من خلال المارينز.. خطة أمريكية طموح لمواجهة الصين

محمد النحاس
المارينز

تشمل الخطة أيضًا إعادة توزيع الترسانة العسكرية لمشاة البحرية، حيث سيتم التخلص من الأسلحة التقليدية الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية التقليدية، والتركيز بدلاً من ذلك على الأسلحة الدقيقة والمتقدمة التي تتماشى مع طبيعة الحروب الحديثة.


أبدى الجنرال إريك سميث، القائد الجديد لقوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، التزامه بمبادرة “تصميم القوة”، التي أطلقها سلفه ديفيد بيرجر.

هذه الاستراتيجية الطموح تهدف إلى إعادة تصميم هيكل وقدرات مشاة البحرية لتتناسب مع التحديات العسكرية الجديدة في منطقة غرب المحيط الهادئ، مع تركيز خاص على مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة، وفق مقال لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية، الثلاثاء 3 سبتمبر 2024.

الانتشار

الاستراتيجية تعتمد على نشر مُشاة البحرية على الجزر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتُعد سلسلة الجزر الأولى بمثابة خط دفاع استراتيجي أمام توسع الصين البحري.

سيتمركز مشاة البحرية على هذه الجزر كجزء من خطة أكبر لدمج عملياتهم مع القوات البحرية الأمريكية، لخلق حاجز دفاعي ضد أي محاولات صينية للسيطرة على المنطقة.

دور القوات

القوات المُتمركزة في هذه الجزر ستكون مُسلحة بأنظمة صواريخ متقدمة تهدف إلى منع وصول قوات جيش التحرير الشعبي الصيني البحرية والجوية إلى المحيط الهادئ.

بالإضافة إلى ذلك، ستراقب وتحمي هذه القوات الممرات البحرية الرئيسة التي تمر من خلال سلسلة الجزر، مما يعوق قدرة الصين على تحريك أساطيلها التجارية والعسكرية بحريّة حال نشوب نزاع.

التسليح

تشمل الخطة أيضًا إعادة توزيع الترسانة العسكرية لمشاة البحرية، حيث سيتم التخلص من الأسلحة التقليدية الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية التقليدية، والتركيز بدلًا من ذلك على الأسلحة الدقيقة والمتقدمة التي تتماشى مع طبيعة الحروب الحديثة.

لكن هذا التحوّل قوبل بانتقادات شديدة من بعض الجنرالات المتقاعدين، الذين يعتبرون أن التخلي عن بعض القدرات التقليدية قد يضعف قوة الجيش، غير أن المشروع استمر بدعم قوي من الكونجرس والبنتاجون.

الجنرال سميث يواجه تحديًا كبيرًا في تنفيذ هذه التغييرات على مستوى مؤسسي كبير، حيث أن إصلاحات بهذا الحجم تحتاج إلى وقت وصبر ومتابعة مستمرة؛ وبما أن فترة خدمة القادة العسكريين عادةً ما تكون قصيرة، فإن استمرار القيادة المتسقة على مدى 8 سنوات، والتي تشمل فترتي الجنرال بيرجر وسميث، قد يكون كافيًا لتحقيق التغيير المطلوب وضمان استمراريته، وفق المجلة الأمريكية.

رسائل

بالإضافة إلى الأبعاد العسكرية، تحمل هذه الاستراتيجية رسالة دبلوماسية مهمة إلى كل من الصين وحلفاء الولايات المتحدة، فهي تؤكد أن أمريكا لن تسمح بتكرار سيناريو الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، عندما استطاعت اليابان طرد القوات الأمريكية من المنطقة لفترة من الزمن.

وبتعزيز وجودها العسكري في الجزر الاستراتيجية ودمج عمليات مشاة البحرية مع القوات البحرية، تعلن الولايات المتحدة صراحةً أنها ستبقى في المنطقة وستدافع عن حلفائها في اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين ضد أي تهديدات صينية.

وختامًا يخلص المقال إلى أن هذه الاستراتيجية ليست فقط لتعزيز القدرات العسكرية الأمريكية، بل هي أيضًا خطوة قوية لتعزيز التحالفات والتأكد من أن الولايات المتحدة قادرة على الوفاء بالتزاماتها الأمنية في منطقة غرب المحيط الهادئ، مما يزيد من الضغط على الصين ويمنعها من تحقيق أهدافها التوسعية.

ربما يعجبك أيضا