منع صفقة «مؤلمة» سياسيًا.. لماذا تقتل إسرائيل رهائنها؟

إسرائيل تتعمد قتل الرهائن المحتجزين لدى الفصائل لهذا السبب

محمد النحاس

يتمثل هدف الاحتلال الذي يقف وراء قتله للأسرى الإسرائيليين، في منع صفقة تبادل تؤدي لخروج أعداد كبيرة من الأسرى  الفلسطينيين، ولها كلفة سياسية باهظة


على مدار الأيام الماضية، أثارت سيدة إسرائيلية تدعى “مايان شيرمان” الجدل، بسبب اتهامها للجيش الإسرائيلي بقتل ابنها، الذي كان أسيرًا في أحد أنفاق غزة عن طريق غاز سام.

وبعد انتشار فيديو للأم الثكلى، قالت إن الجيش أزال شاهد قبر ابنها بعدما انتشرت رسالتها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

من قتل الجندي الإسرائيلي؟

ذكر موقع “ذا جراي زون” الإخباري، أن مقتل هذا الجندي الأسير يأتي في أعقاب انتشار نمط من الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل على الأسرى الإسرائيليين بغزة، مما يثير تساؤلات حول وجود “سياسة النيران الصديقة” لمنع أي عملية تبادل أسرى مستقبلية.

وقالت والدة الجندي الإسرائيلي، الأسير في غزة، إن الجيش الإسرائيلي -وليس المقاتلين الفلسطينيين- هو الذي قتل ابنها، وفي منشور عبر فيسبوك، كتبت الأم الإسرائيلية “مايان شيرمان” أن ابنها رون “قُتل بالفعل، ولكن ليس على يد حماس”.

وكتبت أن مقتل ابنها لم يكن ناجمًا عن إطلاق نار عرضي، ولا عن اشتباكات، بل عن “القتل العمد مع سبق الإصرار، بالغاز السام”، مردفةً “لقد جرى اختطاف رون بسبب الإهمال الإجرامي من جانب جميع كبار مسؤولي الجيش، وهذه الحكومة اللعينة، التي أعطت الأمر بقتله من أجل تصفية الحساب مع بعض الإرهابيين (على حد وصفها) من جباليا”.

قتل عمد؟

جرى انتشال جثة شيرمان، إلى جانب جثتي الجنديين الأسيرين نيك بيزر وإيليا توليدانو، من نفق في غزة ديسمبر الماضي، وكانت وسائل الإعلام الرئيسية ألقت في السابق باللوم على الفلسطينيين في مقتل واحد على الأقل من الأسرى، والذي وُصفت وفاته كذبًا في إحدى المنشورات بأنها “إعدام من قبل المسلحين الفلسطينيين”.

ورفضت إسرائيل الكشف عن مزيد من المعلومات، قائلة في بيان صحفي حينها، إنه “لا يمكن إنكار أو تأكيد أنهما قُتلا بسبب الاختناق أو التسمم أو نتيجة استهداف للجيش الإسرائيلي أو هجوم لحماس”، لكن والدة شيرمان تقول إن كل الأدلة تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية قتلت ابنها عمدًا.

وتساءلت شيرمان عما إذا كان القرار نفسه كان سيُتخذ “لو كان ابن بيبي (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) هناك في النفق.. أو حفيد (وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت؟”.. مردفةً: هل سيجري تسميمهم بالغاز أيضًا؟ 

لماذا يقتل الاحتلال الإسرائيليين الأسرى؟

وفقًا للتقرير، فإن إدانة شيرمان الصارمة للمسؤولين الإسرائيليين رفيعي المستوى تمثل واحدة من الحالات القليلة المعزولة التي ينتقد فيها المواطنون الإسرائيليون حكومتهم علنًا، وفي أعقاب الـ 7 أكتوبر فرضت إدارة نتنياهو قيود صارمة على حرية التعبير، حيث واجه أولئك الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في كثير من الأحيان أحكامًا بالسجن لفترات طويلة بزعم تعاطفهم مع الإرهابيين.

منذ 7 أكتوبر شرع الجيش في تنفيذ عمليًا بروتوكول “هانيبال” على نطاق واسع، مما سمح باستهداف المنازل والمركبات التي تحتوي على المختطفين بقذائف الدبابات وصواريخ هيلفاير، مما أدى إلى مقتل العديد من الإسرائيليين. 

وكان الهدف، كما هو موضح في تحقيق نقلاً عن مصادر عسكرية رسمية أجراه الصحفيين الإسرائيليين، رونين بيرجمان ويوآف زيتون، هو منع صفقة تبادل تؤدي لخروج أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، ولها كلفة سياسية باهظة، وقُتل ما لا يقل عن 36 مختطفًا إسرائيليًا داخل غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.

موقف الشارع الإسرائيلي

رغم أن العمل العسكري الإسرائيلي فشل على مدى أكثر من 100 يوم في إطلاق سراح الأسرى، وأدى إلى مقتل العديد من الإسرائيليين، إلا الغالبية العظمى من الإسرائيليين يفضلون تصعيد الهجوم على غزة.

 وذكر 56% من المشاركين في استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في 2 يناير أن أفضل طريقة لاستعادة الأسرى المتبقين هي مواصلة العملية العسكرية في غزة، وأيد 24% فقط عقد صفقة مع حماس، رغم أن عملية التبادل التي تمت أوائل شهر ديسمبر شهدت عودة عشرات الإسرائيليين من الأسر.

ربما يعجبك أيضا