من هو رجل أمريكا الذي صدم واشنطن بمشاركته في انقلاب النيجر؟

شروق صبري
اللواء موسى صلاح برمو

برز أحد الجنرالات المقربين للولايات المتحدة، في مركز انقلاب النيجر، وهو ما أصاب واشنطن بصدمة، لكن كيف تعاملت معه؟


انتاب القادة العسكريون الأمريكيون الخوف الشهر الماضي، عندما استولت مجموعة من كبار ضباط الجيش على السلطة في النيجر، الحليف الرئيس للولايات المتحدة.

وكان أبرز مدبري الانقلاب اللواء موسى صلاح بارمو، وهو الرجل الذي ظل يتودد للجيش الأمريكي نحو 30 عامًا، فهو شاب أرسلته الولايات المتحدة لجامعة الدفاع الوطني في واشنطن، وقد دعا الضباط الأمريكيين إلى منزله لتناول العشاء، وهو مسؤول عن قوات النخبة الحاسمة لوقف تدفق مقاتلي القاعدة وداعش الإرهابيين غرب إفريقيا.

قناة دبلوماسية

أشارت وول ستريت جورنال الأمريكية “في الأسبوعين اللذين أعقبا انقلاب النيجر، برز بارمو كقناة دبلوماسية رئيسة بين الولايات المتحدة والمجلس العسكري، ويحمل الضباط والدبلوماسيون الأمريكيون رقمه على هواتفهم المحمولة، ويعتقدون أنه أفضل فرصة لهم لاستعادة الديمقراطية، ومنع حرب إقليمية فوضوية من شأنها أن تغرق أحد أفقر مناطق العالم في أزمة أعمق”.

جلس بارمو بالعاصمة النيجرية، نيامي، لمدة ساعتين، يوم 7 أغسطس، مع القائم بأعمال نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، ورغم أن  المحادثات أثبتت أنها محبطة، لكن نولاند، تدرك تقارب بارمو الطويل مع واشنطن، فحثته على التوسط في صفقة  تسمح للنيجر وحلفائها الغربيين بالعودة لمحاربة القاعدة وداعش وبوكو حرام، ومنع البلاد من أن تصبح موقعًا لروسيا ومجموعة فاجنر شبه العسكرية.

مكافحة الإرهاب

قال الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية مارك هيكس، الذي ترأس قوات العمليات الخاصة الأمريكية في إفريقيا من عام 2017 حتى 2019، إنه يفكر في أن يكون بارمو صديقًا شخصيًّا مقربًا له، لأنه لا يوجد رمز واضح لحملة مكافحة الإرهاب  في غرب إفريقيا سوى بارمو، وهو رجل كان مؤيدًا لاستراتيجية الولايات المتحدة في النيجر، إلا أن مصالحهم تباعدت.

وقال هيكس إن “فقدان معقل النيجر، إذا كان نتيجة للانقلاب، سيكون نكسة للمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة خاصة أن النيجر تعد جزيرة الاستقرار في بحر الاضطرابات المتطرفة”. فخلال العامين الماضيين، ألقت الانقلابات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر بظلال من الشك على ما إذا كانت واشنطن يمكنها مساعدة بلدان الساحل في الدفاع عن نفسها ضد التمردات، ومنع موسكو من الاستفادة من عدم الاستقرار.

انقلاب النيجر

انقلاب النيجر

منطقة الساحل

منطقة الساحل هي منطقة شبه قاحلة جنوب الصحراء، وفيها قتل الإرهابيون آلاف الأشخاص، ما جعلها واحدة من أكبر ساحات القتال بالعالم في المعركة التي استمرت 20 عامًا ضد المتطرفين. ويتمثل جوهر النهج العسكري الأمريكي هناك في إرسال الكوماندوز الأمريكيين لتدريب القوات الخاصة المحلية لقيادة الحملة. وكان بارمو، الذي تشكل قواته أفضل قوة قتالية في النيجر، ركيزة أساسية بهذا النهج.

وهددت دول مجاورة بقيادة نيجيريا، القوة الإقليمية، بإرسال قوات إلى النيجر لإنقاذ الرئيس المخلوع محمد بازوم، المحتجز في نيامي، وإعادته إلى السلطة. في ما تعهدت المجالس العسكرية في بوركينا فاسو ومالي، التي استأجرت مرتزقة فاجنر المرتبطين بالكرملين بدعم النظام العسكري الجديد في النيجر.

حرب إقليمية جديدة

كان بارمو يقود القوات الخاصة في النيجر، حتى جرت ترقيته من المجلس العسكري إلى منصب رئيس أركان الدفاع، وقد عمل رجاله جنبًا إلى جنب مع القبعات الخضراء الأمريكية حتى لحظة انتفاضة 26 يوليو ضد بازوم الذي كان مفضلًا للولايات المتحدة، إذ طالبت إدارة بايدن على الفور بإعادته إلى السلطة.

ويدرك بارمو جيدًا أن الانقلاب قد يكلفه دعمًا قتاليًّا حاسمًا، فلا مزيد من التدريب المشترك أو النصائح التكتيكية من الولايات المتحدة للقبعات الخضراء أو الطائرات الأمريكية دون طيار التي تعمل في النيجر.

مساعدات أمريكية

أنفقت الولايات المتحدة نحو 500 مليون دولار لبناء قوات دفاع في النيجر، وأنفقت نحو 10 ملايين دولار، لبناء قاعدة طائرات دون طيار بنتها الولايات المتحدة في بلدة أغاديز، ومحطات تضم نحو 1100 جندي أمريكي في البلاد.

وتتشارك قوات الكوماندوز الأمريكية في المواقع الأمامية مع قوات بارمو في بلدات أولام، حيث يقاتلون فروعًا محلية للقاعدة وداعش، وتركز العمليات القتالية على مقاتلي بوكو حرام الذين يشنون هجمات حول بحيرة تشاد.

في أعقاب التمرد العسكري، علقت الولايات المتحدة تدريبها للقوات النيجيرية وقطعت بعض المساعدات العسكرية الأخرى للنيجر، إذ أعلنت وزارة الخارجية رسميًّا أن الانتفاضة كانت انقلابًا، وسيتطلب القانون الأمريكي مزيدًا من التخفيضات في المساعدات العسكرية، في ما تعهدت بمواصلة المساعدات الغذائية والإنسانية الأخرى للنيجر.

اقرأ أيضًا| «إكواس» تعقد اجتماعًا استثنائيًّا لبحث الوضع في النيجر

اقرأ أيضًا| واشنطن «قلقة جدًا» على صحة رئيس النيجر

ربما يعجبك أيضا