مهمة صعبة.. هل تكتفي إيران بضربة رمزية ضد إسرائيل؟

إيران بين حتمية الانتقام والخشية من وقوع حرب إقليمية

يوسف بنده

"بالنظر إلى حجم الدبلوماسية الخفية والمعلنة التي تجري بين إيران والغرب، وخاصة دول المنطقة، يبدو أن الانتقام الإيراني سيكون في إطار منضبط لا يؤدي إلى زيادة مستوى التوتر".


عقاب صعب في الطريق“.. هذه العبارة لطالما كررها المسؤولون والإعلام في إيران عند تهديدهم بالانتقام من إسرائيل.

لكن لا نعرف ما المقصود بكلمة “صعب”، هل صعب التنفيذ، أم ضربة قاسية ستتلقاها إسرائيل من إيران ومحورها؟

1855948 403 1

انطبع اللون الأحمر على شاشات التلفزيون الإيراني، استعدادًا للانتقام

مهمة صعبة

حسب تقرير صحيفة آرمان امروز، اليوم الأربعاء 14 أغسطس، فإن طهران تأخر عقابها لإسرائيل، خشية على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وإن نتائج هذه المفاوضات هي التي سوف تحدد كيفية الرد الإيراني على إسرائيل، انتقامًا لاغتيالها رئيس مكتب حركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية.

ويقول خبير العلاقات الدولية، صابر جول عنبري، في تقرير الصحيفة: “الحقيقة، أنه مع مرور المزيد من الوقت، ورغم أن التهديدات المستمرة وتوقع الهجوم الإيراني يشكل ضغطًا نفسيًا على المجتمع الإسرائيلي. لكن من ناحية أخرى، وجدت الولايات المتحدة المزيد من الفرص لبناء تحالفات وإرسال أسلحتها إلى المنطقة وهذا جعل الانتقام الإيراني عملية صعبة”.

وأضاف الخبير الإيراني: “الغرض من إرسال معدات عسكرية إلى المنطقة وتحركات أمريكا وأوروبا في المقام الأول يمكن أن تكون لردع إيران عن الهجوم. لكن التضخيم من خطورة الهجوم الإيراني في الإعلام الأمريكي، يمكن أن يكون أيضًا مقدمة لتبرير عملية ضد إيران”.

جهود دبلوماسية في ظل تنامي المخاوف من رد انتقامي إيراني محتمل على اغتيال هنية

جهود دبلوماسيةفي ظل تنامي المخاوف من رد انتقامي إيراني محتمل على اغتيال هنية

إبعاد ظل الحرب

حول احتمالية وقوع حرب إقليمية، أوضح جول عنبري، أنه “في الوقت الحالي، إن حدوث حرب إقليمية ليس مستبعدًا تمامًا، لكنه ليس مرجحًا جدًا أيضًا”.

وفي تقرير آخر من الصحيفة الإيرانية، علق الخبير في العلاقات الدولية، عبدالرضا فرجی راد: “إيران لا تريد حربًا واسعة النطاق، ولا أمريكا ولا الغرب يريد حربًا واسعة النطاق. على الأقل يزعم الأمريكيون أنهم يحاولون كل يوم منع تلك الحرب، وإن تصديهم للصواريخ الإيرانية ودفاعهم عن إسرائيل هو بهدف الحد من الضربات المحتملة”.

الصفعة القادمة أشد

جدارية في ميدان فلسطين بطهران بعد عملية الانتقام: الرد القادم أشد!

لا أحد يرغب في الحرب

حول إن كانت هناك أطراف إقليمية أو دولية ترحب بوقوع حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط، يعلق الخبير فرجي راد: “إن دول الشرق الأوسط ليس من مصلحتها تحويل هذا التصعيد إلى حرب في المنطقة”.

وأضاف: “مصالح الصينية سوف تتعرض للخطر بشكل كبير إذا ما وقعت حرب واسعة النطاق، فإن أكثر من 80% من السفن الصينية التي تمر بهذه المنطقة تواجه مشاكل”.

وحول الموقف الروسي: ” يمكن التشكيك في نوايا الروس، فقد قال ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، مؤخراً؛ لن يكون الشرق الأوسط متوازنًا إلا إذا اندلعت حرب واسعة النطاق. ويشير هذا إلى أن الروس، نظرًا للحرب في أوكرانيا، قد لا يمانعون في نشوب صراع واسع النطاق من أجل تحويل الانتباه بالكامل عن أوكرانيا”.

زاهدي

شعارات للانتقام في شوارع طهران

تحركات سرية

السياسي الأكاديمي، علي بيكدلي، كتب في صحيفة آرمان ملي، اليوم الأربعاء: “سوف تنتقم إيران لمعاقبة إسرائيل على اغتيال ضيفها، لكن نوعية وكمية هذا الإجراء لم تتضح بعد”.

موضحًا: “بالنظر إلى حجم الدبلوماسية الخفية والمعلنة التي تجري بين إيران والغرب، وخاصة دول المنطقة، يبدو أن الانتقام الإيراني سيكون في إطار منضبط لا يؤدي إلى زيادة مستوى التوتر”.

البرلمان الإيراني 2

البرلمان الإيراني يوافق على الانتقام من إسرائيل

وضع اقتصادي صعب

حول أزمة الداخل الإيراني، قال الأكاديمي الإيراني: “إيران لا تريد إقحام نفسها في حرب واسعة النطاق لأن الظروف الداخلية ووضعنا الاقتصادي لا يسمحان للحكومة بالدخول في حرب خارجة عن السيطرة. ولهذا السبب، ربما تقوم طهران بعمل منضبط تحت ضغوط الدبلوماسية السرية الجارية عليها الآن”.

وأضاف بيكدلي: “إيران في وضع حساس للغاية حيث لا تستطيع وقف الهجوم، ولا تستطيع شن هجوم واسع النطاق له جانب رادع. ولذلك هي في حاجة إلى التنسيق مع الغرب، لإظهار تأثيرها الإقليمي، بما يحفظ لها مكانتها في المعادلة الإقليمية. خاصة أنه إذا تعرضت لضربة عسكرية لإسرائيل، فإن ذلك سيفتح المنطقة على احتمالية نشوب الحرب فعليًا”.

ربما يعجبك أيضا