من حدباء الموصل إلى سوق حلب.. تراث الإنسانية مهدد بالخطر

أسماء حمدي

رؤية – أسماء حمدي 

هددت الصراعات المسلحة وتغيير المناخ والكوارث الطبيعية بعضا من أكبر الإنجازات البشرية، والتي تعود لقرون مضت وتم إدراجها على قائمة التراث الثقافي العالمي.

وبعد أيام من انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، أعلن الصندوق العالمي للآثار، أن 25 موقعا للتراث الثقافي معرضا للخطر، والتي يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ وحتى القرن العشرين.

وقال رئيس الصندوق العالمي للآثار جوشوا ديفيد: “من خلال بناء تحالف دولي، نحمي المعالم الأثرية العالمية ” ذات التاريخ المشترك الذي يجسده، 25 موقعًا، والتي تروي قصة من نكون كبشر وكمجتمعات تتفاعل مع الأماكن الأكثر أهمية بالنسبة لها والتي تعطي معنى وتعريفا وهوية لحياتنا ونجتمع معا كمواطنين في العالم لنجدد التزاماتنا بالعدالة، والثقافة، والسلام، والتفاهم”.

ويعمل الصندوق، وهو منظمة لا تهدف للربح ومقره نيويورك، مع الحكومات والمجتمعات من أجل الحفاظ على المواقع التراثية، وقال ديفيد: إن الصندوق “ملتزم تماما بالسعي لتحقيق مهمته وهي حماية التراث عن طريق شراكات دولية تعاونية”.

ومن المواقع المدرجة على القائمة معبد إلياهو حنابي اليهودي بمدينة الإسكندرية المصرية، وسوق حلب في سوريا الذي ألحقت به الحرب أضرارا بالغة ومدينة تعز اليمنية القديمة والمئذنة الحدباء بالموصل في العراق، كما سلطت القائمة الضوء كذلك على أكثر من عشرة مبان في ألاباما لعبت دورا في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.

سوق حلب

حلب هي أكبر مدينة في سوريا وتعد أكبر المحافظات السورية من ناحية التعداد، وتحوي حلب على أكبر سوقٍ شرقيٍ مسقوفٍ في العالم، ويمتلئ بواجهات المتاجر، وينتشر فيه باعة الحلويات والسجاد والتوابل.

وفي عام 2011، اندلعت الحرب الأهلية والتي ما تزال مستمرة، والتي لم تؤدي فقط إلى فقدان في الأرواح والمعاناة والتشريد، لكنه عطل النسيج الاجتماعي للبلاد، واشتعلت النيران في السوق خلال المعارك بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة في عام 2012.

ووفقا لما ذكرته منظمة أطباء بلا حدود، فإن إعادة تأهيل السوق ضرورية لجهود الإنعاش بعد انتهاء الصراع.

مدينة تعز اليمنية

تعز هي مدينة يمنية في المرتفعات الجنوبية، وهي العاصمة الثقافية لليمن، وتقع في سفح جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3000 متر، وكانت عاصمة اليمن من 1229 إلى 1454.

وفي السنوات الأخيرة دمرت الحرب الأهلية المدينة، أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة آلاف مدني وترك الملايين في حاجة ماسة للمعونة الإنسانية.

وفي عام 2015، استولى المتمردون على قلعة تعز، التي كانت تستهدفها الغارات الجوية.

  في العامين الماضيين، أضر القصف والقتال العديد من المباني التاريخية، بما في ذلك متحف تعز الوطني ومجموعة مخطوطاته، ومسجد من القرن السادس عشر.

معبد “إلياهو هانبي” اليهودي بمصر

كنيس يهودي يقع في شارع النبي دانيال في وسط مدينة الإسكندرية شمال مصر، بني عام 1354، تم قصفه من قبل الفرنسيين في عام 1798، ثم أعيد بناؤه في وقت لاحق في عام 1850، وهو واحد من آخر الآثار من الجالية اليهودية في الإسكندرية.

  في السنوات الأخيرة أصبح الكنيس في حالة سيئة، وفي عام 2017، وافقت الحكومة المصرية على خطة بقيمة 2.2 مليون دولار لاستعادة الهيكل.

منارة الحدباء بالعراق

تعد منارة الحدباء أحد أبرز الآثار التاريخية في مدينة الموصل العراقية، وهي جزء من الجامع النوري الكبير الذي بني في عام 1172، وأصبح واحدا من أكثر المواقع شهرة في المدينة.

وفي يونيو 2017، قام مسلحون بتفجير في الجامع الكبير ومئذنته المائلة الشهيرة”الحدباء”، ولا يزال مستقبل الموقع وإمكانية إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع غير مؤكد.

ملاح الصويرة بالمغرب

الصويرة هي مدينة مغربية مطلة على المحيط الأطلسي لها تاريخ عريق من التنوع الديني والتسامح، وذات طابع معماري متميز.

و”الملاّح” هو اللقب الذي يطلق على الحي اليهودي بالمدن المغربية، و”ملاح الصويرة” يرجع بناؤه للسلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي في نهاية القرن 16 الميلادي، والذي استقدم إليه نخبة من التجار اليهود لتنشيط مينائه التجاري، فعرف تاريخيا باسم ملاح تجارالسلطان.

وغادرت معظم الطائفة اليهودية التي تعيش في ملاح، إلى إسرائيل، تركت العديد من المباني مهجورة وفي حالة سيئة.

ربما يعجبك أيضا