موجة انقلابات ونهب ثروات.. كيف زعزعت أمريكا استقرار إفريقيا؟

شروق صبري
قوات أفريقيا

دائما ما تدعي الولايات المتحدة أنها تعمل على استقرار الدول وحمايتها، لكن بالنسبة لأفريقيا فهل الولايات المتحدة ساهمت في زعزعت استقرارها أم العكس؟


في السنوات الـ15 الماضية، وسّعت الحكومة الأمريكية وجودها العسكري في جميع أنحاء القارة الإفريقية، وشاركت في عمليات خاصة مع القوات الإفريقية، بدعوى الحفاظ على الأمن.

ولم تكن الولايات المتحدة في حالة حرب في إفريقيا، لكن ممارسات ومصطلحات الحرب التي قادتها على الإرهاب قد تغيرت، ما جعل من الصعب تتبع تورط الجيش الأمريكي في أي حروب في إفريقيا.

عدم استقرار القارة

أشار تقرير نشرته مجلة teenvogue الأمريكية، يوم الأربعاء 19 يوليو 2023، إلى أنه منذ إنشاء القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) عام 2007، وهي القيادة المقاتلة الإقليمية التابعة لوزارة الدفاع الإفريقية، تبنت الولايات المتحدة نهجًا عسكريًّا، وهو تأمين مصالحها في القارة، وكان لهذا آثار كارثية.

وبدت هذه التداعيات الكارثية في حرب طويلة الأمد ليست لها نهاية، فضلًا عن حرب غير معلنة ضد جماعة الشباب المسلحة في الصومال، واندلاع موجة انقلابات، في كثير من الحالات يقودها ضباط مدربون من الولايات المتحدة.

تهديد سيادة الدول

يرى منتقدو أفريكوم اعتماد حكومة الولايات المتحدة على الجيوش الإفريقية لحماية وصولها إلى الموارد والأسواق في القارة، وبالتالي يظل الأفارقة متشككين في نيات الولايات المتحدة، واحتجوا على الاتفاقيات التي تمنح أفريكوم مزيدًا من السلطة، بدعوى أنها تهدد سيادة الدول الإفريقية.

وحتى الأفلام الأمريكية التي حظيت بشعبية كبيرة، مثل فيلم Black Panther وفيلم Wakanda Forever، ركزت على الاستعمار، والتنافس على الموارد الإفريقية.

وترفض الأفلام النظر إلى إفريقيا على أنها قارة فقيرة تمزقها الحرب، بل توحي بأن الولايات المتحدة وأوروبا شكلتا أكبر تهديدًا للسلام والاستقرار بالقارة السمراء.

قوات أفريقيا

قوات أفريقيا

الولايات المتحدة تمول القوات الإفريقية

على الرغم من حرصها على الوجود في القارة الإفريقية، أصبحت الولايات المتحدة حذرة من التكاليف المرتبطة بنشر قواتها في الخطوط الأمامية، ولهذا السبب، تعتمد أفريكوم على القوات الإفريقية لتحمل عبء مهام مكافحة الإرهاب في القارة، بينما تتجنب الولايات المتحدة الانجرار إلى تدخلات محفوفة بالمخاطر السياسية.

ومن ناحية أخرى، فإن تربية أفريكوم لوحدات النخبة العسكرية الإفريقية أدّت إلى حدوث انقسامات داخلية داخل الجيوش المحلية في جميع أنحاء القارة.

وفي الصومال، أدّى العدد الهائل من التدريبات التي تقودها الولايات المتحدة لأجهزة أمنية مختلفة إلى إثارة التنافس على السلطة بين الجهات الأمنية، ويؤدي تشكيل وتدريب هذه الوحدات النخبوية إلى انقسام بين القوات الخاصة.

تراجع النفوذ الأمريكي بإفريقيا

جاء قرار إنشاء أفريكوم في وقت يتراجع نفوذ الولايات المتحدة في القارة، بينما كانت الأهمية الجيوستراتيجية لإفريقيا تتصاعد.

وفي حلول عام 2050، من المتوقع أن تمثل إفريقيا نحو 25% من سكان العالم، فهي تحتوي على بعض من أسرع الاقتصادات نموًّا في العالم.

ووفق المجلة الأمريكية، يجب الأخذ في الحسبان العدد المتزايد من الدول التي تتنافس على النفوذ في إفريقيا، وأبرزها الولايات المتحدة والصين وروسيا.

قوات أفريقيا

قوات أفريقيا

سر الصراع على القارة السمراء

ترى المجلة الأمريكية أنه توجد عوامل عدة وراء الاهتمام بإفريقيا، وتوقعت أن تصبح القارة ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2063، متجاوزة ألمانيا وفرنسا والهند والمملكة المتحدة، إذ تعد إفريقيا موطنًا لـ65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، و10% من مصادر المياه العذبة المتجددة على كوكب الأرض.

ووفقًا لتقييم الأمم المتحدة للموارد الأساسية بالقارة السمراء، يمكن العثور على ما يقرب من 30% من احتياطيات المعادن في العالم في إفريقيا، إلى جانب احتوائها على 12% من النفط العالمي، و8% من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم.

اقرأ أيضًا| تحت قيادة «أفريكوم».. مشاركة مغربية في مناورات فلينتلوك 2023

اقرأ أيضًا| قتلى من مسلحي «الشباب» الصومالية في غارة لـ«أفريكوم»

ربما يعجبك أيضا