من يكون رئيس تركيا القادم وكيف سار اليوم الانتخابي؟

توجه ملايين الأتراك، اليوم الأحد الموافق 28 مايو 2023، للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة لانتخابات رئاسية حاسمة، جذبت أنظار العالم. 

ويخوض الرئيس التركي، المنتهية ولايته، رجب طيب أردوغان، ومرشح ائتلاف المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، جولة الإعادة بعد أن تفوّق أردوغان في الجولة الأولى بفارق حوالي 5 نقاط، على عكس ما أظهر عدد من استطلاعات الرأي. 

يوم انتخابي سلس

فتحت اللجان الانتخابية أبوابها أمام الناخبين في تمام الـ8 صباحًا، وأُغلقت 5 مساءً، لتبدأ عمليات الفرز، ومن ثم ظهور النتائج في وقت أبكر مما كان عليه الأمر خلال الجولة الأولى التي أجريت في الـ14 من مايو الجاري، وكانت لجنة الانتخابات قد قالت إن اليوم قد سار بسلاسة.

انتخابات تركيا

وبحسب ما أفادت وكالة أنباء رويترز، كانت مراكز الاقتراع والتصويت أقل زخمًا مما كانت عليه في الجولة الأولى قبل أسبوعين، وسجلت نسبة المشاركة رقمًا قياسيًّا يقدر بـ89% من إجمالي من يحق لهم الإدلاء بأصواتهم.

يذكر أن هذه المرة الأولى في تاريخ تركيا الحديث التي تشهد جولة إعادة، فكانت الأمور تُحسم خلال الجولة الأولى دائمًا، ويعبر ذلك عن تآكل شعبية أردوغان على الرغم من تقدمه.

تراجع شعبية أردوغان رغم التقدم

هذا التراجع في شعبية الرجل القابع على رأس السلطة منذ 20 عامًا، يرجع إلى أزمة اقتصادية طاحنة تعيش تركيا على وقعها، مع ارتفاع مستويات التضخم التي انعكست بدورها على أسعار السلع الأساسية.

رجب طيب أردوغان

هذا فضلاً عن تراجع للعملة المحلية فيما أرجعه كثير من المراقبين إلى السياسة النقدية التي يتبعها الحزب الحاكم، ومع ذلك فقد ركز أردوغان خلال خطاباته الدعائية على أن انتخابه مجددًا يصب في مصلحة الاستقرار وسيقود للخلاص من الأزمة الاقتصادية، ورغم كل ذلك تفوق أردوغان في الجولة الأولى وإن لم يتمكن من حسم الاستحقاق.

كان رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية، أحمد ينار، قال إن إقبال المواطنين على مراكز الاقتراع في جولة الإعادة كبير، مشيرًا إلى أن إعلان النتائج لن يتأخر كثيرًا كما حدث في الجولة الأولى، موضحًا أن الهيئة تتجه لرفع الحظر عن نشر نتائج الانتخابات في وقت مبكر، لافتًا إلى أنه “حتى الآن تجرى الانتخابات دون أي مشكلات أو حوادث”.

إدلاء المرشحيّن بصوتيهما

بحلول منتصف النهار أدلى أردوغان بصحبة حرمه بصوته في إسطنبول، مع تجمهر أنصاره، ومن ثم توجه للحشد وألقى عليهم خطابًا، ونقلت رويترز قول إحدى الناخبات: “إن شاء الله سيفوز” مقرةً بوجود بعض المشكلات إلا أنها تعتقد أنه بإمكانه التغلب عليها. 

بالتزامن مع إدلاء أردوغان بصوته في أسطنبول، كان كليتشدار متجهًا للتصويت هو الآخر في لجنته الانتخابية بأنقرة، المعقل التاريخي للعلمانية، وقالت إحدى مرتدات المقر الانتخابي إنها تأمل في أن يؤدي التصويت إلى التغيير، مضيفةً أن هذا البلد يستحق الأفضل ويحتاج للعقول الجماعية وليس حكم الفرد الأوحد، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء رويترز. 

