مناورات الناتو في بحر البلطيق.. رسالة إلى روسيا؟

محمد النحاس

تكتسب المناورات أهمية خاصة لمشاركة فنلندا بعد انضمامها رسميًّا لحلف شمال الأطلسي.


انطلقت، أمس الأحد 4 يونيو 2023، مناورات ضخمة في بحر البلطيق، بمشاركة الأسطول الأمريكي السادس، في وقتٍ تتزايد فيه التوترات.

يُطلق على التدريب اسم “بالتوبس 23″، وهي مناورات تشارك بها 19 دولة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بأكثر من 45 طائرة، و6000 فرد و50 سفينة، وتكمن أهميته أنه يأتي على مقربة من روسيا، المنهمكة في حرب طاحنة مع أوكرانيا منذ 16 شهرًا.

مناورات ضخمة

تشارك في المناورات التي تجري في بحر البلطيق 19 دولة من حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى دولة أخرى ليست عضوًّا في الحلف، وهي السويد، وتستمر المناورات أسبوعين، يمشاركة 6000 من أفراد البحرية، والمشاة، والطيران، وتدشن من إستونيا، وتشارك بها القوات الجوية والبرية والبحرية لدول الحلف.

وأما أبرز الدول المشاركة في المناورات، فهم بلجيكا وكندا والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا والسويد وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وذلك وفقًا للموقع الرسمي للبحرية الأمريكية.

مشاركة فنلندا

تستمر المناورات التي تأتي في نسختها 52، حتى 16 من يونيو الجاري، وتكتسب أهمية خاصة بسبب مشاركة فنلندا، فرغم أنها شاركت من قبل في التدريبات كشريك للناتو، إلا أن مشاركتها هذا العام، تأتي بعد انضمامها رسميًّا لحلف شمال الأطلسي إبريل الماضي، بعد موافقة طال انتظارها من تركيا.

اقرأ أيضًاتحت قيادة «أفريكوم».. مشاركة مغربية في مناورات فلينتلوك 2023

من جانبه، قال قائد البحرية الإستونية، يوري ساسكا، إن تالين (عاصمة إستونيا) لم تستضف من قبل هذا العدد من السفن، معتبرًا أنه “حدث تاريخي” لبلاده، ودلالة على “استعداد الحلفاء للدفاع عن بحر البلطيق”، وفقًا لما نقل عنه موقع الإذاعة العامة الإستونية.

ما هدف المناورات؟

تشمل التدريبات التي ستجريها دول حلف شمال الأطلسي، التعامل مع غواصات وطائرات العدو، فضلًا عن إزالة المتفجرات وعمليات الإنقاذ ومهام طبية. وتهدف المناورات إلى ممارسة الدفاع الجوي، وعمليات الحصار البحري في بئية دفاعية، بالإضافة إلى الحفاظ على حرية الملاحة وتعزيز الأمن في بحر البلطيق.

وتأتي المناورات كذلك بهدف التأكد من جاهزية القوات للعمل المشترك، وإمكانية الاستجابة الفعالة للمخاطر الأمنية في منطقة البلطيق. وفي المقابل تنتقد روسيا ما تسميه “عسكرة” لبحر البلطيق خاصةً بعد انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، وتقديم السويد طلبًا مماثلًا.

اقرأ أيضًا: الجيش الأمريكي يجري أول مناورات بحرية مع قوات من غرب إفريقيا

وتمثل المناورات طمأنة لدول البلطيق (ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا) التي زادت مخاوفها بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بفعل موقعها الجغرافي القريب من روسيا، وتخطط البحرية الإستونية لهذا الحدث بالتعاون مع الشركاء منذ 3 سنوات.

زيادة الاهتمام الأوروبي الدفاعي

تشعر الدول الأوروبية إثر الحرب في أوكرانيا بـ”الخطر الروسي” المتزايد ما دفعها للاهتمام بالجانب الدفاعي، وزيادة المخصصات المالية للأنشطة العسكرية، وكانت الحرب عاملًا حاسمًا في طلب فنلندا والسويد الانضمام للناتو في مايو العام الماضي. ودفعت الحرب دول الجناح الشرقي للحلف لتعزيز دفاعاتها.

كان الحلف أجرى في يونيو من العام الماضي (أي قبل عام) مناورات “بالتوبس 22″، في جزيرة جوتلاند السويدية، بمشاركة 14 دولة من الناتو، بالإضافة إلى السويد وفنلندا، وضمت التدريبات 45 سفينة و7800 فرد.

ربما يعجبك أيضا