من الدفاع الجوي إلى المسيرات.. خطوات سعودية نحو توطين الصناعات العسكرية

ولاء عدلان

وزير الاستثمار السعودي: الاستثمار في قطاع الدفاع يمثل أحد التوجهات الاستراتيجية التي تقع في صميم رؤية 2030.


اختتم “معرض الدفاع العالمي”، اليوم الأربعاء، نسخته الأولى التي أقيمت في العاصمة السعودية “الرياض” على مدار 4 أيام بين 6 إلى 9 مارس.

وسجل المعرض الذي نظمته الهيئة العامة للصناعات العسكرية صفقات وعقود شراء عسكرية ودفاعية بين جهات محلية ودولية بقيمة إجمالية تقدر بـ 29.7 مليار ريال (7.9 مليار دولار)، استخوذت الشركات السعودية على 46% منها.

حدث استثنائي فاق أهدافه

شكل معرض الدفاع العالمي حدثًا استثنائيًا وفرصة نوعية لصناع القرار والمشترين في مجال الدفاع والأمن، لاستعراض أحدث المنتجات الدفاعية وتبادل الرؤى بشأن مستقبل القطاع، وشهد مشاركة 600 جهة عارضة من 42 دولة، وحضور أكثر من 80 وفدًا عسكريًا، و65 ألف زائر يمثلون 85 دولة، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.

وأفاد محافظ الهيئة العامَّة للصناعات العسكرية، أحمد بن عبدالعزيز العوهلي، بأن نتائج المعرض في نسخته الأولى فاقت الأهداف المرسومة، ورسَّخت مكانته كأحد أهم معارض الدفاع والأمن في العالم، ومنصة محفزة للتعاون ودعم الابتكار، معتبرًا أن الشراكات التي عقدت خلال المعرض تبشر بحقبة جديدة من النمو لمنظومة الدفاع والأمن في المملكة، بما يخدم رؤية 2030.

10 عقود بـ1.9 مليار دولار

وقعت وزارة الدفاع السعودية، الشريك الرئيس بمعرض الدفاع العالمي، يوم الثلاثاء، 10 عقود مع شركات محلية وعالمية، بقيمة تجاوزت 7 مليارات ريال (نحو 1.9 مليار دولار)، وقال مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية خالد بن حسين البياري: إن تلك العقود تأتي وفق توجيهات ولي العهد برفع جاهزية القوات المسلحة وتوطين الصناعات العسكرية.

وشملت العقود عقدًا مع “هانوها” الكورية الجنوبية لصالح القوات البرية بأكثر من 799.6 مليون دولار، لبناء قدرات دفاعية شاملة التوطين وسلاسل الإمداد، وعقدًا مع “نورينكو” الصينية بأكثر من 144 مليون دولار، كذلك أعلنت شركة “ريثيون” الأمريكية، أنها تعتزم نقل خط إنتاج أجزاء من سلاسل التوريد الخاصة بصواريخ “باتريوت” إلى السعودية.

22 اتفاقية ومشروعان للتوطين

في 7 مارس، أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية توقيع 22 اتفاقية مشاركة صناعية مع عدد من الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في الصناعات العسكرية والدفاعية وبقيمة إجمالية نحو 2.1 مليار دولار، وشملت الاتفاقيات عددًا من المجالات كأعمال توطين مباشرة للمنظومات والأنظمة العسكرية، ونقل وتوطين التقنيات والخدمات.

في اليوم نفسه، أعلنت الهيئة موافقتها على مشروعين لتوطين صناعة منصات إطلاق صواريخ الاعتراض، إضافة إلى تصنيع حاويات الصواريخ محليًا، بالتعاون  مع شركة “لوكهيد مارتن العربية السعودية المحدودة” التي تأتي كأحد مشاريع توطين منظومة الدفاع الجوي الصاروخي “ثاد”، وفقا لـ”واس“.

