ملهمات عربيات «٢١»| حياة الفهد.. سيدة الشاشة العربية الخليجية من المستشفى إلى المسرح

عملت موظفة بمستشفى ثم فتح القدر أمامها طريقًا للعمل بالفن الذي عشقته بسبب أفلام فريد الأطرش، مسيرة حافلة قطعتها حياة الفهد مع الفن عبر أدائها المميز على المسرح والتلفزيون حتى لقبت بـ”سيدة الشاشة الخليجية”.

حياة الفهد من أهم رموز الفن الخليجي، ومن الوجوه المعروفة لدى المشاهد العربي عمومًا، ولدت حياة يوم 18 إبريل عام 1948، فقدت والدها وهي طفلة، وعانت من قسوة والدتها التي ربتها بطريقة صارمة. تعلمت حياة الفهد القراءة والكتاب باللغتين العربية والإنجليزية ذاتيًّا، لأنها تركت المدرسة قبل إتمام الدراسة الابتدائية.

إضراب عن الطعام بسبب التمثيل

عملت حياة الفهد بمستشفى الصباح في الكويت، وكان احتراف الفن أمرًا بعيدًا جدًّا عن مخيلتها، حتى التقت في أحد الأيام بالفنان حسين القطان المعروف بـ”أبو جسوم”، خلال زيارة فرقته للمستشفى، ودار الحديث بينهما حول الفن، وقالت زميلتها في العمل وقتها الإعلامية أمينة الشراح إنها تريد العمل كمذيعة، بينما ترغب الفهد في احتراف التمثيل، وعندما عرض عليها “أبو جسوم” المشاركة في الفرقة، تخوفت الفتاة من رد فعل والدتها التي رفضت بشدة وضربتها.

أثار رفض الوالدة لعمل حياة الفهد بالتمثيل حزن الشابة التي قررت الإضراب عن الطعام، ومع دخول إضرابها في الشهر الثاني، اكتشفت والدة حياة رغبة ابنتها الملحة للعمل بالفن، وكان لشقيق الفنانة الكويتية دور في إقناع الأم بعد أن قابل حسين القطان خلال عمله بالجيش وأقنعه بضم أخته لفرقته، فرضخت الوالدة بشرط أن يذهب الأخ مع حياة إلى موقع التصوير.

تركت الفن من أجل الزواج

بدأت مسيرتها مع الدراما التلفزيونية عام 1964 عبر مسلسل “عائلة بو جسوم”، وسبق ذلك ظهورها الأول على خشبة المسرح عام 1963 في مسرحية “الضحية”، من تأليف صقر الرشود وبطولة منصور المنصور، ومنذ ذلك الوقت أثرت الشاشة الخليجية بعديد من الأعمال الفنية المميزة.

تزوجت حياة الفهد في سن صغيرة جدًّا عام 1963 من الطبيب العراقي قصي جلبي، وبسببه تركت الفن لمدة 3 سنوات لإتمام دراسته في مصر بعد أن سافرت معه بناء على طلبه، وخلال فترة الزواج عملت حياة الفهد مذيعة من عام 1965 حتى عام 1968 في إذاعة الكويت، لكن لم تتحمل الفهد الابتعاد عن الفن فقررت الانفصال بعد إنجاب طفلتها الأولى “سوزان” عام 1967.

نجاح جماهير وثناء نقدي

حياة الفهد في مسرحية الحدباء

تنوعت أعمال حياة الفهد بين الكوميديا والتراجيديا، وصنعت شهرة واسعة مع ثناء نقدي بأدوارها المميزة منها “الحدباء” عام 1968، و”فلوس ونفوس” عام 1969، و”ألوان من الحب” عام 1974 و”ابن الحطاب” عام 1975 و”أحلام صغيرة” عام 1982 و”طش ورش” عام 1993 و”عندما تغني الزهور” عام 2005.

صنعت الفهد مسيرة حافلة أيضًا على المسرح ومن أبرز أعمالها: “شيكات بدون رصيد” عام 1987 و”أرض وقرض” عام 1988 و”سيف العرب” عام 1992، وآخر عملٍ مسرحي لها هو “صح النوم يا عرب” عام 2004، ولها ثلاث تجارب سينمائية فقط في أفلام: “بس يا بحر” و”الصمت” و”نجد”.

ثنائيات حياة الفهد الفنية

حياة الفهد وسعاد العبد الله

شكلت حياة الفهد ثنائيًا ناجحًا على الشاشة الخليجية مع الفنانة سعاد العبد الله، وقدما أول أعمالهما معًا عام 1981 في مسلسل “درس خصوصي”، واستمرتا في تقديم أعمال مميزة منها: مسلسل “خالتي قماشة” عام 1983، مسلسل “رقية وسبيكة” عام 1986 و”على الدنيا السلام” عام 1987، و”سليمان الطيب” عام 1993.

حياة الفهد وغانم الصالح

وبعد غياب، اجتمعت الفهد والعبد الله في مطلع الألفية الثالثة بمسلسل “عيال الذيب”، ثم افترقتا مجددًا حتى جمعتهما الكاتبة وداد الكواري بعد 13 عامًا من الغياب في مسلسل “البيت بيت أبونا”، ومن النجوم الآخرين الذين شكلت معهم ثنائيًا مميزًا على الشاشة الخليجية الفنان غانم الصالح، الذي شاركته في عدة أعمال منها: “إليكم مع التحية” و”خرج ولم يعد”، و”مسافر بلا هوية” و”زوجة بالكمبيوتر” وآخر عمل جمعهما كان “ليلة عيد” عام 2010.

الشاعرة حياة الفهد

لقبت بسيدة الشاشة الخليجية بعد دورها الناجح في مسلسل “جرح الزمن” للكاتبة فجر السعيد عام 2001، ومن أهم أعمالها مسلسل “جرح الزمن” للكاتبة فجر السعيد عام 2001، التي لقبت عقب أدائها المميز له بسيدة الشاشة الخليجية.

لحياة الفهد تجربة مع الكتابة، وأصدرت ديوانًا شعريًا بعنوان “عتاب” في نهاية السبعينيات، وكتبت قصص وسيناريو بعض المسلسلات والأعمال المسرحية التي أدت بطولتها منها: “دمعة يتيم” و”الأخ صالحة”، و”الفرية”، و”بياعة النخي”، وغيرها.

أزمات حياة الفهد

أثارت حياة الفهد الجدل برفضها لعمل الممثلات المحجبات بالتمثيل، مشيرة إلى أن ظهور الممثلة بالحجاب طوال العمل الفني حتى مع الابن أو الزوج أمرًا يفتقر إلى المنطق، وانتقدت أسلوب حياة بعض الفنانين الكويتيين الذين يفرطون في عرض حياتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن “السوشيال ميديا” أصبحت مهنة لبعض الفنانين.

وأثارت الفهد الجدل بسبب تصريح حول ترحيل الوافدين من الكويت بعد تفشي جائحة كورونا، واتهمت إثر ذلك بالعنصرية، لكن الفنانة أوضحت أنها لم تقصد الإساءة لأحد، وأن عبارة “نقطهم في البر” بمعنى اللقاء بهم في الصحراء، خرجت منها بسبب الانفعال ليس أكثر، مشيرة إلى أن التعبير خانها عندما قالت ذلك.