ممارسات عدوانية.. كيف تتعمد إسرائيل استهداف الهيئات الأممية؟

استهداف اليونيفيل.. كيف تنتهك إسرائيل القانون الدولي؟

بسام عباس
قوة اليونيفيل في جنوب لبنان

منذ تأسيسها، ظلت الأمم المتحدة رهينة للمكائد السياسية والكتل القوية التي استمرت في التطاول عليها وتحدي القرارات التي تصدرها هيئات المنظمة المختلفة، وعلى رأسها مجلس الأمن، وتتبع الدول القومية مثل هذه التدابير عندما يكون ذلك مناسبًا، وتتجاهلها عندما يكون غير ذلك.

وتتصدر إسرائيل هذه الدول التي تندرج ضمن فئة مسببي الفوضى في العالم، ولذلك لم تعد إسرائيل تستهدف حماس أو حزب الله فقط بل امتدت أذرعها العدوانية إلى هيئات الأمم المختلفة، مثل الأنروا في غزة واليونيفيل في لبنان، فضلاً عن انتهاك للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

 مضايقات وانتهاكات مستمرة

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن مشاريع القوانين التي يناقشها الكنيسيت الإسرائيلي ستنهي فعليًّا التنسيق لحماية قوافل الأمم المتحدة ومكاتبها وملاجئها التي تخدم مئات الآلاف من الفلسطينيين، وسوف يفقد نحو 600 ألف طفل الكيان الوحيد القادر على إعادة بدء التعليم، ما يعرض مصير جيل كامل للخطر.

وذكر موقع أوراسيا ريفيو، في تقرير الثلاثاء 15 أكتوبر 2024، أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تواجه مضايقات مستمرة من قبل القوات الإسرائيلية. وأنشئت قوات اليونيفيل في 1978 بقرار من مجلس الأمن لتأكيد انسحاب إسرائيل من لبنان ومساعدة السلطات اللبنانية على استعادة السلام والأمن في المنطقة، وظلت مصدر إزعاج لعمليات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وفي بيان صدر في 13 أكتوبر، كشفت قوات اليونيفيل أن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا شرعتا في تدمير البوابة الرئيسية لموقعهما في رامية، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ودخلت الدبابات عنوة، وبعد ذلك طالب أفراد إسرائيليون القاعدة بإطفاء أنوارها، وغادرت الدبابات بعد 45 دقيقة بعد احتجاج قوات اليونيفيل وتحذيرها بأن وجود القوات الإسرائيلية يعرضها للخطر.

مطالب بانسحاب اليونيفيل

أوضح الموقع أنه في 14 أكتوبر، وفي إصرارها على عرقلة ومضايقة قوة حفظ السلام، أوقف الجيش الإسرائيلي “حركة لوجستية حاسمة لقوات اليونيفيل بالقرب من منطقة ميس الجبل، ومنعها من المرور، ولم تتمكن الحركة الحرجة من إكمالها، لافتًا إلى أن بيان اليونيفيل يستمر في تذكير الجيش الإسرائيلي بالتزاماته بضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وممتلكاتها.

وفي بيان مبتذل مليء بالأكاذيب، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات حفظ السلام أساءت فهم الانتهاك الوحشي، وأن هذه الإجراءات كانت مدفوعة بحسن النية لإجلاء الجنود الجرحى بصاروخ مضاد للدبابات، وأنشئ ستار دخان للمساعدة في الإجلاء، وأن العملية نفذت بالكامل في ظل اتصال مستمر مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف الموقع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدلا من تفسير هذا السيل من الأكاذيب، اقترح، في رسالة موجهة إلى جوتيريش بأن تنسحب قوات اليونيفيل على الفور من جنوب لبنان، ومرة أخرى، تتعامل إسرائيل مع القانون الدولي، الذي يمنح الشرعية لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة في هذه الحالة، باعتباره نسيجًا من الأنسجة المهلهلة.

ربما يعجبك أيضا