ملفات مهمة وسابقة تاريخية.. ما المُتوقع من قمة الناتو «الحاسمة» في مدريد؟

رنا أسامة

تنعقد قمم الناتو غالبًا في توقيتات حاسمة في تطور الحلف تمثل مُنعطفات مهمة في عملية صنع القرار داخل الحلف.


تتجه الأنظار على مدار 3 أيام إلى العاصمة الإسبانية التي تستضيف قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في خضم أكبر أزمة تواجه أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتأتي قمة مدريد التي انطلقت، أمس الثلاثاء 28 يونيو 2022، في توقيت حاسم تشهد فيه القارة العجوز أزمات طاقة وغذاء بعيدة المدى، بفعل الحرب الروسية الأوكرانية التي زعزعت السلام في أوروبا والنظام الدولي كذلك.

قمة تاريخية حاسمة

قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، في مقابلة مع صحيفة “إل باييس” الإسبانية، إن قمة مدريد ستكون تاريخية وحاسمة، لأنها ستخرج بقرارات مهمة عديدة، في أكبر تحول في الدفاع الجماعي للحلف منذ نهاية الحرب الباردة، إضافة إلى بحث الوضع المتأزم في أوكرانيا، والتطرق إلى موضوع الإرهاب وعدم الاستقرار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

وتتزامن القمة مع الذكرى 40 لانضمام إسبانيا للناتو، ووفق الموقع الإلكتروني للحلف كانت مدريد العضو الـ16، ليس فقط لقدراتها العسكرية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الحيوي للدفاع في أوروبا الغربية، بين البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الأطلسي، ولكن أيضًا لمهاراتها الدبلوماسية وعلاقاتها السياسية مع أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

«سابقة» في قمة مدريد

تحظى القمة التي يستضيفها مركز مؤتمرات مدريد بمشاركة 40 رئيس دولة وحكومة، على رأسهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بجانب 5 آلاف شخص بينهم صحفيون وخبراء وباحثون، وسط إجراءات أمنية مكثفة، بحسب الموقع الإلكتروني للناتو.

ويُشارك في قمة مدريد رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، في سابقة لرئيس حكومة ياباني، إلى جانب نظرائه من أستراليا، أنتوني ألبانيز، ونيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، إلى جانب رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك-يول.

ملفات مهمة ومُخرجات مُتوقعة

تتناول قمة مدريد ملفات مهمة، على رأسها دعم أوكرانيا وحزم المساعدات الجديدة، وسبل تصدير الحبوب وفتح الطرق البحرية، وإنهاء أزمة انضمام فنلندا والسويد، إلى جانب الإرهاب في إفريقيا، ورفع القوات القتالية في أوروبا الشرقية، إضافة إلى تسمية روسيا باعتبارها التهديد الأكثر أهمية والمباشرة لأمن الحلف.

ووفق موقع الناتو، ستخرج قمة مدريد بقرارات تعمل على إبقاء الحلف قويًّا، وعلى أُهبة الاستعداد في “عالم خطير للغاية”. ومن المُقرر أن يوافق الحضور على خطط تعزيز الردع والدفاع، ودعم أوكرانيا على المدى الطويل، وإقرار المفهوم الاستراتيجي لعام 2022، فضلًا عن تعزيز التعاون مع الشركاء، وشحذ التفوق التكنولوجي للحلف.

منتدى عام لتوسيع الرؤية

يُعقد منتدى عام على هامش قمة مدريد لبحث مستقبل الناتو، بمشاركة خبراء وصناع قرار من جميع أنحاء العالم، لإضافة وجهات نظر أخرى إلى القمة، وفق الموقع الإلكتروني للحلف، ويستضيف المنتدى 4 منظمات مجتمع مدني رائدة، هي المعهد الملكي الإسباني للدراسات الدولية والاستراتيجية (إلكانو)، وصندوق مارشال الألماني، ومؤتمر ميونخ للأمن، والمجلس الأطلسي.

وتنعقد قمم الناتو غالبًا في توقيتات حاسمة في تطور الحلف، تمثل مُنعطفات مهمة في عملية صنع القرار داخله، وقد تشهد تمرير سياسة جديدة، أو تدعو أعضاءً جدد للانضمام، أو تطلق مبادرات رئيسية وتُعزز شراكات. وعادة تستضيف أي دولة عضو في الحلف هذه القمة، برئاسة الأمين العام. ومنذ العام 1949 عقد حلف الناتو 32 قمة، بما فيها قمة مدريد الحالية.

ربما يعجبك أيضا