مواجهة حزب الله وإسرائيل.. حرب المأزوم مع المضطر

رؤية – محمد عبدالله

على وقع التحرشات الأخيرة .. حزب الله يناوش إسرائيل على استحياء، والأخيرة ترد بقصف مزارع شبعا. مليشيا حزب الله اللبناني استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية على حدود مزارع شبعا، لترد إسرائيل بقصف مدفعي وصاروخي على عدة مناطق بجنوب لبنان، في وقت تتحدث فيه الأنباء عن احتمالية تصعيد، عقب مقتل أحد قادة حزب الله في قصف إسرائيلي استهدف موقعا لحزب الله قرب دمشق، رغم تأكيدات قيادات في المليشيا على عدم نيتها خوض حرب ضد إسرائيل.

توترات متصاعدة

التوتّرَ المتصاعدَ على الحدودِ السوريةِ واللبنانية مع فلسطين المحتلة حيث يُجري الاحتلالُ سلسلةً من الإجراءاتِ التصعيديّةِ والتحضيريةِ لعملياتٍ قد يكون بدايتُها مسألةَ وقتٍ. 

كما يمكن أنْ تكونَ عبارةً عن استعداداتٍ لأمرٍ قد لا يحدث،إذ تُجمِعُ الصحفُ الإسرائيليةُ أنَّ الردَّ الإيرانيَّ وأذرعَهُ من بينها حزبُ الله، قادمٌ لا محالةَ وترسمُ الصحفُ خطوطَ الردِّ ومحاورَه. نتنياهو ووزير دفاعه حذرا حزب الله من تكرار ما أسموه بـ”الخطأ”.

وتعملُ تل أبيب على هذا المبدأ وتَجمعُ قواتِها وحلفاءَها، في المقابلِ تجدُ إيرانَ وأذرعَها في موضعٍ لا مهربَ من الردِّ فيه، لتكونَ حربُ المأزومِ مع المضطرِّ عنواناً لهذه المرحلة.

استنفار على الحدود

رغم الهدوء الحذر الذي قد يبدو عليه المشهد على الحدود اللبنانية، إلا أن استنفارا وتأهبا يدور على الأرض. حيث أفاد مراسل “الحدث” أن جيش الاحتلال أغلق المحاور القريبة من حدود لبنان ومنع دخول الآليات العسكرية إليها أو ظهور الجنود فيها خشية من تحولهم إلى أهداف متحركة للقنص أو إطلاق صواريخ كورنيت من قبل حزب الله، الذي يحاول تكريس المعادلة التي بدأها في سبتمبر الماضي وهي الرد على قتل عناصره في سوريا عبر الحدود اللبنانية.

بدوره، يرى الكاتب الصحفي طوني فرنسيس أن عملية اليوم محدودة وبإرادة حزب الله وإسرائيل، مشيرا إلى أن الصحف العبرية تتحدث منذ أيام عن حجم ومكان رد الحزب على مقتل أحد عناصره في سوريا.

حرب مستبعدة لأسباب اقتصادية

في الجانب اللبناني، قال نائب الأمين العام لحزب الله لوسائل إعلام: إن التهديدات الإسرائيلية لن تستدرجنا إلى موقف لا نريده، وفق تعبيره، مستبعدا نشوب حرب في الأشهر المقبلة. وفي بيان له، نفى حزب الله في بيان حدوث أي اشتباك أو إطلاق نار من قبله على الحدود مع إسرائيل.

لكن المؤشرات على الأرض تقول: إن غبار غارات الاحتلال على مواقع النظام السوري والميليشيات التابعة لإيران قد يتخطى الحدود.

خبراء اقتصاد أجمعوا على أن أي مواجهة عسكرية واسعة ستكون القشة التي تقضم ظهر الاقتصاد اللبناني المتدهور. وما يدل على ذلك تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بعد زيارته الأخيرة للبنان الذي بات على شفير الهاوية.

مطامع إيرانية
يبدو أن إيران قد فهمت رسائل الاحتلال الأخيرة، خصوصا بعد التحرش بطائرة تابعة لها فوق الأجواء السورية، ما دفع بنائب الأمين العام لميليشيا حزب الله نعيم قاسم للقول بأن الحزب ومن ورائه إيران ليس بصدد الحرب مع إسرائيل.

وتعمل إيران على تأمين موضع قدم لها في المنطقة ليس تحديا لإسرائيل بقدر ما هو تحديا لإرادة الشعوب التي ترفض وجودها، إمعانا في تحقيق حلمها المنشود بهلال شيعي تقوده إيران يمتد من طهران وصولا للضاحية الجنوبية مرورا ببغداد ودمشق.