من أجل إخراج الرهائن.. أمريكا تضغط على إسرائيل لتأجيل الاجتياح البري لغزة

إرجاء العملية البرية المتوقعة ضد قطاع غزة بعد ضغوط أمريكية على إسرائيل

محمد النحاس

قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن هناك دلائل على أن الفصائل الفلسطينية المسلحة قد تفرج عن بعض المدنيين الذين احتجزتهم في أعقاب هجوم الـ7 من أكتوبر 2023. 

يأتي ذلك بعد أن أطلقت الفصائل الفلسطينية سراح أمريكييتين، أمس الجمعة 20 أكتوبر 2023، وقد تحدث المقاتلون الفلسطينيون في وقتٍ سابق عن المحتجزين من الجنسيات الأخرى على أنهم ضيوف وسيتم إطلاق سراحهم بمجرد أن تتهيأ الظروف.

إفراج عن رهائن في قطاع غزة 

يبرهن على التصريحات الإفراج عن الأمريكيتين، حيث أعلنت حماس أنها أطلقت سراح إمرأة وابنتها، وكلاهما مواطنتان أمريكيتان، في إطار جهود قطرية، وأوضحت الحكومة الإسرائيلية في وقت لاحق أنه جرى إطلاق سراحهما وأنهما في طريقهما إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية.

أما في ما يتعلق بالعملية العسكرية البرية أو الاجتياح البري لقطاع غزة، قالت المصادر إن الاحتلال وافق بعد مقاومة على ضغوط أمريكية من أجل إرجاء العملية البرية، وقد انعكس هذا على تغيير إسرائيل لهجتها على مدار الأيام الأخيرة إلى نهج أكثر حذرًا ما قد يقلل الخسائر في صفوف الرهائن.

مفاوضات قد تبوء بالفشل

نقلت الوكالة الأمريكية ذلك عن مصادر تحدثت شريطة عدم كشف هويتها لحساسية القضية، موضحة أن المفاوضات مع حماس هشة وقد تبوء بالفشل، فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي المستمر لأكثر من أسبوعين على قطاع غزة. 

وأفادت المصادر التي نقلت عنها وكالة بلومبرج الأمريكية أن الإفراج المحتمل من قبل حماس عن بعض الرهائن قد يأتي دون صفقة لإطلاق سراح سجناء فلسطينيين في المقابل.

حرب إقليمية شاملة 

يخشى المسؤولون الأمريكيون وغيرهم من المسؤولين حول العالم أن ينحدر الصراع إلى حرب إقليمية شاملة واسعة النطاق في ظل تصاعد احتمالية انضمام الجماعات المدعومة من إيران في لبنان وأماكن أخرى إلى ما قد يصبح حربًا إقليمية شاملة تدفع الولايات المتحدة إلى  التدخل عسكريًّا لدعم إسرائيل.

وحسب التقرير، رفض البيت الأبيض التعليق، وكذلك الحكومة الإسرائيلية، ولم ترد قطر على استفسار بخصوص هذا الصدد، وفي الـ 16 من أكتوبر، قال الجناح المسلح لحركة حماس إنه سيتم إطلاق سراح الرهائن غير الإسرائيليين “عندما تسمح الظروف الميدانية بذلك”.

تدخل أمريكي؟

منذ اندلاع الصراع، أرسلت الولايات المتحدة وحلفاؤها وفودًا رفيعة المستوى إلى تل أبيب للتعبير عن دعمهم، ولكن أيضًا لتحذير حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتقليل الخسائر المدنية في الصراع، وفق الوكالة الأمريكية. 

وقالت حكومة نتنياهو إنها ستسعى جاهدة لإطلاق سراح الرهائن لكنها عازمة أيضًا على القضاء على حماس في غزة، التي تحكم القطاع منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وتقوم ببناء شبكة معقدة من الأنفاق.

وقال الرئيس جو بايدن، يوم الأحد، إن الولايات المتحدة “ستبذل كل ما في وسعها” للعثور على الرهائن الأمريكيين وإطلاق سراحهم، وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية فريقًا من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل في حالة الحاجة إلى تنفيذ عملية إنقاذ.

ما هدف العملية؟

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع البرلمانية في تل أبيب إن الأهداف تشمل القضاء على حماس، من خلال تدمير قدراتها العسكرية، مشيرًا إلى أنه “بعد القضاء على حماس سنفك ارتباطنا بغزة وننشئ نظاما وسلطة أمنية جديدين”، وأضاف جالانت، في حديثه يوم الجمعة، أن أهداف الحملة تشمل تدمير القدرات العسكرية وإمكانية الحكم لدى حماس.

وأردف: “ستكون هناك ثلاث مراحل.. نحن الآن في المرحلة الأولى  حملة عسكرية تشمل حاليًّا ضربات جوية، وستشمل لاحقًا المناورات بهدف تحييد الإرهابيين وتدمير البنية التحتية لحماس”، وتابع أن المرحلة الثانية ستشمل عمليات أقل كثافة تهدف للقضاء على “جيوب المقاومة”، وتتطلب المرحلة الأخيرة: “الخطوة الثالثة ستكون إنشاء نظام أمني جديد في قطاع غزة، وخلق واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل وسكان المنطقة المحيطة بغزة”.

ربما يعجبك أيضا