من باماكو إلى كابول.. ضحايا كورونا المنسيون

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

وسط غيوم من الذباب وأكوام القمامة يحتمي حوالي 1000 رجل وامرأة وطفل في مخيم فالادي غربال للاجئين بالقرب من العاصمة المالية باماكو، يقولون: إن مجتمعهم يتعرض للتدمير البطيء بسبب فيروس كورونا.

“لقد سمعنا عن المرض ولكن ليس لدينا شيء لحماية أنفسنا منه”، تقول هالة ديالو رئيسة المخيم: “نعيش جميعًا معًا، ويصل المزيد من الأشخاص يوميًا هربا من الحرب، والأشخاص الذين يأتون عادة لإعطائنا الطعام أصبحوا لا يعودون بسبب فيروس كورونا، ليس لدينا ما نأكله ونخشى الخروج وإحضار الطعام لأن الشرطة توقفنا”، بحسب صحيفة “تلجراف”.

مع وجود أكثر من 200.000 نازح، وما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء، وتمرد المتشددين الإسلاميين، كانت مالي تواجه أزمة إنسانية حتى قبل وصول فيروس كورونا الشهر الماضي.

 لكن مالي ليست سوى واحدة من العشرات من بؤر التوتر العالمية، حيث تحذر وكالات الإغاثة من أن تأثير وباء الفيروس التاجي يمكن أن يعوق أي تقدم قد تصل إليه الصين أو أوروبا بشأن الفيروس.

كارثة

حذر 165 من قادة العالم السابقين بمن فيهم جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، من أن أكثر من 1.2 مليون شخص قد يموتون بسبب كورونا في أفريقيا وأفقر دول آسيا ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

وفي رسالة مدعومة من منظمة إنقاذ الطفولة ومنظمة أوكسفام، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق إنه على حكومات مجموعة العشرين التخلي عن مدفوعات الديون وتقديم 150 مليار دولار في شكل تمويل عاجل لمساعدة البلدان النامية لمساعدتهم على تنفيذ إجراءات الصحة العامة وتداعيات هذا الوباء الاقتصادي.

ومما يثير القلق بشكل خاص مناطق الصراع النشطة في العالم، يقول روبرت مارديني مدير عام اللجنة الدولية للصليب الأحمر: “نرى كيف يفعل كورونا في البلدان المتقدمة ذات النظم الصحية المتطورة، أما الآن نفكر في ماذا سيحدثه الفيروس في الصومال أو سوريا أو اليمن، حيث تم تدمير البنية التحتية الصحية”.

يضيف مارديني: “الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به الآن، ونحن نقوم بأكبر قدر ممكن، هو العمل على جانب الوقاية، لأنه إذا وصل إلى ذروته، فستكون كارثة”.

دعوة للتعقل

تقول الصحيفة: إن الدول الأكثر فقرا والتي لا تستطيع تحمل الإجراءات التي اعتمدتها الدول الغنية في شرق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية لإنقاذ الأرواح، مثل إعادة تأهيل الأنظمة الصحية وإغلاق قطاعات من الاقتصاد، من المرجح أن تعاني من ارتفاع عدد القتلى وصدمة اقتصادية أكبر من أزمة كورونا العالمية.

بالإضافة إلى المستشفيات التي دمرتها الضربات الجوية، والمساعدات الإنسانية التي أعاقاتها الهجمات، وآلاف الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين المكتظة دون أي خدمات صحية أو أساسية، فإن فرص السيطرة على الوباء تتلاشى.

ودعا أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار في جميع مناطق الحروب للسماح للجميع بالتركيز على احتواء الوباء، وحتى الآن، فإن قلة قليلة تستجيب لدعوة الأمين العام لـ”العقلانية”.

وارتفعت حدة القتال في أفغانستان في الأسابيع الأخيرة على الرغم من محادثات السلام التي بدأت في وقت سابق من العام، ويعتقد خبراء الصحة العالمية أن جائحة فيروس كورونا غير خاضعة للرقابة إلى حد كبير، خاصة مع عودة اللاجئون العائدون من إيران المجاورة الذين وصلوا إلى البلاد، بحسب الأمم المتحدة.

في ليبيا، تصاعد القتال بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، على الرغم من وعد كلا الجانبين باحترام “الهدنة الإنسانية”، وتوحيد الجهود لمواجهة تحدي فيروس كورونا.

في غضون ذلك، يهدد صراع جديد بين القوات الأمريكية والميليشيات المدعومة من إيران الوضع في العراق، حيث بلغت حصيلة الإصابات 1318، مع تسجيل 72 وفاة و610 حالات شفاء، بحسب الصحة العراقية.

وبحسب الصحيفة، فإن منظمات الإغاثة، على علم ووعي بالكارثة التي يمكن أن تسببها الفاشيات التي لا يمكن السيطرة عليها، وتركز هذه المنظمات على محاولة منع اقتحام الفيروس التاجي مخيمات اللاجئين ومراكز الاحتجاز والسجون.

في كوكس بازار ببنجلاديش، كانت مفوضية اللاجئين تسعى جاهدة لإنشاء وحدات عزل بدائية ومرافق غسيل يدوي إضافية في محاولة لمنع الفيروس من دخول المخيمات المزدحمة.

ربما يعجبك أيضا