المنتدى 7 لـ«الاتحاد من أجل المتوسط».. أزمات تتفاقم وتحديات تتعاظم

علاء الدين فايق

الأردن شدد على أن اللاجئين ليسوا مسؤولية الدول المستضيفة فقط، هم مسؤولية جماعية وتلبية احتياجاتهم في جنوب المتوسط تحد من تدفق الهجرة إلى شماله.


قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن “العالم في وضع صعب، أصعب بكثير مما كان عليه قبل عام”.

وجاء ذلك خلال افتتاح بوريل أعمال المنتدى الإقليمي السابع لوزراء خارجية دول “الاتحاد من أجل المتوسط” في مدينة برشلونة الإسبانية، أمس الخميس 24 نوفمبر 2022، وشدد خلاله المتحدثون على أن الأزمات على ضفتي المتوسط تتفاقم، والتحديات تتعاظم.

الحرب الروسية الأوكرانية

في بداية حديثه، قال بوريل، أمام المنتدى الذي رصدت فعالياته شبكة “رؤية” الإخبارية، إن “الغزو الروسي لأوكرانيا أعاد الحرب إلى حدود أوروبا، وأجهض النمو الذي بدأ في الظهور، ووضع الأساس لأزمة مالية، وأضاف المزيد من المعاناة الإنسانية إلى العديد من النزاعات الموجودة بالفعل، كما يدرك شركاؤنا في الجنوب جيدًا”.

وقال بوريل، في حديثه بشأن ضفتي المتوسط: “نحن جيران – نعم، بالطبع، نحن جيران، حتى لو كنا لا نريد ذلك. نحن جيران، لأن الجغرافيا تجعلنا جيران. لكن في كثير من الأحيان، لا يتفق الجيران. الشيء المهم هو ألا نكون مجرد جيران، شيء لا يمكننا تجنبه، سواء أأحببنا ذلك أم لا”.

ويرى بوريل أنه “لمحاربة الهجرة غير النظامية، فإن أفضل طريقة هي البحث عن طرق للهجرة المنتظمة، التي توازن بين التركيبة السكانية المختلفة للغاية، بين ضفتي المتوسط، موضحًا أن “نصف سكان جيراننا الجنوبيين، تقل أعمارهم عن 24 عامًا، معظمهم يبحثون عن فرص للتطور الشخصي.”

وعد لم يتحقق

قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في كلمته أمام المنتدى، إن وعد برشلونة لم يتحقق بعد 27 عامًا من انطلاق المنتدى، الذي كان هدفه بناء جوارٍ متوسطي آمن مستقر، “ينتقل الناس والمبادرات والأفكار والمشاريع والسلع بين ضفتيه، في جهد متكامل”.

ولفت الصفدي إلى أن “الحاجة لتحقيق هذا الوعد، باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى. فالأزمات على ضفتي المتوسط تتفاقم، والتحديات تتعاظم”. وقال: “أجيال ضاعت، وأخرى تعيش ويلات الحروب والصراعات، وفقدان الفرص وتقهقر الأمل في جنوب المتوسط.. ملايين شردوا من بيوتهم، فبات اللجوء والهجرة جبهتين جديدتين تتصارع فيهما المصالح والمبادئ، والأمل واليأس.”

التغير المناخي

في كلمته، قال وزير الخارجية الأردني إن التغير المناخي تهديد لمستقبلنا نراه في تغيرات صيف شمال المتوسط وشتاء جنوبه، وينذر العالم من ويل كارثي، إن لم تستدرك الممارسات التي تسببه. وأشار إلى أن الأمن الغذائي والطاقوي ضرورتان كسرت جائحة كوفيد والأزمة الأوكرانية كل ظن بتوفر آليات ضمانهما، وحماية الناس، حتى في أوروبا، من تبعات غيابهما.

وتابع أن “الاتحاد قدم الكثير منذ إطلاقه في العام 2008، ويمكن، بل ويجب، أن يقدم أكثر الآن، في ضوء الحاجة الملحة لعملنا المشترك، في مواجهة التحديات المشتركة”.

احترام القانون الدولي في فلسطين مثل أوكرانيا

تحدث الصفدي عن تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه “في فلسطين وأوكرانيا، يجب أن يحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ويجب أن نتحدث بوضوح، ونتحرك بفاعلية، لضمان الحق الإنساني المطلق في الحرية والسيادة والعيش الكريم الآمن لكل شعب محروم منها، أينما وجد”.

وقال إن “سياسة إدارة الأزمات، أو التعايش معها، في سوريا، من دون العمل المؤثر في حلها، لن يوقف التدهور نحو الأسوأ الذي ندفع جميعًا كلفته.

اللاجئون ليسوا مسؤولية الدول المستضيفة فقط

لفت وزير الخارجية الأردني إلى أن “مواجهة تحدي اللجوء والهجرة يبدأ بحل الأزمات التي تنتجه. اللاجئون ضحايا صراعات لم ينجح مجتمعنا الدولي في منع تفجرها، أو في حلها. لا يجوز أن يصبحوا أيضًا ضحايا فشله في الاعتناء بهم”.

وأضاف: “هم ليسوا مسؤولية الدول المستضيفة فقط، هم مسؤولية دولية، وتلبية احتياجاتهم في جنوب المتوسط تحد من تدفق الهجرة إلى شماله”. وخلال مؤتمر صحفي، شدد الصفدي على أن مواجهة تحدي الهجرة لا يكون بإغلاق الحدود، بل بمعالجة الأزمات التي تشرد الناس من بيوتها، وتجسير الفجوة الاقتصادية بين شاطئي المتوسط.

ربما يعجبك أيضا