تم تسمية ممر نتساريم على اسم مستوطنة إسرائيلية كانت تقع على الطريق الساحلي، وهو "الإصبع" الثاني في استراتيجية "الأصابع الخمسة" التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرييل شارون
تُحصن القوات الإسرائيلية ممر استراتيجي يقسم غزة إلى قسمين، ببناء القواعد، والاستيلاء على المباني المدنية وتدمير المنازل، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية لصور الأقمار الصناعية.
الجهود تأتي كجزء من مشروع يرمي إلى إعادة تشكيل القطاع وترسيخ الوجود العسكري الإسرائيلي فيه عبر ممر نتساريم الاستراتيجي، بحسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية في تقرير 17 مايو 2024 عن محللين وخبراء عسكريين.. فماذا نعرف عن الممر؟ وما علاقاته بخطط إسرائيل لـ “غزة بعد الحرب”؟
ما هو ممر نتساريم؟
ممر نتساريم هو طريق يبلغ طوله نحو 6 كيلومترات جنوب مدينة غزة ويمتد من الشرق إلى الغرب، ومن الحدود الإسرائيلية إلى البحر الأبيض المتوسط، ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وقد جعلت حماس الانسحاب الإسرائيلي منه مطلباً رئيسيًا في مفاوضات وقف إطلاق النار.
ممر نتساريم
بحسب الصحيفة الأمريكية، حتى مع استمرار المحادثات على مدى الشهرين الماضيين، ظلت القوات الإسرائيلية تعزز مواقعها، وجرى إنشاء 3 قواعد عملياتية في الممر منذ مارس حسبما تظهر صور الأقمار الصناعية التي حللتها “واشنطن بوست”، ومن جهة البحر يلتقي الممر بالرصيف الأمريكي العائم.
ما هدف الممر؟
تصر إسرائيل على أنها لا تنوي إعادة احتلال غزة بشكل دائم، حيث سيطرت قواتها عليها لمدة 38 عاما حتى انسحابها في عام 2005.
لكن بناء الطرق والمواقع الأمامية والمناطق العازلة في الأشهر الأخيرة يشير إلى دور متزايد للجيش الإسرائيلي كرؤى لمستقبل غزة ما بعد الحرب، وفق الصحيفة الأمريكية.
وبالإضافة إلى التأثير في المفاوضات، فإن السيطرة على الممر تمنح الجيش الإسرائيلي مرونة وقدرة على الانتشار بسرعة في جميع أنحاء الجيب الفلسطيني.
كما أنها تتيح للقوات الإسرائيلية القدرة على الحفاظ على السيطرة على تدفق المساعدات وحركة النازحين الفلسطينيين، وهو ما تقول إنه ضروري لمنع مقاتلي حماس من إعادة تجميع صفوفهم.
منطقة عازلة
جرى تدمير ما لا يقل عن 750 مبنى فيما يبدو أنه “جهد منهجي” لإنشاء منطقة عازلة تمتد لمسافة 500 ياردة على الأقل على جانبي الطريق، كما تم هدم 250 مبنى آخر في منطقة الرصيف الأمريكي.
وفي 6 نوفمبر، كانت القوات قد قطعت طريقاً متعرجاً من الممر بصل إلى إلى البحر يسمح للمركبات المدرعة بالوصول إلى طريق الرشيد، وهو طريق رئيسي بين الشمال والجنوب ويمتد على طول ساحل غزة.
وبحلول مارس أضفت القوات الإسرائيلية الطابع الرسمي على الممر من خلال بناء طريق مستقيم على بعد بضع مئات من الأمتار إلى الجنوب، وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن الجزء الأخير من الطريق، الأقرب إلى الساحل، اكتمل في الفترة ما بين 5 و9 مارس.
الأصابع الخمسة
يقول خبراء عسكريون إن هذه الخطوة جزء من عملية إعادة تشكيل واسعة النطاق وطويلة الأمد لجغرافية غزة، تذكرنا بالخطط الإسرائيلية السابقة لتقسيم غزة إلى مناطق يسهل السيطرة عليها.
تم تسمية ممر نتساريم على اسم مستوطنة إسرائيلية كانت تقع على الطريق الساحلي، وهو “الإصبع” الثاني في استراتيجية “الأصابع الخمسة” التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرييل شارون، والتي هدفت لتقسيم غزة إلى أجزاء، كلها تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، ولم يتم تنفيذ الخطة إلا جزئيًا قبل أن يأمر شارون بالانسحاب الإسرائيلي من غزة في عام 2005.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1852286