كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا المقبل.. من هو؟

عبدالمقصود علي
كير ستارمر

كشفت النتائج الرسمية للانتخابات العامة في بريطانيا عن أن حزب العمال بزعامة “كير ستارمر”، المحامي البالغ من العمر 61 عامًا، فاز بأغلبية كبيرة للغاية منهيا حقبة حزب المحافظين.

وبحسب قناة “يورو نيوز” في نسختها الفرنسية، الجمعة 5 يوليو 2024، قرر البريطانيون الخميس طي صفحة حزب المحافظين، الذي استمر 14 عامًا على رأس السلطة.

محامي ولد في لندن

لكن من هو كير ستارمر، زعيم حزب العمال الذي يستعد ليحل محل ريشي سوناك في منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة؟

ولد ستارمر عام 1962 في لندن، وكان محاميًا في مجال حقوق الإنسان قبل أن يصبح مديرًا للمدعي العام من 2008 إلى عام 2013.

خلال الحملة الانتخابية، حرص على تسليط الضوء على أصوله التي ترجع إلى الطبقة العاملة، وذكر عدة مرات خلال المناظرات التلفزيونية أن والده كان صانع أدوات وأن والدته ممرضة.

والواقع أن ارتباطه بالسياسة اليسارية ليس جديداً، فهو يتقاسم اسمه الأول النادر مع كير هاردي، الذي أسس حزب العمال في أواخر القرن التاسع عشر.

أصبح نائباً في البرلمان عام 2015 عن دائرة كامدن شمال لندن، حيث حصل في عام 2019 على ما يقرب من 65% من الأصوات، وهي نتيجة جيدة لانتخابات اتسمت بخلاف ذلك بخسائر فادحة لحزب العمال.

خليفة كوربين

أصبح زعيمًا للحزب عام 2020، عندما واجه سلفه جيريمي كوربين عدة هزائم انتخابية ثم تنحى أخيرًا عن منصبه.

فاز كير ستارمر بأكثر من 56% من الأصوات ضد مرشحين آخرين، أحدهما، ليزا ناندي، التي تشغل الآن منصب وزيرة الظل للتنمية الدولية.

كان لدى ستارمر أيضًا تفاعل طويل مع قضايا الاتحاد الأوروبي، حيث عمل كمتحدث باسم كوربين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من 2016 إلى 2020، وهي الفترة التي كان فيها الحماس السياسي في ذروته بشأن نتائج الاستفتاء المصيري في المملكة المتحدة.

دافع عن فكرة البقاء في الاتحاد الأوروبي، ثم دفع الحكومة مرارا وتكرارا للتوصل إلى استراتيجية خروج أكثر تفصيلا، أو حتى إجراء استفتاء جديد حول هذه القضية.

لكنه حاليا ربما غير رأيه، فلا يتضمن البرنامج الانتخابي الحالي لستارمر أي عودة إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الجمركي، على الرغم من أنه قال إنه يود تحسين صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “الفاشلة” التي توصل إليها بوريس جونسون.

معاداة السامية

ليس هذا هو المجال الوحيد الذي حقق فيه ستارمر تحولا ملحوظا نحو البراجماتية مع اقتراب احتمالات وصوله للسلطة.

وانتقدت النقابات ونشطاء البيئة تراجعه الأخير عن وعده بتمويل الاستثمارات الخضراء بما يصل إلى 28 مليار جنيه استرليني (33 مليار يورو) سنويا، وهو تحول كامل، كما يقول، كان ضروريا لتحقيق التوازن في الحسابات.

كما فشل أيضًا في إصلاح العلاقات مع اليسار في حزبه، خاصة كوربين، الذي قام ستارمر بتعليق عضويته في الحزب بعد فضيحة معاداة السامية.

وفاز كوربين ضد حزب العمال كمرشح مستقل في دائرة لندن الانتخابية، حيث كان عضوًا في البرلمان منذ الثمانينيات، وتعهد بأن يكون شوكة في خاصرة حكومة كير ستارمر المقبلة بعد خلاف حاد مع خليفته في قيادة الحزب.

مع هذه الأغلبية القوية التي حصل عليها حزب العمال للتو، وهي الأكبر على الإطلاق – مقارنة بالهزيمتين المتتاليتين لجيريمي كوربين- يمكن لكير ستارمر أن يعتبر أن هذه النتيجة كانت تستحق العناء.

ربما يعجبك أيضا