توطين أنظمة الاستشعار والرؤية

أبرمت الدفاع السعودية اليوم الأربعاء، ضمن فاعليات معرض الدفاع، 23 عقدًا مع شركات محلية وعالمية، بقيمة تقارب الـ3.5 مليار دولار، وشملت عقدًا مع “لوكهيد مارتن جلوبال” الأمريكية لصالح القوات الجوية، بأكثر من 267 مليون دولار، للاستحواذ على أنظمة استشعار شاملة التوطين، وعقدين مع “ريثيون” بـ267 مليون دولار للاستحواذ على قدرات دفاعية.

وقعت الوزارة كذلك عقدًا مع “بولي تكنولوجي” الصينية بنحو 98.6 مليون دولار للاستحواذ على منظومات دفاعية جوية، وعقدين مع “تاليس” الفرنسية لصالح قوات الدفاع الجوي، بنحو 399.8 مليون دولار للاستحواذ على أنظمة دفاعية ودعم فني، و4 عقود مع الشركة الوطنية للأنظمة الميكانيكية بنحو 26.7 مليون دولار لتوريد أنظمة رؤية كهروبصرية شاملة التوطين والاستدامة.

توطين صناعة العربات المدرعة والـ”درون”

خلال فاعليات اليوم الرابع من معرض الدفاع العالمي، أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية “سامي” المملوكة للدولة، توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية مع شركات عالمية في مجالات الصيانة وتوطين المنتجات وتطوير أنظمة صواريخ دفاعية، من بينها اتفاقية تسعى لتوطين صناعة العربات المدرعة المضادة للكمائن والألغام ذات الدفع الرباعي.

وفي 6 مارس، أعلنت “سامي” عزمها إنتاج طائرة مسيرة “درون” محليًا، وإنشاء واحد من أكبر مصانع الذخيرة في العالم، في المقابل أعلنت شركة أنظمة الاتصالات والإلكترونيات المتقدمة السعودية ” ACES” في 5 مارس، توقيع اتفاقية مع مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية لنقل المعرفة لتصنيع أنظمة حمولات الطائرات دون طيار محليًا في السعودية.

رؤية طموحة للتوطين

أعلنت شركة “ريثيون العربية السعودية” في 7 مارس افتتاح مقر رئيسي جديد للشركة في الرياض، وقال رئيس قطاع الأعمال الحربية البرية والدفاع الجوي للتقنيات بالشركة توم لاليبرتي: توضح رؤية المملكة 2030 الأهداف الطموحة لتوطين الصناعات العسكرية، وتلعب شركتنا دورًا مهمًا في تطوير سلسلة الإمداد المحلي للمملكة.

أضاف أن خطة تصنيع المكونات الرئيسية لسلاسل التوريد الخاصة بصواريخ “باتريوت” في السعودية توضح مدى نضج القدرات الصناعية للمملكة، يشار إلى الهيئة العامة للصناعات العسكرية تسعى لتعزيز قدرات قطاع الصناعات العسكرية المحلي، والوصول إلى نسبة توطين تزيد على 50% من الإنفاق الحكومي على المعدات والخدمات العسكرية بحلول 2030، ضمن أهداف رؤية المملكة.

وجهة استثمارية واعدة

أوضح وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح – على هامش فاعليات اليوم الثاني من معرض الدفاع- أن الاستثمار في قطاع الدفاع يمثل أحد التوجهات الاستراتيجية التي تقع في صميم رؤية 2030، لافتُا إلى أن قيمة الاستثمارات في القطاع ستصل إلى 37 مليار ريال بحلول 2030 وأنه من المتوقع أن يُسهم بـ17 مليار ريال من الناتج المحلي في 2030، وفقًا لصحيفة “الاقتصادية” السعودية.

في المقابل، اعتبر محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية أحمد العوهلي أن قطاع الصناعات العسكرية في المملكة بات وجهة استثمارية واعدة مع تحقيقه قفزات نوعية وسط ارتفاع نسبة توطين الإنفاق على المعدات والخدمات العسكرية من 2% في 2016 إلى 11.7% في 2021، مضيفًا أن هذا الأمر يحفزنا لتعزيز شراكاتنا المحلية والدولية لتحقيق مستهدفات التوطين بحلول 2030.

ربما يعجبك أيضا