ملياردير: عزلة الصين تتزايد والهند ستصبح ثالث أكبر اقتصاد بالعالم

قال الملياردير الهندي، جوتام أداني، إن عزلة الصين تتزايد، والهوة بينها وبين بقية العالم تتسع، وذلك خلال مشاركته بمؤتمر فوربس العالمي للرؤساء التنفيذيين بسنغافورة.

وأضاف أداني، أن الصين تواجه مخاطر تتعلق بالإسكان والائتمان تشبه تلك التي واجهتها اليابان خلال ما يعرف بـ”العقد الضائع”، حين شهدت ركودًا تضخميًّا جعل الناتج المحلي يقف عند 0.006% على مدار 10 سنوات، حسبما نقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية.

معوقات دائمة

الملياردير، الذي يرأس أكبر مجموعة بنية تحتية متكاملة في الهند، أشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق، التي كان من المفترض أن تكون دليلًا على طموحات الصين العالمية، تواجه أيضًا معوقات، ما يزيد من التحديات، وتوقع أن تشعر الصين، التي كان يُنظر إليها على أنها المناصر الأول للعولمة، بالمزيد من العزلة في السنوات المقبلة.

وشدد على أنه بالرغم من توقعاته بتباطؤ الاقتصاد الصيني هذا العام، فإنه لا يزال يعتقد أن الاقتصادات العالمية ستتكيف مع الظروف الجديدة وتنتعش بمرور الوقت. وقال إن الحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي إلى إعادة تنظيم واسعة النطاق للنظام العالمي، في ظل ظهور بوادر مبادئ جديدة للمشاركة العالمية القائمة على زيادة الاعتماد على الذات، وتقليل مخاطر سلسلة التوريد، وتعزيز القومية.

الهند تواصل النمو

في خطابه الذي استمر 30 دقيقة، رسم أداني، الذي تقدر ثروته الصافية بـ142 مليار دولار أمريكي، صورة متفائلة للهند وسط التحديات التي تواجه العالم، بما في ذلك الآثار الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، وتغير المناخ وارتفاع التضخم، متوقعًا أن تحافظ الهند على موقعها كخامس أكبر اقتصاد في العالم.

في رؤيته للهند في السنوات 25 المقبلة، قال إن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة سيبلغ 100%، كما أن بلاده ستكون خالية من الفقر قبل عام 2050، نفس التوقيت الذي قال إنه سيشهد هبوط متوسط أعمار السكان في الهند إلى 38 عامًا، وأكبر طبقة وسطى مستهلكة في العالم.

وأشار أداني إلى أن الهند استغرقت 58 عامًا حتي يصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى تريليون دولار أمريكي ولكنها استغرقت 12 عامًا فقط ليتجاوز تريليوني دولار، ثم 5 سنوات فقط لتصل إلى 3 تريليونات دولار، متوقعًا تسارع المعدل مع بدء الثورة الرقمية على المستوى الوطني.

حجم استثمارات ضخم

بحسب أداني، فإن الهند، البالغ رأسمالها في سوق الأسهم 45 تريليون دولار أمريكي، في طريقها لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030، وسط توقعات بارتفاع حجم اقتصادها إلى 30 تريليون دولار، صعودًا من 3 تريليونات فقط حاليًّا.

ورغم أن نمو الهند كان مدعومًا بالاستثمارات المحلية، شدد أداني على أهمية الاستثمارات الأجنبية، واستشهد بأن بلاده سجلت أعلى تدفق للاستثمار الأجنبي المباشر، خلال العام الماضي، بلغ 85 مليار دولار أمريكي، في إشارة إلى زيادة الثقة العالمية في الدولة الآسيوية.

الدعوة إلى الاستثمار في الهند

توقع أداني تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى الهند لتصل إلى 500 مليار دولار على مدار السنوات الـ15 المقبلة، ومن شأن ذلك أن يجعل الهند الوجهة الأسرع نموًا للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم، مشددًا على أن الهند مليئة بالفرص المذهلة لكل المستثمرين على مستوى العالم.

وقال إن هذه الفترة الأفضل للشركات العالمية للمساهمة في النهضة الاقتصادية للهند، مشددًا على أن استثماراتها في أمان، باعتبار أن الهند واحدة من الديمقراطيات الأكثر شبابًا في العالم، وتوقع أن تكون البلد الأكثر تأثيرًا في العالم على مدار العقود الثلاثة المقبلة.