انفجرت بحريق أم استهدفتها أوكرانيا؟ السيرة الذاتية للسفينة «موسكفا»

علاء بريك

تفوق روسيا الساحق على أوكرانيا في الميدان العسكري لا سيما في البحر ظهر في سيطرة الأسطول البحري الروسي على البحر الأسود لكن اليوم يبدو أنَّ أوكرانيا نجحت في تغيير ذلك.


أعلنت وزارة الدفاع الروسية إصابة سفينتها البحرية قائدة أسطول البحر الأسود “موسكفا” بأضرار بالغة جراء انفجار ذخيرتها بعد اندلاع حريق على سطحها، لكن أوكرانيا لديها رواية أخرى.

تعود السفينة “موسكفا” إلى العهد السوفييتي، وصُنِعَت في أوكرانيا، وفيها أيضًا تلقت ضربة قاسية مع مطلع شمس هذا اليوم قد تُخرجها من الخدمة لعدة سنوات، فماذا نعلم عنها؟

من سلافا إلى موسكفا

من ناحية المواصفات الفنية، بلغ طول هذه السفينة بحسب موقع “مِليتاري فاكتوري” نحو 186 مترًا، وعلى سطحها مهبط واحد لطائرات الهيلكوبتر مع مدفعٍ سطحي واحد، ومزودة بصواريخ مضادة للسفن والغواصات والطائرات، ونظام رادار واتصال ومعالجة متطور في حينه. ويمكن أن يتراوح تعداد طاقمها بين 480 و 510 أشخاص، وتصل سرعتها في البحر إلى حدود 32 عقدة بمحركاتها التوربينية الأربعة العاملة بالغاز.

وصُنعَت السفينة في منتصف السبعينات في أوكرانيا، بالتحديد مدينة نيكولاييف، وكان اسمها إذّاك “سلافا”، بحسب موقع “جلوبال سِكيوريتي” المتخصص في الشؤون العسكرية. ودخلت الخدمة أواخر عام 1982، وانضمت إلى أسطول البحر الأسود في فبراير 1983. وبحسب موقع “مِليتاري فاكتوري“، تغيَّر اسم السفينة إلى “موسكو” في العام 1995 وكانت خلالها في مرحلة إصلاح وصيانة وعادت في العام 2000 بصفة قائدة لأسطول البحر الأسود.

عملياتها

شاركت السفينة في العديد من العمليات الروسية والتدريبات المشتركة، ففي عام 2003 شاركت في تدريباتٍ بحرية مع القوات البحرية الهندية في المحيط الهندي، وفي 2008 إبان الحرب الجورجية عملت السفينة من البحر الأسود على حماية أبخازيا المتمردة آنذاك، وبعد مرحلة صيانة وإصلاح لمدة سنة عادت إلى المياه الهندية مرة أخرى للمشاركة في تدريبات جديدة.

ومع مشاركة روسيا في الحرب السورية، دخلت السفينة “موسكفا” إلى البحر المتوسط قادمة من المحيط الأطلسي ورسَت قبالة شواطئ مدينة اللاذقية السورية. وفي 2014، قادت الهجوم الروسي على شبه جزيرة القرم وحاصرت السفن الحربية الأوكرانية في البحر الأسود، وفي 2021 أعلنت وزارة الدفاع أن السفينة ستجري تدريبات جديدة في البحر الأسود تعود بعدها إلى ميناء سيفاستوبول.

الحرب الأوكرانية

بحسب موقع “نافال نيوز” المختص بالشؤون العسكرية البحرية، لم يكن للسفينة دور كبير على الأرض الأوكرانية كونها لا تحمل إلا الصواريخ المتخصصة في التعامل مع الأهداف في البحر، وظلت في البداية رابضة في ميناء سيفاستوبول. ومع اندلاع الحرب دخلت ومعها سفن أخرى في ما وصفه موقع “نافال نيوز” بمناورات بحرية غير هجومية، وشاركت بحسب “بي بي سي” في الهجوم البحري الفاشل على جزيرة “سنَيك” في البحر الأسود.

Ukraine War SLAVA Cruiser Moskva scaled 1

وفي 14 إبريل 2022، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إصابة السفينة بأضرار بالغة بعد انفجار ذخيرتها وإجلاء كامل طاقمها بنجاح، لكن لدى السلطات الأوكرانية رواية أخرى مؤداها أنَّ السفينة استُهدِفت بصواريخ “نبتون”، من جانبها قالت الإدارة الأمريكية على لسان متحدثها، جون كيربي، إنها لا تمتلك معلومات كافية لمعرفة سبب الانفجار.

وقال تقرير لمجلة “فوربس” إنَّ القوات الأوكرانية البحرية لا حول لها ولا قوة أمام الأسطول الروسي في البحر الأسود، وبالتحديد أمام السفينة القائدة “موسكو”، وليس لديها ما تهدد به إلا صواريخ “نبتون”، ما يجعل استهدافها ضربة قاسية لروسيا.

وفي ظل إغلاق تركيا لمضيقَي البسفور والدردنيل أمام السفن الحربية بات أسطول البحر الأسود الروسي تحت تهديد أكبر نتيجة خروج سفينة “موسكو” بالنظر إلى ما كانت تمتلكه هذه السفينة من أنظمة دفاع جوي يمكن إدراك قوة هذه الضربة وتبعاتها التي قد تصل إلى استعادة القرم، بحسب المستشار السياسي في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ربما يعجبك أيضا