراجية فحسب، بل يصنع نقلة تقنية في عالم السينما تُبهر المشاهد.

أحداث  avatar 2

قال هوفمان إن Avatar.. The Way of Water يحكي قصة بسيطة تميل للصراعات الإنسانية، لكنها منسوجة في بيئة خيالية وجميلة تسحر المشاهدين على مدار أكثر من 3 ساعات، لكن العيب الوحيد أنه يستغرق نحو 20 دقيقة حتى يشعر المشاهد أنه اندمج في التفاصيل، قبل أن يبدأ الاندهاش من التفاصيل.

وتجسدت مهارة جيمس كاميرون، من وجهة نظر هوفمان، في صناعة فيلم بمعدل إطارات مرتفع HFR، وهي أعلى دقة توصل لها العيلم في عرض مساحات الصورة، ودمج بينها وبين المشاهد، التي تعرض بمعدل 48 إطارًا في الثانية، لتصبح صور الفيلم لامعة وسلسلة تنقل المشاهد في حركة ثلاثية الأبعاد تظهر الحياة البرية الغريبة في Pandora كالحقيقية.

نظرة على أحداث الجزء الأول

الفيلم يحكي عن جندي أمريكي مقعد يُرسل إلى قمر بعيد في الفضاء يسمى “باندورا”، وجد أنه كوكب تسكنه كائنات مسالمة زرقاء اللون تدعى «نأفيي» يبلغ طولها قرابة 3 أمتار، تعيش في مأمن، إلى أن غير ذلك وصول البشر إليها، وتحاول الدفاع عن باندورا ضد المعتدين، الذين يحاولوا التنقيب عن معدن ثمين جدًا.

وذهب هذا الجندي القعيد بدلًا من توأمه الذي توفي، والمشروع مبني على أساس تخليق كائنات مشابهة لسكان “باندورا”، وإسكانها بروح بشرية والاندماج معهم ومعرفة حياتهم، وهذه المستنسخات سميت بـ”الأفاتار”، الذي جاء منها اسم الفيلم، ويبدأ الجندي رفقة  العالمة المشرفة على المشروع البحث في الكوكب.

بعد مواجهة مع بعض الحيوانات، يُفقد الجندي في غابات الكوكب، وفي أثناء بحثه عن طريق للعودة يلتقي فتاة محاربة تساعده ظنًا أنه مرسل ليساعد أبناء جنسها، فتأخذه إلى مكان عيش قبيلتها على شجرة ضخمة، ويقيم هناك 3 أشهر، يتعلم خلالها عاداتهم وطريقة حياتهم، وحتى لغتهم الخاصة.

لغة خاصة لـAvatar

اللغة الخاصة التي تحدث بها أبطال الفيلم ليست لغة قديمة مندثرة، لكنها من ابتكار مخرج العمل، جيمس كاميرون، وساعده في وضع صوتياتها عالم لغويات أمريكي.

وبالعودة لأحداث الفيلم عثر الجندي على منجم هائل للمعدن المنشود، يقع تحت شجرة مقدسة لأهل باندورا، فيحاول إقناع الشعب بمغادرة الشجرة، لأنه يعلم أن البشر سيأتون لتدميرها، والاستيلاء على المعدن، لكنه يخفق في ذلك.

افاتار

ويقع صراع بين البشر وسكان بندورا حول البقاء ونهب الثروات، وهنا يقرر الجندي البقاء في نسخته المصنعة ليعود لشعب الكوكب محاولا مساعدتهم في الحرب ضد البشر، وبعد معركة ضارية ينتصر سكان الكوكب، ويدخل نسخته ويتخلص من طبيعته البشرية، ليصبح واحدًا من شعب باندورا للأبد.