مريم المنصوري.. أول امرأة في سلاح الجو الإماراتي

أماني ربيع

حققت كثير من نساء الإمارات إنجازات حفرت أسماءهن من ذهب في التاريخ، بينهن مريم المنصوري


دخلت مريم المنصوري سلاح الجو الإماراتي في عام 2007، وفي عام 2014 أصبحت حديث الساعة في العالم العربي بعد أن شاركت في قصف قوات داعش متحدية كل العوائق، التي تمنع المرأة من تحقيق النجاح في المجال العسكري.

تعد المنصوري من أبرز النماذج النسائية الناجحة في الإمارات، فهي أول عربية تقود طائرة من طراز “إف 16” متحدية نفسها ومجتمعها بالعمل في مجال ظل حكرًا على الرجال، واختارت هذا المجال إيمانًا منها بقدرة المرأة على إثبات جدارتها في مواجهو التحديات، وحبًّا في الدفاع عن وطنها.

من الطب والجراحة إلى الأدب الإنجليزي

ولدت المنصوري في 1 يناير 1979، وبعد تخرجها من الثانوية العامة بالقسم العلمي بمجموع 93%، قررت دراسة الطب يداعبها الأمل في تحقيق إنجاز علمي بمجال الجراحة، وبالفعل قدمت طلبًا لدراسة الطب وآخر للقوات المسلحة للعمل في المجال الطبي.

ولم تتمكن من تحقيق حلمها بسبب كثرة المتقدمين لدراسة الطب في ذلك العام، ولأن المجال العسكري لم يكن مفتوحًا للفتيات في ذلك الوقت، بحسب حوار لها مع الشباب بتنظيم “سجايا فتيات الشارقة”.

اتجهت المنصوري إلى دراسة الأدب الإنجليزي في جامعة الإمارات، لكنها صوبت عينيها تجاه حلم آخر طالما داعب مخيلتها في أن تكون طيارة مقاتلة، ولاحقت هذا الحلم. ففي المجتمعات الشرقية عادة ما يواجه قرار عمل فتاة بالمجال العسكري معارضة من الأهل، لكن المنصوري وجدت كل المساندة والدعم من أهلها، خاصة وأن أخاها يعمل كابتن طيار على طائرة هليكوبتر، وشقيقتها عائشة تعمل طيارة بطيران الاتحاد.

إماراتية في سلاح الطيران

5c98d51d646d1

رغم جرأة قرارها، تابعت المنصوري الطريق للوصول إلى حلمها، ووضعت قدمها على أول السلم، وعملت في القيادة العامة للقوات المسلحة بالإمارات، حتى فتح المجال أمام النساء أخيرًا لدخول كلية الطيران، وبات الحلم أقرب.

تلقت دراسة تأسيسية في مجال الطيران بكلية خليفة بن زايد الجوية عام 2007، أنهت خلالها 4 سنوات من الدراسة النظرية والتدريب العملي على طائرة ميراج، ثم طائرة إف 16، ولإثبات تفوقها طردت كل المخاوف، وركزت على تحقيق هدفها، وبدأت العمل كطيار عمليات مقاتل على طائرة من طراز “إف 16 بلوك 60″، وأصبحت أول امرأة إماراتية تقود طائرة حربية مقاتلة.

مريم المنصوري تقصف داعش

521707 مريم المنصورى خلال قيادة أحد الطائرات

بدأت المنصوري أهم عملياتها القتالية مع فريق الإمارات، ضمن قوات التحالف الدولي، بتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا في عام 2014، وقادت سربًا من طائرات “إف 16” قصف عددًا من مواقع التنظيم الإرهابي في سوريا.

801006576511

مريم المنصوري

وفي مايو 2014 كرمها نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بجائزة التميز، ومنحها ميدالية باسمه ضمن فئة “فخر الإمارات”.

مريم المنصوري تقاتل الحوثيين

شاركت المنصوري أيضًا في عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن عام 2015، ولقيت مشاركتها ترحيبًا كبيرًا، ورفع بعض المواطنين اليمنيين صورة كارتونية لها خلال مظاهرات احتفالية في مدينة عدن في أكتوبر 2015.

وشارك الشيخ السعودي عائض القرني في هاشاتاج يحتفي بمشاركة المنصوري، وكتب عبر حسابه على تويتر بيتين من الشعر:

ولو أن النساء كمن عرفنا  لفضلت النساء على الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيب  ولا التذكير فخر للهلال

دعم قيادة الإمارات للمرأة

لم يقف التكريم عند حدود وطن مريم المنصوري، وإنما كرم الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، المنصوري في ختام النسخة الأولى من ملتقى الشباب العربي الإفريقي بأسوان عام 2019، ضمن مجموعة من الشباب الذين أثّروا في بلدانهم محققين نجاحات جعلتهم في مصاف الرواد.

تتحدث المنصوري دائمًا عن أهمية استفادة فتيات الإمارات من دعم قيادة الدولة للمرأة في تحقيق أهدافها وفتح الأبواب أمامها في جميع المجالات، بالطبع لم يخل مشوارها من الصعوبات التي كان أهمها تحدي النظرة الشرقية الموروثة للمرأة وقدراتها. بالإضافة إلى العمل بجد للوصول إلى محتوى احتراف مهنتها التي تتطلب دقة كبيرة.

وتغلبت المنصوري على كل ذلك بالصبر والتركيز والإيمان بمسؤوليتها، ولم تتلق أي استثناءات لكونها امرأة، وكانت دائمًا مستعدة للمواجهة مع أعداء وطنها في أي وقت.

ربما يعجبك أيضا