من أجل السياحة.. هل يفك الأردن القيد على قدوم الإيرانيين؟

علاء الدين فايق

رؤية -علاء الدين فايق
 
عمّان – ينبت السؤال في الأردن اليوم، عمّا إذا كانت عمّان ستفتح الأجواء أمام الإيرانيين والشيعة من دول العالم، في ظل سعيها لتعزيز قطاع السياحة، وطموحها لزيادة مدخولاتها من هذا القطاع بـ 6 مليار دولار عام 2022.
 
لجنة السياحة والتراث في مجلس الأعيان الأردني، أوصت خلال اجتماع لها، أمس الثلاثاء، بالعمل على إدخال بعض الجنسيات المقيدة القادمة لغايات السياحة الدينية، وفي مقدمتها إيران التي يمنع الأردن قدوم مواطنيها للمملكة.
 
وقال رئيس اللجنة العين غازي أبو حسان، إن القطاع السياحي يُعد محورًا رئيسًا للاقتصاد الأردني، ويلعب دورًا في رفد الناتج القومي الأردني، الأمر الذي يدعو إلى تعزيز سبل العناية بمختلف أشكال القطاع وأنواعه.
 
وارتفع الدخل السياحي للأردن عام 2018 إلى نحو 5 مليارات دولار، مقارنة بالعام 2017 حيث سجل نحو 4,6 مليار دولار.
 
وبحسب بيان صادر عن وزارة السياحة حصلت على نسخة منه، فإن “الدخل السياحي منذ بداية العام وحتى نهاية شهر نوفمبر الماضي قد وصل إلى 3 مليارات و455 مليون دينار (حوالي 5 مليارات دولار)”.
 
وجاءت توصيات اللجنة بعد اجتماعها مع مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبدالرزاق عربيات، ورؤساء الجمعيات السياحية، بهدف بحث سُبل تنشيط القطاع وتحفيز الاستثمار فيه.
 
وتضمنت توصيات الأعيان كذلك، منح إعفاءات وحوافز جمركية وضريبة لقطاع النقل السياحي.
 
وفي الأردن، 61 دولة مقيدة لا يدخل رعاياها من دون تأشيرة عبور مسبقة، وفي مقدمتها إيران وباكستان.
 
وقال مسؤول سابق في الحكومة الأردنية لـ”رؤية”، إن الصراع الطائفي هو السبب في منع السياحة الدينية للإيرانيين، رغم كثرة العروض التي تقدمها طهران بهذا الخصوص.
 
وقال وزير الأوقاف الأردني الأسبق، هايل داوود، إن ملف السياحة الدينية الإيرانية في المملكة لا يزال مغلقا، لكنه أبقى على إمكانية دراسة الملف مستقبلًا في حال كانت ظروف المنطقة ملائمة.
 
وتسعى إيران منذ سنوات طویلة، لفتح المجال أمام السیاحة الدینیة الإیرانیة في الأردن، وطالبت تخصیص خط طیران مباشر بین الأردن وطھران لھذا الغرض.
 
وفي الأردن مناطق عدة يريد الإيرانيون زيارتها لأغراض دينية، أبرزها المزار الجنوبي الذي يضم أضرحة كل من الصحابة زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة إضافة إلى ضريح جعفر بن أبي طالب.
 
وتنتشر أيضًا عشرات الأضرحة والمقامات للصحابة في عدة محافظات أردنية.
 
ولا يزال الموقف الأردني الرسمي والشعبي متشددا إزاء السماح للإيرانيين بزيارة الأردن، خشية أن تتحول هذه الزيارة لما يشبه ما يجري في دول مجاورة من أعمال عنف وصراعات دينية.
 
ويحافظ الأردن على موقفه الرافض للسياحة الإيرانية ولا ينظر في أي عروض تقدمها طهران.
 
خطة 2022 لإنعاش السياحة .. هل يفتح الباب أمام الإيرانيين؟
 
وتخطط الحكومة الأردنية، لمضاعفة إيرادات السياحة بواقع 6 مليارات دولار بحلول عام 2020، وهي خطوة قد تدفع عمان لإعادة النظر بقرارها الثابت إزاء ملف السياحة الدينية.
 
كما أن الأوضاع الأمنية آخذة  بالهدوء على جانبي عمان في دمشق وبغداد، اللتان دفعتا ثمنًا باهضًا بسبب الصراع الطائفي فيها وتدخلات إيران.
 
ويقدم رؤساء الجمعيات السياحية ضمانات للحكومة، بشأن سلامة أمن البلاد حال السماح بعبور السياح الإيرانيين.
 
ويقول مسؤولون في هذه الجمعيات، إن بإمكانهم جذب جموع غفيرة من السياح الإيرانيين لزيارة الأردن، وفق برنامج مدروس لا أخطار فيه على أمن الدولة.
 
ويتساءل الداعون للسماح بزيارة الإيرانية للمملكة عن سبب التخوف من هذه الخطوة، التي أنعشت اقتصاد بلاد عديدة في سنوات ماضية وفي مقدمتها تركيا حيث تستقبل نحو مليون سائح إيراني سنويا.
 
ويعتقد هؤلاء أن بإمكان عمان وطهران لحلحة هذا الملف، على أساس من الثقة والشفافية بما يفضي إلى درء الشبهات.

ربما يعجبك أيضا