من لديه مصلحة في الحديث الآن عن صحة أبومازن؟

آية سيد
محمود عباس أبو مازن

على الرغم من أن رئيس السلطة الفلسطينية لا يزال يؤدي مهامه، تدور رحى معارك خلافته منذ الآن.


سلطت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الضوء على الخلاف المحتمل بشأن خلافة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

ولفتت محررة الشؤون العربية بالصحيفة، سمدار بيري، ، في مقال نشر يوم الاثنين 12 يونيو 2023، إلى أن انتشار الأنباء عن تدهور الحالة الصحية لأبو مازن في الآونة الأخيرة، يخدم المصالح السياسية لبعض الأطراف، ليس في فلسطين فقط.

غياب الحيادية

أشارت بيري إلى أن صحيفة الأخبار اللبنانية، أول من نشر خبر تدهور الحالة الصحية لأبو مازن، نهاية الأسبوع الماضي، ومن ثم تداولته الصحف الإسرائيلية. ووفق الكاتبة تُعد الصحيفة ناطقًا بلسان حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران. ولهذا، فإن الحديث هنا ليس عن صحيفة حيادية تخلو من المصالح السياسية.

وعلى الرغم من أن الخبر الأصلي لم يذكر نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية، رأت بيري أنه من السهل التكهن بأنهم المصدر الأصلي وراء الخبر، أو على الأقل السبب وراء نشره هذه الأيام.

اقرأ أيضًا| أزمة «فتح» تتعمق.. هل بدأ الاستعداد لمرحلة ما بعد أبومازن؟

وضع أبومازن الصحي

تطرقت الكاتبة الإسرائيلية إلى الحالة الصحية لأبومازن، البالغ 88 عامًا، “الرافض لإجراء الانتخابات، والمتشبث بالمنصب لمدة 19 عامًا”، مشيرة إلى أنه كان من المفترض أن يتولى رئاسة السلطة الفلسطينية لـ4 أعوام فقط.

ورأت بيري أنه من الصعب تصديق أن رجلًا في سنه يتمتع بصحة جيدة، ولا يُجري فحوصات دورية، ومن الصعب أيضًا تصديق أن إسرائيل لا تعلم بشأن هذه الفحوصات، مشيرة إلى أن زوجة أبومازن، أمينة، التي تعيش في الأردن، خضعت للعلاج في مستشفى إيخلوف بمدينة تل أبيب.

وكذلك وصل أبو مازن إلى إسرائيل سرًا لإجراء فحوصات وتلقى العلاج في إسرائيل، قبل أن يعلن حرده ويوقف طلاته السرية، على حد تعبير بيري.

صراع على الخلافة

بعمره الطاعن، وتاريخه الطويل مع التدخين بشراهة، والأمراض الأخرى، قد يختفي أبو مازن عن المشهد العام مرة واحدة، غدًا أو بعد غد، أو بعد عام، حسب ما ذكرت بيري. لكنها أشارت إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية لا يزال يؤدي مهامه، بالرغم من أنه ازداد سمنة مؤخرًا، ويسير بصعوبة، ويتحدث بصوت مختلف.

وقالت بيري إن خلف ظهره، تدور رحى معارك الخلافة منذ الآن. وأوضحت أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، ووزير شؤون المخابرات، ماجد فرج (المفضل لإسرائيل، حسب الكاتبة)، والأسير مروان البرغوثي، والمنفي، محمد دحلان، كل منهم ينتظر اللحظة المناسبة ليكون أول من يعتلي الكرسي.

ومن جهته، لم يكلف أبومازن، المدرك لعمره وحالته الصحية، نفسه عناء الإعلان عن خليفته، تاركًا العالم ليتقلب بعد نزوله عن الساحة،  على حد تعبير الكاتبة الإسرائيلية.

رحلة الصين

حسب الكاتبة الإسرائيلية، لم تولد رحلة رئيس السلطة الفلسطينية إلى الصين صدفة. فبعد نجاح الوساطة الصينية بين إيران والسعودية، سارع الرئيس، شي جين بينج، إلى عرض خدماته كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكخطوة أولى في هذا الصدد، دعا أبومازن إلى محادثات على مدار 3 أيام، وسيرسل لاحقًا دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. لكن بيري رأت أن الزعيم الصيني لا يهمه إذا كانت إسرائيل معنيّة بمسيرة سياسية مع الفلسطينيين، وإذا كانت الوساطة الصينية تبدو لها الإمكانية الأصح.

واختتمت بيري مقالها قائلة: “ذات يوم سيرحل عباس، وعندما يحدث هذا، سنتذكره بالأشواق كالزعيم الفلسطيني الذي، وإن كان عوّض بالمال عائلات الشهداء، لكنه لم يشجعهم أبدًا على الخروج لتنفيذ عمليات وقتل الإسرائيليين”.

اقرأ أيضًا| دعم مادي ومعنوي.. ما أهداف زيارة الرئيس الفلسطيني إلى الصين؟

ربما يعجبك أيضا