كتب – هالة عبدالرحمن
ربما تصبح 2020 رمزا للجائحة الأكبر في تاريخ العالم الحديث، ولكن الكثيرون استطاعوا اجتياز هذه السنة الفارقة بأقل الخسائر، والقليلون منهم استطاعوا تحقيق أفضل المكاسب.
وحقق بعض رجال الأعمال والاقتصاديين مكاسب طائلة بسبب جائحة كورونا، بخاصة شركات الاتصالات ونقل البيانات والشحن وكذلك قطاع الأدوية والمنصات الترفيهية أيضا.
وضمت قائمة مجلة “بلومبرج” الأمريكية للشخصيات الأكثر تأثيرا في 2020 عددًا من الاقتصاديين ورجال الأعمال أبرزهم:
أطلق عليه البعض لقب رسول الأمل في زيمبابوي، بعد أن دفعت مؤسسة رجل الأعمال ستريف ماثيو، 10 ملايين دولار نقدًا ومساعدات أخرى لأكثر من 1700 عامل في مجال الرعاية الصحية لحثهم على عدم الإضراب بسبب ضعف الأجور في ظل أزمة كورونا.
وأدى التضخم الجامح في زيمبابوي إلى جعل عملتها شبه عديمة القيمة، مع وجود ديون غير مدفوعة بقيمة 8 مليارات دولار، لا تستطيع الدولة تحمل تكاليف الخدمات لمواطنيها، ويتجلى التدهور في الحالة المزرية لنظام الرعاية الصحية، وكان نقص الأدوية والإضرابات المتكررة بسبب الأجور وظروف العمل أمرًا شائعًا حتى قبل جائحة فيروس كورونا.
ويعمل الملياردير ماثيو من خارج عاصمة زيمبابوي، بينما يدفع رواتب شهرية تتراوح من 5000 دولار زلوتي إلى 10000 زلوتي بولندي (62 دولارًا إلى 124 دولارًا) للعاملين في مجال الرعاية الصحية للبقاء في الوظيفة داخل بلاده، وعندما اجتاحت أزمة كورونا عرض مبلغًا إضافيًا قدره 500 دولار لأي شخص يدخل المستشفى بسبب الفيروس و 50000 دولار للإعاقة الدائمة أو الوفاة. استمر برنامجه حتى شهر يوليو ، ومنذ انتهاء دعمه المالي عاد بعض العمال بالقطاع الصحي إلى الإضراب.
ويمتلك ماثيوا، شركة للاتصالات السلكية واللاسلكية في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية ، خاض مواجهات مع حكومة زيمبابوي ، التي يرى أنها تتبع سياسات ضارة بأعماله، فيما يتم إجراء أكثر من 90٪ من تجارة الدولة عبر الهاتف المحمول بسبب نقص السيولة.
ويرى ماثيو أن تبرعاته بمثابة رد الجميل لبلده، على الرغم من أنه يعيش في منفى اختياري ، معظمها في جوهانسبرج ولندن.
شهدت منصة “نتفليكس”، لصاحبها ريد هاستينغز، أسرع نمو في تاريخها الممتد على مدار 23 عامًا عندما أضافت 28 مليون مشترك في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020.
كان من المفترض أن يكون 2020 عامًا صعبًا على “نتفليكس”، بعد أن بدأت كل من “آبل” و”كومكاست” وديزني” توفر خدماتها للتنافس مع الشركة التي تبلغ قيمتها 212 مليار دولار، وبدأ التفكير في أن حروب البث ستشتت انتباه عملاء “نتفليكس” أو تسحبهم.
ولكن بحلول الوقت الذي انتشرت فيه جائحة الفيروس التاجي ، كانت “نتفليكس” ادخرت كمًا هائلا من المحتوى الجذاب للأشخاص العالقين في منازلهم بدون مسارح أو سينما وقليل من البرامج الجديدة من الشبكات التقليدية. ونظرًا لأن جزءًا من إستراتيجية الرئيس التنفيذي المشارك هاستينغز هو إطلاق مواسم تلفزيونية جديدة في وقت واحد – ناهيك عن أن ” نتفليكس” تنفق أكثر من 17 مليار دولار سنويًا على البرمجة – فقد طغت على منافسيها بالتنوع والحجم.
