مناورات “فلينتلوك” تكشف استراتيجية أمريكا لمكافحة الإرهاب بغرب إفريقيا

نداء كسبر

بدأ الاهتمام السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية بإفريقيا يزداد منذ انتهاء الحرب الباردة.. ماذا قدمت وتقدم أمريكا في هذا الإطار؟


بدأت الثلاثاء الماضي مناورات “فلينتلوك” التابعة لبرنامج الولايات المتحدة التدريبي السنوي للقوات الإفريقية في ساحل العاج، بمشاركة 10 دول إفريقية وأوروبية، وتستمر حتى 28 فبراير الحالي.

وبحسب بيان صدر من القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) في 7 فبراير الحالي، تعد مناورات “فلينتلوك” من أكبر التدريبات العسكرية السنوية، ويشارك فيها أكثر من 400 جندي أمريكي، ما يعكس اهتمام الولايات المتحدة بمحاربة تمدد المسلحين المتطرفين في هذه المنطقة من إفريقيا، لكن مع تغير في الاستراتيجية.

مكافحة الإرهاب بغرب إفريقيا

بدأ الاهتمام السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية بإفريقيا يزداد منذ انتهاء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي والإعلان عن ميلاد نظام عالمي جديد، فكانت لواشنطن مبادرات وعمليات تدريب لقوات دول إفريقيا وتزويدها بالمعدات، لكنها لم تكن تنطلق بهدف محاربة الإرهاب، وإنما ترتبط في معظمها بعمليات حفظ السلام والوقاية من النزاعات ومحاربة التمرد الداخلي وحماية منابع النفط.

لكن المتشددين الإسلاميين انتشروا عبر مناطق واسعة من الساحل الإفريقي، وتعرضت دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو لهجمات إرهابية منذ عام 2015 أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ما يقرب من مليونين، مع انسحاب القوات الفرنسية من مالي واعادة انتشارها في النيجر، فبدأت الولايات المتحدة تركز على تدريبات محاربة الإرهاب في الغرب الإفريقي من خلال تبادل المعلومات، وهو الهدف الرئيس لمناورات فلينتلوك الدولية.

وقال قائد العمليات الخاصة الأمريكية في إفريقيا، الأميرال جيمي ساندز، خلال افتتاح البرنامج، إن “تركيز فلينتلوك الرئيس ينصب على تبادل المعلومات. إذا لم نتمكن من التواصل، فلن نستطيع العمل معًا”. وشدد ساندز على قدرة مناورات “فلينتلوك” على تجاوز جميع الخصوم بهدف التوصل إلى الأهداف المشتركة، خاصة مهارات القوات التي يتعرض بعضها لهجمات منتظمة من الميليشيات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش” المنتشرة في مناطق واسعة من الساحل الإفريقي.

مشاركة أوروبية إفريقية بمناورات “فلينتلوك”

وفقًا لبيان “أفريكوم”، تضمّ مناورات “فلينتلوك” العسكرية عدة جيوش غربية وإفريقية، يشمل القسم الأول منها الدول الإفريقية وهي الكاميرون والنيجر وساحل العاج وغانا، ويشمل القسم الثاني بريطانيا وفرنسا وهولندا والنرويج وكندا والنمسا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ولا تشارك غينيا مالي وبوركينا فاسو في مناورات “فلينتلوك” بسبب تعرضها لهجمات إرهابية في الآونة الأخيرة، فضلًا عن كثرة حدوث الانقلابات العسكرية بها منذ عام 2020.

وتأتي هذه المناورات عقب إعلان فرنسا سحب مجموعة “تاكوبا الأوروبية للوحدات القتالية الخاصة” من مالي، من أجل إعادة نشرها في دول أخرى في المنطقة، لا سيما النيجر. ويشار إلى تمركز 900 جندي فرنسي في العاصمة العاجية أبيدجان، من بين مهامهم الرئيسة تأمين الشؤون اللوجستية لجنودها المنخرطين في عملية “برخان” ضد المتطرفين المسلحين في مالي وتشاد والنيجر.

حجم القوة العسكرية في المناورات

تشير إحصاءات موقع غلوبال فاير بور الأمريكي إلى أن جيش غانا هو أقوى الجيوش الإفريقية المشاركة في مناورات “فلينتلوك”، وفقًا للتصنيفات العالمية في 2022، ويحتل جيش غانا المرتبة رقم 95 بين أقوى 140 جيشًا في العالم، ويحتل جيش الكاميرون المرتبة رقم 104 عالميا، أما النيجر فيحتل جيشها المرتبة رقم 106 عالميًّا، وأخيراً ساحل العاج يحتل جيشها المرتبة رقم 12 عالميًّا.

وشدد رئيس هيئة الأركان في ساحل العاج، الجنرال لاسينا دومبيا، على أن “جيش ساحل العاج مستعدّ لمواجهة الإرهاب”، معتبرًا أن التنسيق بين قوى مختلفة لمواجهة عدو مشترك من الأمور المحورية في البرنامج التدريبي هذا العام.

 

ربما يعجبك أيضا