من هو كليشتدار؟

كليتشدار، مرشح تحالف المعارضة المكون من 6 أحزاب، ويقود حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وقد بذل قصارى جهده على مدار الأسبوعين الماضيين لاستعادة الزخم بعد إحباطات الجولة الأولى، وكان المرشح الرئاسي سنان أوغان قد أعلن دعمه لأردوغان، مشددًا على تأييده “مواصلة الحرب ضد الإرهاب”، وكان أوغان قد حصل خلال الجولة الأولى على 5.17%. 

وعبرت نتائج الجولة الأولى، عن صعود كبير في المشاعر القومية في بلدٍ يستضيف ما يزيد عن الـ3 ملايين لاجئ سوري، ويقول إنه يخوض حربًا مع الإرهاب ضد المسلحين الأكراد، وتعد تركيا كذلك أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، إذ تضم إجمالًا ما يزيد عن 5 ملايين مهاجر من جنسيات مختلفة. 

تفوق أردوغان

أظهر أحد استطلاعات الرأي، أن نسبة التأييد لأردوغان بلغت 52.7٪ وكيلتشدار أوغلو عند 47.3٪، وقد جرى إجراءه في الفترة من 20 إلى 21 مايو، وسط إحباط المعارضة التي حشدت زخمًا كبيرًا للإطاحة بالرجل الأكثر بقاءً على رأس السلطة في تاريخ تركيا الحديث. 

وفي فبراير، قتل زلزال مدمر ضرب جنوب البلاد أكثر من 50 ألف شخص، محدثًا دمارًا هائلًا، وكان من المتوقع أن تضيف الكارثة الطبيعية تحديًّا لأردوغان خاصةً بعد انتقادات طالت تعاطي الحكومة مع الأزمة، لكنه ومع ذلك وعلى عكس التوقعات أظهر حزب العدالة والتنمية تفوقًا في هذه المناطق، في ما يبدو نجاحًا في إقناع الناخبين بقدرة أردوغان على معالجة تداعيات الأزمة.

سير العملية الانتخابية

بشأن سير العملية الانتخابية، لم يخلو اليوم من مشاهد إنسانية وأخرى طريفة، كما تخلله توترات محدودة، وتداول رواد مواقع التواصل مقطعًا يزهر اشتباكات بين شباب حزب العدالة والتنمية، ومراقبي حزب الشعب الجمهوري في مدرسة بوستانجي معلا سيلكان أوغلو الثانوية، وجرى إلقاء القبض على العديد من الأشخاص.

اليوم الانتخابي سار بسلاسة

ومن اللقطات الغريبة والطريفة كذلك، إدلاء مواطن من أضنه بصوته، مرتديًّا زي “سبايدر مان“، وفي مقطع آخر تداولته مواقع التواصل ظهر أحد الناخبين الأتراك بالزي التقليدي في العهد العثماني، ويحمل طائر الببغاء، في أثناء الإدلاء بصوته، في دلالة ربما على مشاعر وطنية عالية، تلقي بظلالها على الفخر التاريخي.

فيديو| سبايدر مان يدلي بصوته في الانتخابات التركية

تركي يدلي بصوته بالزي العثماني

أما في ولاية دوزجة التركية، الواقعة شمال غربي البلاد، ذهب عروسان للإدلاء بصوتهما بزي الفرح، في مشهد أثار إعجابًا كبيرًا لدى رواد مواقع التواصل، وانتشرت صور ومقاطع فيديو تظهر مرضى ومقعدين كبار في السن يدلون بأصواتهم، وأظهر مقطع فيديو ناخبًا تركيًّا مسنًّا جاء محمولًا على نقالة من رجال الإسعاف، إلى أحد مراكز الاقتراع، للإدلاء بصوته في الانتخابات التركية.

مسن محمول على سرير متنقل يدلي بصوته

عروسين يدلان بصوتهما