من هو الرئيس الأمريكي المقبل؟

إسراء عبدالمطلب

يُعتبر المؤرخ الأمريكي آلان ليكتمان من أبرز المتنبئين بنتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وبنظريته الشهيرة “المفاتيح الـ13”.

وتمكن ليكتمان من توقع نتائج تسعة من أصل عشرة انتخابات رئاسية أمريكية بشكل دقيق منذ عام 1984، وأعلن ليكتمان عن توقعاته الجديدة بفوز نائبة الرئيس، كامالا هاريس، على الرئيس السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر 2024.

آلان ليكتمان

آلان ليكتمان

التوقعات والتحليل

تنبأ المؤرخ الأمريكي آلان ليكتمان بفوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على منافسها الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويستخدم ليكتمان نظريته الشهيرة “المفاتيح الـ13″، التي يعتمد عليها في توقع نتائج الانتخابات، والتي مكنته من توقع نتائج تسعة من أصل عشرة انتخابات رئاسية أمريكية سابقة بدقة.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، أوضح ليكتمان كيف تعتمد طريقته التنبؤية على سلسلة من المؤشرات والمعايير التي تُستخدم لتحديد الفائز القادم بالانتخابات. وهذه الطريقة، التي تتجاوز الاستطلاعات التقليدية، تعتمد على تقييمات دقيقة للمرشحين وللأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على الانتخابات.

المفاتيح الـ13 والحملة الانتخابية

حسب فرانس 24، قالت أستاذة الإعلام بجامعة ميريلاند، سحر خميس، إن تنبؤات ليكتمان تحظى باهتمام واسع، حيث “صدقت تنبؤاته 9 من 10 مرات خلال الأربعين عامًا الماضية”، مضيفة أن ليكتمان تمان تنبأ بفوز هاريس على ترامب باستخدام نفس الطريقة التي استعملها في التنبؤ بنتائج الانتخابات السابقة. وتقوم نظرية “المفاتيح الـ13” على معايير واضحة لا تعتمد على الكاريزما فقط، بل على عدة عوامل مؤثرة أخرى.

وتقوم طريقة ليكتمان على 13 مفتاحًا، تُستخدم لتقييم الأداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمرشحين. وتشمل هذه المفاتيح عوامل مثل: فوز الحزب الحاكم بأغلبية المقاعد في الانتخابات النصفية، وجود اضطرابات اجتماعية، النجاحات أو الفشل في السياسة الخارجية، فضائح سياسية، والكاريزما. وفي حال كانت ستة من هذه المفاتيح “خاطئة” بالنسبة لحزب ما، فإن المنافس يحصل على الفرصة للفوز.

ملف الحرب في غزة وتأثيره على الانتخابات

أشار ليكتمان إلى أن كامالا هاريس تمتلك نقاط قوة عدة تجعلها مرشحة محتملة للفوز. رغم افتقارها إلى كاريزما الشخصيات التاريخية مثل رونالد ريغان أو فرانكلين روزفلت، فإن غياب الفضائح عنها، وتبنيها لقضايا هامة مثل البيئة والبنية التحتية، يعزز من فرصها في الفوز. على الجانب الآخر، يعاني ترامب من رصيد كبير من الفضائح التي قد تؤثر على فرصه في السباق الانتخابي.

وتعتقد سحر خميس أن ملف الحرب الدائرة في غزة قد يكون عاملًا حاسمًا في الانتخابات. فإذا نجحت إدارة بايدن، التي تتواجد فيها هاريس كنائبة للرئيس، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فقد يمنحها ذلك نقاطًا إضافية في السباق نحو البيت الأبيض.

التنبؤات السابقة والمصداقية

تمكن ليكتمان من التنبؤ بشكل صحيح بفوز دونالد ترامب في 2016، كما توقع فوز جو بايدن في 2020. ورغم دقة تنبؤاته، فقد أخطأ ليكتمان مرة واحدة في انتخابات عام 2000، حين توقع فوز الديمقراطي آل غور على جورج دبليو بوش، وهي انتخابات تميزت بالجدل حول نتائجها وانتهت بقرار من المحكمة العليا لصالح بوش.

وتجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر 2024، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين ترامب وهاريس. ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته “نيويورك تايمز” بالتعاون مع “مؤسسة سيينا كوليدج”، فإن ترامب يتقدم بفارق ضئيل للغاية بنسبة 48% مقابل 47% لصالح هاريس، وهو فارق يقع ضمن هامش الخطأ.

التحديات والتوقعات النهائية

رغم حالة التفاؤل داخل المعسكر الديمقراطي بشأن فرص هاريس، يعترف ليكتمان بأن هناك بعض المفاتيح التي قد تصب في صالح ترامب. من بين هذه المفاتيح، فقدان الديمقراطيين السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، وافتقار هاريس إلى الكاريزما اللازمة لقيادة فعالة، بحسب بعض التقييمات.

ومع ذلك، يرى ليكتمان أن “التغيير السياسي الكبير” الذي شهده عهد بايدن في مجالات مثل البيئة والبنية التحتية، إلى جانب غياب الفضائح، قد يساعد هاريس في كسب المزيد من الدعم في الأسابيع المقبلة.

وستكون انتخابات 2024 اختبارًا جديدًا لنظرية “المفاتيح الـ13” التي طورها آلان ليكتمان ، وسيتعين علينا الانتظار حتى نوفمبر لمعرفة ما إذا كانت تنبؤاته ستصيب مرة أخرى.

2024

ربما يعجبك أيضا