ممرات آمنة وجهود عربية لوقف النزاع.. ما آخر التطورات في السودان؟

يعيش السودان على وقع اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولا تلبث الاشتباكات أن تهدأ حتى تشتعل مجددًا.

يأتي ذلك رغم الدعوات الدولية والإقليمية لأطراف النزاع بالتوقف عن القتال وبدء محادثات. ولمتابعة هذه التطورات انعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية، فما مخرجات الاجتماع؟ وهل تنجح جهود الوساطة الإقليمية والدولية؟ وما هي آخر التطورات الميدانية؟ 

مساعي الجامعة العربية 

أبدت الجامعة العربية استعدادها لبذل المساعي كافة لوقف الأزمة في السودان، وانعقد ظهر اليوم الأحد 16 إبريل 2023 على مستوى المندوبين اجتماعًا طارئًا لبحث تطورات الأوضاع في السودان، في مقر الجامعة في القاهرة برئاسة مصر. 

وجاء الاجتماع العربي بعد دعوة من مصر والسعودية، وأعرب المجلس عن “الأسف الشديد لسقوط ضحايا خلال الاشتباكات الأخيرة”، متقدمًا بـ”خالص العزاء لذوي الضحايا والشعب السوداني بأكمله”، وفقًا لبيان المجلس. 

المطالبة بوقف الاشتباكات

طالب مجلس الجامعة العربية بضرورة الوقف الفوري للاشتباكات المسلحة، حقنًا للدماء وحفاظًا على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني ووحدة أراضي السودان وسيادته، وفق البيان. 

ودعا المجلس للعودة السريعة إلى “المسار السلمي لحل الأزمة”، مشددًا على ضرورة “التأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار”. 

الوساطة

حول تطور الأوضاع في السودان، تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم اتصالًا هاتفيًّا من رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير، وفقًا للموقع الرسمي للرئاسة المصرية.

وبحسب ما صرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فإن الاتصال تناول مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، وفي ذلك السياق، شدد الرئيسان على خطورة الاشتباكات العسكرية الجارية، معربين عن “كامل الدعم للشعب السوداني الشقيق في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام”. 

وطالب الرئيسان بـ”الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان”، وناشدا الأطراف كافة بـ”تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني”، وقد أبدا البلدان استعدادهما للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية.

قلق دولي

حول ذات الصدد، تلقى الرئيس المصري اتصالًا من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش لبحث تطورات الأوضاع، في حين أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء تطورات المشهد.

من جهته، دعا مجلس السلم والأمن الإفريقي لعقد جلسة طارئة لمناقشة تطورات الموقف في السودان، وفقًا لحسابه الرسمي على تويتر، وعلق برنامج الغذاء العالمي أعماله في السودان بعد مقتل 3 أفراد من موظفيه.

تطورات ميدانية 

في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات صباح اليوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تضارب للأنباء بشأن السيطرة الفعلية على عدد من المراكز والمقار الحيوية داخل الخرطوم، ولم تتوقف مشاهد الدخان الكثيف المتصاعد لسماء العاصمة، ودوي طلقات الرصاص، والتحليق المكثف للطيران.

وبعد مناشدات دولية، وتحذيرات من خطورة الأوضاع الإنسانية الناجمة عن الاشتباكات، أعلن الجيش السوداني موافقته على فتح ممرات إنسانية آمنة لمدة 3 ساعات بدءًا من الساعة الرابعة عصر اليوم، كما أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على ذات الأمر، ويأتي ذلك بعد أنباء عن عدم تمكن بعض التلاميذ من مغادرة المدارس منذ أمس إثر الاشتباكات الضارية. 

خسائر مدنية وعسكرية

بثت صفحة القوات المسلحة السودانية، مقطع فيديو قالت إنه لعدد من أسرى قوات الدعم السريع، وفيديو آخر منفصل، أظهر سيطرة الجيش على بعض مقار ومركبات تتبع المجموعة التي يترأسها “حميدتي”، وسط احتفالات المواطنين، وقال الجيش السوداني إنه لا تفاوض مع من أسماهم “المتمردين”، معلنًا حل هذه القوات. 

وبحسب ما أعلنت نقابة الأطباء السودانية، نتج عن المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع مقتل ما لا يقل عن 56 شخصًا، وجرح 600 شخص.

اقرأ أيضًا: ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات في السودان إلى 56 قتيلًا

اقرأ أيضًا: القوات المسلحة السودانية: ندير معركتنا بثبات وتركيز

اقرأ أيضًا: شكري لنظيره السوداني: مصر ستدافع دائمًا عن وحدة وسلامة السودان