مناظرة ماكرون ولوبان المرتقبة.. كيف استعد المرشحان؟

آية سيد

يترقب العالم المناظرة الرئاسية التليفزيونية بين ماكرون ولوبان يوم الأربعاء المقبل، وسط توقعات بأن تكون صعبة بعد استعداد لوبان جيدًا لمواجهة ماكرون.


يستعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين، مارين لوبان، لعقد مناظرة تليفزيونية غدًا الأربعاء 20 إبريل 2022، قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 24 إبريل.

وتعدّ مناظرة الغد الأولى للمرشحين قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وتواجها من قبل في مناظرة قبيل انتخابات 2017 التي سارت لصالح ماكرون، لكن التوقعات بأن المناظرة الجديدة ستكون أصعب على الرئيس الفرنسي، لأن لوبان استعدت جيدًا.

حتى لا تكرر أخطاء 2017

وفق تقرير للكاتب البريطاني، جافين مورتيمر، نشرته مجلة ذا سبيكتاتور البريطانية 19 إبريل 2022، تستعد لوبان منذ شهور لهذه اللحظة. وذكر أنها تتدرب على المناظرة مع أحد مستشاريها، الذي يلعب دور ماكرون، حتى لا تكرر أخطاء مناظرة 2017.

وبيّن الكاتب أنه منذ 5 أعوام، كان ماكرون مبتدئًا ولم تكن لوبان تعرف عنه الكثير. لكنها الآن لديها الكثير من الأهداف التي توجهها إليه، مثل أزمات تكلفة المعيشة والهجرة وسن التقاعد والقانون والنظام، مشيرًا إلى أن مرشحة اليمين ستركز على “الازدراء” الذي يُظهره ماكرون للطبقة العاملة.

أهم القضايا التي ستتناولها المناظرة

بحسب التقرير، ستكون أوروبا موضوع نقاش حاد في المناظرة. ففي الأسبوع الماضي، اتهمت حكومة ماكرون لوبان بالتخطيط لخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي خلسة. في حين تتهمه لوبان بتحويل فرنسا إلى دولة تابعة، منوهًا بأن ناخبي المرشح السابق، جان لوك ميلينشون، يشاركون لوبان التشكك في الاتحاد الأوروبي، وأي إشارة لتدخل الاتحاد لن تلقى قبولًا لديهم.

واستعان فريق حملة لوبان بتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس الماضي، بين أن الاتحاد الأوروبي يخطط لحظر النفط الروسي بعد الجولة الثانية من الانتخابات، حتى لا يضر بفرص ماكرون في الانتخاب. إضافة إلى هذا، سيتعين على لوبان التعامل مع بعض الأسئلة المحرجة عن دعمها السابق لنظام الرئيس فلاديمير بوتين، ولقاح سبوتنيك الروسي، الذي أثبت عدم فاعليته ضد كوفيد-19.

كيف ساعد الاتحاد الأوروبي لوبان؟

أشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم للوبان مساعدة في اللحظات الأخيرة، بعد أن تخيلت بروكسل أن إتهام لوبان بالاختلاس عندما كانت عضوًا في البرلمان الأوروبي سيعطي دفعة لماكرون. لكن ما حدث هو العكس. هذه الاتهامات أعطت دفعة للوبان. وعند طرح الأمر عليها، ضحكت وقالت “أنا معتادة على خدع الاتحاد الأوروبي في الأيام السابقة للجولة الثانية. لكن الفرنسيين لا يمكن خداعهم”.

وكان اتهامًا مماثلًا قُدم ضد لوبان في نفس المرحلة من انتخابات 2017. في هذا الشأن، قال المتحدث باسم حملة لوبان، لوران ياكوبيلي: “في كل مرة تترشح لوبان، تظهر اتهامات قبل أيام قليلة من الانتخابات؟ الاتحاد الأوروبي يأتي لمساعدة مجنده الصغير”.

ماذا قال المرشحان عن المناظرة؟

وفق صحيفة ديلي ميل، قالت لوبان إنها تعلمت من إخفاقات الحملتين الرئاسيتين السابقتين وأنها مستعدة الآن لتولي السلطة. وأضافت في أثناء زيارتها لنورماندي شمالي فرنسا: “أنا واثقة جدًا، اعتقد أنني سأفوز. وآمل أن تسير المناظرة بهدوء.. وألا تصبح سلسلة من الإهانات والأخبار الكاذبة”. وقال عمدة مدينة برينان، لويس أليوت، “إن لوبان تعرف برنامجها جيدًا، وتعرف كيف سيحاول ماكرون مهاجمتها”.

من جانبه، أعرب ماكرون في تصريحات لمحطة “تي إف 1” مساء الأحد الماضي، عن ثقته، وأنه يعتقد أنه “يمتلك مشروعًا رابحًا يستحق أن يُعرف”. وفي ما يتعلق باليمين المتطرف، قال إنه “يوجد برنامج يستحق التوضيح”، بحسب لصحيفة الجارديان البريطانية.

وبحسب تقرير ديلي ميل، استهدف ماكرون مقترح لوبان بإجراء استفتاءات دستورية لتشديد قوانين الهجرة، وخطتها لمنح “الأولوية الوطنية” للمواطنين الفرنسيين في الوظائف والمزايا الاجتماعية. وقال في حوار لإذاعة فرنسا الثقافية “إنها تشير ضمنًا إلى أنها بمجرد انتخابها، تعتقد أنها فوق الدستور، ويمكنها أن تقرر ألا تحترمه عن طريق تغيير القوانين”.

ماذا حدث في مناظرة 2017؟

أورد تقرير الجارديان في 4 مايو 2017، بعد المناظرة الرئاسية بين ماكرون ولوبان التي استمرت لساعتين ونصف الساعة، أن المرشحين تبادلا الإهانات الشخصية واشتبكا بشأن كيفية إصلاح الاقتصاد الفرنسي ومكافحة الإرهاب. ووصف ماكرون لوبان بأنها كاذبة غير مطلعة وقومية على نحو خطير وفاسدة و”تملؤها الكراهية”، وأنها “تغذت على بؤس فرنسا” وستجلب “الحرب الأهلية”.

بدورها، اتهمته لوبان بأنه “مصرفي متكلف الابتسامة، متغطرس ومدلل، ويتآمر مع الإسلاميين، ومتساهل مع الإرهاب وعازم على ذبح فرنسا لصالح المصالح الاقتصادية الكبيرة”. وبعد المناظرة، أعلنت وسائل الإعلام الفرنسية أن ماكرون هو الرابح في “المناظرة القذرة”. وتعرضت لوبان لانتقادات بسبب “العدوانية الدائمة” وحتى المنشورات المتعاطفة عادةً وجدت أنها “غير مُقنعة”.

ربما يعجبك أيضا