من البندقية إلى الريفييرا.. إيطاليا ترفع تكاليف السياحة

مصطفى خلف الله
إيطاليا

تدرس إيطاليا في الوقت الحالي زيادة الضرائب السياحية الأمر الذي سيسبب إزعاجًا من البندقية إلى الريفييرا الإيطالية، بتكبد المسافرين تكاليف باهظة.

وبموجب مشروع مرسوم صادر هذا الصيف، وفقا لوكالة فرانس برس  اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، تدرس حكومة جورجيا ميلوني رفع الضريبة السياحية التي تبلغ حاليًا حوالي 5 يورو لليلة الواحدة، إلى 10 يورو للغرف التي تكلف 100 يورو، و15 يورو للغرف التي تكلف أكثر من 400 يورو، و25 يورو للأجنحة الفاخرة التي تكلف أكثر من 750 يورو.

الضرائب المرتفعة 

وأثار الاقتراح حفيظة الاتحادات السياحية التي تخشى أن تؤدي الزيادات المفرطة إلى كبح حماس السياح للقدوم إلى إيطاليا.

تؤكد مارينا لالي رئيسة الهيئة المهنية للسياحة، لوكالة فرانس برس، “لا ينبغي لنا أن نخيف السياح بضرائب مرتفعة للغاية. لدينا أصلا معدل مرتفع للغاية من ضريبة القيمة المضافة”.

وفي مايو الماضي، اتهم رئيس جمعية أصحاب الفنادق فيدرالبيرغي برناربو بوكا الحكومة بمعاملة “الفنادق كأجهزة صرف آلي”.

التهويل غير المبرر

وبعدما تصدرت أنباء زيادة الضريبة المقترحة عناوين الصحف في الخارج، رفضت وزيرة السياحة دانييلا سانتانشي نهاية الأسبوع ما وصفته بـ “التهويل غير المبرر” لكنها لم تنكر الخطة، وكتبت في أوائل أغسطس الماضي “في وقت السياحة المفرطة، نناقش (ضريبة السياحة) حتى يمكن أن تكون مساعدة حقيقية لتحسين الخدمات، وجعل السياح الذين يدفعونها أكثر مسؤولية”.

تعد إيطاليا رابعة أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم، مع استقبالها 57.2 مليون سائح أجنبي العام الماضي أنفقوا 55.9 مليار دولار، بحسب منظمة السياحة العالمية.

التربح

أمام كاتدرائية ميلانو، انقسم السياح لالتقاط صور سيلفي هذا الأسبوع حول زيادة الضريبة المحتملة، وقالت فابيا ويغاند (25 عاما)، وهي طالبة اقتصاد سويسرية: “زيادة الضريبة ستكون عبارة عن تربح. سأذهب إلى مكان آخر، إلى دول أخرى لا تفرض ضريبة مماثلة”.

بينما يؤيد ليام روث (25 عاما)، وهو طالب علوم الكمبيوتر من زيورخ هذا المقترح. ويؤكد، “زيادة الضريبة إجراء جيد، وأتفهم أن سكان ميلانو منزعجون من السياح. نحن جزء من المشكلة”.

من جهته، أفاد مصدر حكومي وكالة فرانس برس بأن المشاورات مع الصناعة والسلطات المحلية مستمرة. وقال المصدر: “لم يتخذ أي قرار. في هذه المرحلة، زيادة الضريبة مجرد فرضية”.

تدفق سياحي

لطالما شكلت إيطاليا مع تراثها الثقافي الغني وساحلها الخلاب، واحدة من أشهر الوجهات السياحية في العالم، لكن أعداد السياح أصبحت غير مستدامة.

وفرضت البندقية في إبريل الماضي ضريبة على السياح الذين يزورونها لفترات نهارية قصيرة من دون المبيت فيها. لكنها بقيت مكتظة بالسياح في أزقتها الضيقة وجسورها الممتدة فوق القنوات المائية.

وفي الريفييرا الإيطالية، اختناقات مرورية بشرية في موسم الذروة في مسارات بين قرى شينكوي تيري الملونة بشمال غرب إيطاليا، وفرضت السلطات المحلية في يوليو الماضي رسوما مقدارها خمسة يورو لدخول “مسار الحب” الذي جدد حديثا.

عودوا إلى دياركم

وفي فلورنسا، جوهرة عصر النهضة، كتابات على الجسور تطالب السياح “عودوا إلى دياركم”، كما هي الحال في برشلونة، بؤرة السخط المناهض للسياح.

ويتشارك السكان هناك المخاوف نفسها للسكان في إيطاليا. ضوضاء وحشود، واستبدال محلات تجارية مفيدة بأكشاك بيع الهدايا التذكارية، وفوق كل هذا ارتفاع الإيجارات للسكان المحليين بسبب تحويل الشقق إلى شقق سياحية ذات إيجارات قصيرة الأجل.

وبموجب الخطة الإيطالية المقترحة، سيوسع نطاق ضريبة السياحة التي جلبت 775 مليون يورو في العام 2023، لتشمل كل البلديات البالغ عددها 7904 بلديات في البلاد.

ربما يعجبك أيضا