في الوقت الذي لم يتمكن فيه المتنافسون من إنتاج ترفيه جديد ، أصدرت خدمة البث المباشر سلسلة وثائقية شهيرة (تايجر كينج) وعروض واقعية (لاف إز بلايند) وأفلام (ذا أولد جارد) وبرامج بلغات أجنبية (دارك)، مما يجعلها تبدو وكأنها وكأن الأحداث الجارية لم تؤثر على الشركة على الإطلاق. على الرغم من أن معدلات البطالة القياسية أجبرت الناس على إعادة التفكير في إنفاقهم ، إلا أنهم كانوا أكثر ميلًا إلى الدفع الدفع مقابل مشاهدة برامج “نتفليكس”، والتي ستتجاوز 200 مليون عميل بحلول نهاية العام.
وجمع أكبر أغنياء الصين ثروة قياسية بلغت 1,5 ترليون دولار في 2020، أي ما يفوق المبالغ التي جمعوها في السنوات الخمس الماضية مجتمعة مع ازدهار التجارة والألعاب الالكترونية خلال فترات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، حسبما أظهرت قائمة سنوية بالأثرياء يوم الثلاثاء 20 اكتوبر 2020.
وانضم 257 شخصا إضافيا إلى نادي أصحاب المليارات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحلول آب/أغسطس، في أعقاب عامين من تراجع عددهم، بحسب تقرير مؤسسة هورون.
وبات في الصين ما مجموعه 878 مليارديرا. وفي مطلع العام كان 626 شخصا ضمن تلك الفئة في الولايات المتحدة، بحسب قائمة هورون لشهر شباط/فبراير على مستوى العالم.
وأشار التقرير إلى قرابة 2000 شخص يمتلك كل منهم ثروة صافية تتجاوز ملياري يوان (300 مليون دولار) في آب/أغسطس، أي 4 ترليونات دولار في المجموع.
وازدادت ثروة وانغ شينغ، مؤسس تطبيق ميتوان لتسليم الطعام، أربع مرات ليقفز 52 مرتبة ويحتل المرتبة ال13 في القائمة، مع 25 مليار دولار، التي أصبحت شريان الحياة عندما تم فرض قيود في جميع أنحاء الصين ، شهدت ارتفاعًا في سعر سهمها بأكثر من 180٪ منذ بداية العام ، مما أدى إلى تضخم ثروة وانغ إلى أكثر من 20 مليار دولار.
ويراهن المتداولون مثل آلان هاورد على الاتجاهات الكلية ، ويقرأون الاتجاه الذي ستتحول فيه الاقتصادات ثم يراهنون على كل شيء من أسعار الفائدة إلى الأسهم إلى العملات، ويعد تخصصه هاورد هو تداول الأسعار باستخدام الأموال المقترضة ، مما يسمح له بالمخاطرة الأكبر لتحقيق عوائد كبيرة.
ليس من الواضح بالضبط ما هي التحركات التي قام بها لمضاعفة أموال المستثمرين في الشهور الأربعة الأولى من عام 2020 ،لكن هذا الخريف بدأ هاورد في جمع 500 مليون دولار بناءً على نجاحه في وقت سابق من هذا العام.
وتعد كريستالينا جورجيفا ، خبيرة اقتصادية بلغارية حاصلة على درجة الدكتوراه من معهد كارل ماركس العالي للاقتصاد، هي أول رئيسة لصندوق النقد الدولي من الأسواق الناشئة.
منذ أن بدأت جائحة الفيروس التاجي ، زاد صندوق النقد الدولي الإقراض للدول الأعضاء بنسبة 50٪ ، واستطاعت كريستالينا جورجيفا، مدير صندوق النقد الدولي ، من خلال المنح ، مساعدة 29 من أفقر الدول الأعضاء لتغطية مدفوعات قروض صندوق النقد الدولي ، وتقوم جورجيفا بجمع الأموال من الدول الغنية لمزيد من الإغاثة.
وفي مارس / آذار ، حققت انتصارًا عندما وافق الكونجرس الأمريكي على توسيع قدرة الإقراض لصندوق النقد الدولي على الرغم من أنه في أبريل / نيسان ، أوقف وزير الخزانة ستيفن منوشين خطتها لتعزيز وصول الأعضاء إلى احتياطيات العملة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=582707