موجات حارة وفيضانات شديدة.. دراسة: أديس أبابا في خطر بسبب تغير المناخ

بسام عباس
أديس أبابا

كشفت دراسة بيئية جديدة عن أن “العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، ستواجه موجات حارة متزايدة وفيضانات شديدة، خلال  السنوات 67 المقبلة”.

وستُشكل هذه التغييرات مخاطر على الصحة العامة والبنية التحتية، وسيشعر بها السكان الأكثر ضعفًا في العاصمة الإثيوبية، خصوصًا مَن يعيشون في مستوطنات غير رسمية.

سوء السياسة البيئية الحضرية

قال موقع كونفرزيشن، في تقرير نشره الجمعة 15 سبتمبر 2023، إن “أديس أبابا إحدى أسرع المدن نموًّا في إفريقيا، ومن المتوقع أن يصل عدد سكانها الحالي، البالغ 5.4 مليون نسمة، إلى ما يقرب من 9 ملايين بحلول عام 2035″.

وأضاف أن “هذه الزيادة في عدد سكان المدينة تستوعبها المستوطنات غير الرسمية، الوجهة الرئيسة لمعظم المهاجرين، التي تتميز ببنية رديئة أو منعدمة، وتواجه تحديين مزدوجين يتمثلان في تفاقم تغير المناخ، وسوء السياسة البيئية الحضرية”.

ارتفاع درجات الحرارة

وأوضح أن “فريق بحث من جامعة تافتس الأمريكية ومركز وودويل لأبحاث المناخ، أجرى دراسة حلل فيها بيانات مخاطر الفيضانات ودرجات الحرارة لفترات زمنية مختلفة، من الماضي إلى المستقبل، للتحقيق في مدى تعرض العاصمة الإثيوبية لتغير المناخ”.

اقرأ أيضًا: الإمارات وإثيوبيا.. جهود مستدامة في مواجهة تحديات المناخ

وكشفت الدراسة عن أن “درجات الحرارة القصوى اليومية في المدينة سترتفع بنحو 1.7 درجة مئوية خلال الفترة 2040/2060، مقارنة بالفترة 2000/2020، ما يؤدي إلى ارتفاع في تواتر موجات الحر ومدتها وشدتها، وستسهم درجات الحرارة المرتفعة في زيادة بخار الماء والنتح، ما يهدد الصحة والنظم البيئية والبنية التحتية وسبل العيش والإمدادات الغذائية”.

ومن المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة بمقدار 1.8 درجة مئوية في أشهر الموسم الدافئ وهي مارس وإبريل ومايو. ويشير هذا إلى أن درجة الحرارة القصوى لأكثر أيام السنة حرارة سترتفع بمتوسط ​​1.8 درجة مئوية مقارنة بالبيانات الأخيرة.

ومن عام 2000 إلى عام 2020، كان متوسط ​​درجة الحرارة في مدينة نيفاس سيلك لافتو الفرعية 24.70 درجة مئوية.

file 20230829 17 43j0pr.png?ixlib=rb 1.1

توزيعات درجات الحرارة القصوى اليومية في أديس أبابا

مزيد من الجفاف

أوضحت الدراسة أن أديس أبابا عانت الجفاف الشديد لمدة 3 أشهر في المتوسط ​​سنويًّا، وباستخدام مؤشر “بالمر” لشدة الجفاف لتقييم بيانات درجة الحرارة وهطول الأمطار، لافتة إلى أن أحداث الجفاف الشديد ستصبح أكثر تواترًا بين عامي 2040 و2060، ومن المتوقع أن تشهد المدينة 1.6 شهر إضافي من الجفاف سنويًّا.

وأضافت أن “هذا التكرار المتزايد لحالات الجفاف الشديد سيؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن المائي”، مشيرة إلى أن “احتياطيات المياه الجوفية اللازمة لحالات الطوارئ الناجمة عن الجفاف قد استنفدت بالفعل، وحذرت من أن الجفاف سيؤثر في الصحة وإنتاج الطاقة الكهرومائية والزراعة الحضرية”.

خطر الفيضانات

ذكرت الدراسة أن “الفيضانات تمثل خطرًا بيئيًّا كبيرًا على أديس أبابا، خصوصًا أن المدينة أُنشئت على ضفاف 3 أنهار رئيسة، وتغير المناخ سيؤدي إلى زيادة التحديات المتعلقة بالمياه من خلال التأثير في تدفق الأنهار وتجديد المياه الجوفية”.

اقرأ أيضًا: إثيوبيا تعلن اكتمال ملء خزان سد النهضة

وأضافت أن “67% من سكان أديس أبابا يعيشون في مناطق معرضة للفيضانات، ووسط المدينة والنصف الجنوبي أكثر المناطق تعرضًا للخطر، غير أن المدينة تعاني عدم كفاءة البنية التحتية للصرف الصحي وأنظمة الصرف الصحي الضعيفة التي غالبًا ما تعوقها النفايات الصلبة”.

file 20230829 29 u401w3.png?ixlib=rb 1.1

معدل الإصابة بالملاريا في أديس أبابا

زيادة نسبة الأمراض

أشارت الدراسة الأمريكية إلى أن “متوسط ​​درجات الحرارة في المدينة سيجعل انتقال الملاريا على مدار العام أمرًا خطيرًا”، موضحة أن “كبار السن والنساء الحوامل معرضون للآثار الصحية لتغير المناخ، فهم أكثر حساسية للحرارة والتلوث بسبب الظروف الصحية الحالية، ومحدودية الحركة، وضعف أجهزة المناعة”.

وأضافت أن “النساء الحوامل يواجهن مخاطر التغيرات الحرارية والأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا وزيكا، وسيكون العديد من سكان المناطق الحضرية عرضة لزيادة الفيضانات، وأن 10% من المناطق المطورة حديثًا في المدينة تقع ضمن سهول فيضانية عمرها 100 عام، ما يهدد الأرواح والبنية التحتية”.

وكشفت الدراسة عن أن “نسبة الفرق في الضعف بين المستوطنات الرسمية وغير الرسمية تبلغ حاليًّا 0.6%، وتأثر المباني داخل المستوطنات الرسمية وغير الرسمية بأحداث الفيضانات من المتوقع أن يرتفع إلى 1.3% بحلول عام 2050 و1.6% بحلول عام 2080”.

ربما يعجبك أيضا