موجة سخرية تواجه ترامب أمام حشد جماهيري في مؤتمر الحزب الليبرالي

أمير خالد
دونالد ترامب

تعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للسخرية والانتقادات أثناء إلقائه خطابه أمام المؤتمر الوطني للحزب الليبرالي أمس السبت. تجمع الآلاف لحضور الحدث، حيث واجه ترامب ردود فعل غاضبة من الحشد الذي لم يتردد في التعبير عن استيائه.

عند اعتلاء ترامب المنصة، بدأ العديد من الحاضرين في السخرية منه، بينما ارتدى بعض مؤيديه قبعات وقمصان تحمل شعار “اجعل أمريكا عظيمة مجددا”، وهتفوا “الولايات المتحدة الأمريكية!”. كان ذلك مشهدا نادرا حيث التقى ترامب بمنتقديه بشكل مباشر، وهو أمر غير معتاد بالنسبة له حيث اعتاد على تنظيم تجمعات حاشدة مملوءة بالمعجبين.

الانقسام داخل الحزب

وبحسب وكالة أسوشيتدبرس، غالبا ما يشكك الليبراليون، الذين يعطون الأولوية للحكومة الصغيرة والحريات الفردية، في سياسات ترامب.

وقد أدى قرار دعوته لإلقاء كلمة أمام المؤتمر إلى انقسام داخل الحزب الليبرالي. حاول ترامب التخفيف من حدة التوتر بالإشارة إلى لوائح الاتهام الجنائية الأربع الموجهة ضده، قائلا مازحا: “إذا لم أكن ليبراليا من قبل، فأنا متأكد تماما من أنني ليبرالي الآن”.

محاولات لكسب التأييد

حاول ترامب كسب تأييد الحضور بالإشادة بما وصفهم بـ “أبطال الحرية الشرسين في هذه القاعة”، وانتقد الرئيس جو بايدن، واصفا إياه بأنه “طاغية وأسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة”، مما أثار ردود فعل غاضبة من الجمهور الذي صاح البعض منهم: “هذا أنت”.

ومع استمرار الإهانات، رد ترامب قائلا: “أنت لا تريد الفوز”، مشيرا إلى أن بعض الليبراليين يريدون “الاستمرار في الحصول على نسبة 3% كل أربع سنوات”، في إشارة إلى نتائج الانتخابات السابقة حيث حصل المرشح الليبرتاري غاري جونسون على حوالي 3% من الأصوات الوطنية في عام 2016، فيما حصلت المرشحة جو جورجينسن على ما يزيد قليلا عن 1% في عام 2020.

ثنائية بايدن وترامب

من المقرر أن يختار الليبراليون مرشحهم للبيت الأبيض خلال مؤتمرهم الذي يختتم الأحد. ويمثل ظهور ترامب في هذا الحدث فرصة له لجذب الناخبين الذين قد يدعمون المرشح الرئاسي المستقل روبرت إف كينيدي الابن، الذي ألقى خطابه الخاص في المؤتمر الليبرالي يوم الجمعة.

أظهرت استطلاعات الرأي منذ أشهر أن معظم الناخبين لا يرغبون في تكرار انتخابات 2020 بين ترامب والرئيس جو بايدن. هذه الديناميكية قد تعزز الدعم لبديل مثل المرشح الليبرالي أو كينيدي، الذي أثار ترشيحه قلق حلفاء بايدن وترامب من أنه قد يكون عامل تفتيت في الانتخابات القادمة.

تعهدات جديدة

رغم الأجواء الصاخبة والمعادية، واصل ترامب خطابه مصرا على أنه جاء “لمد يد الصداقة” في معارضة مشتركة لبايدن. هذا التصريح قوبل بهتاف “نريد ترامب!” من مؤيديه، في حين ترددت صيحات “إنهاء بنك الاحتياطي الفيدرالي!” من الليبراليين الذين يعارضون المؤسسة المالية. خلال الخطاب، رفع أحد الحاضرين لافتة كتب عليها “لا للديكتاتوريين الطامحين!”، وتم سحبه من قبل الأمن.

حاول ترامب كسب تأييد الحاضرين بتعهدات شملت ضم أحد الليبراليين إلى حكومته في حالة فوزه، لكن الكثيرين في الحشد أبدوا شكوكهم وعدم تصديقهم. رغم ذلك، حصل ترامب على تشجيع كبير عندما وعد بتخفيف عقوبة السجن المؤبد بحق المؤسس المدان لموقع سيلك رود لبيع المخدرات، روس أولبريشت، مع احتمال إطلاق سراحه بعد قضاء جزء من عقوبته.

ربما يعجبك أيضا